تتواصل برواق "سين آرت غاليري" بالجزائر العاصمة فعاليات المعرض التكريمي الذي نُظم بمناسبة الذكرى ال30 لرحيل الفنان التشكيلي محمد خدة تحت عنوان "محمد خدة من خلال الملصقة"، حيث تعرف الزوار من خلال 40 ملصقة على إبداعات هذا الفنان المميز، والتي عكست الوجه المعاصر لجزائر ما بعد الاستقلال، كما تساير هذه الأعمال المعروضة أهم التظاهرات الاقتصادية و الثقافية والفنية الكبرى التي عرفتها الجزائر آنذاك مثل الثورة الزراعية و الحركة النقابية ، و كذا زخم الأعمال الإبداعية في شتى المجالات منها أعمال مسرحية خالدة لعبد القادر علولة و كاتب ياسين و غيرهم. كما يعود هذا المعرض بالزوار إلى تلك الأجواء الحافلة بالإبداعات والأفكار والمشاريع، وذلك بفضل سحر ريشة الفنان التشكيلي الذي قدم فنا عصريا، يحاكي تلك الحقبة التي كان فيها الفنان التشكيلي حاضرا و فاعلا في الحياة الثقافية و الفكرية و السياسية، وتستعرض هذه الملصقات أيضا أهم الأحداث التي ميزت أواخر الستينيات و فترة السبعينيات، مثل التظاهرات الكبرى و أيضا الملتقيات الوطنية والدولية في شتى المجالات. وصرحت زوجة الفنان السيدة نجاة خدة كاتبة ومفكرة في حفل افتتاح المعرض أن جانب الملصقات في أعمال محمد خدة يبقى غير معروف كثيرا عند الجمهور ويشكل توليفة بالنسبة لخدة بين " الدزاينر" و فن الرسم، وأضافت أن محمد خدة كان يتميز بحبه للجمع بين الفنون واستشهدت في ذلك في استضافته في بيته كل أول سبت من الشهر للمبدعين من الفنانين و الكتاب و المفكرين. و كان من بين رواد هذا اللقاء الروائي الراحل الطاهر وطار، وأوضحت بخصوص الملصقات أنها تبرز الرموز و أيضا الخط العربي الذي كان زوجها عاشقا لجمالياته.وقامت السيدة خدة بنفسها بجمع واسترجاع هذه الملصقات المعروضة التي يصل إلى نحو ال40 كما أكدت وهي تؤرخ الأحداث ذات أهمية. و ذكرت بوجود ملصقات أخرى لخدة خارج الوطن خاصة في فرنسا حسب ما وصل إلى سمعها من بعض الأصدقاء وهي تسعى لاسترجاعها. كما ذكرت السيدة خدة بحب الفنان للكتاب و اهتمامه بالحرف وتقنياته.، كما يظهر هذا المعرض الذي يتواصل لغاية 19 جويلية المقبل أن إبداعات الرجل كثيرة و متنوعة ، حيث مارس عدة فنون من بينها الأعمال المنجزة بالحبر وكلها تستحق الاهتمام و العرض في أكثر من مناسبة.