كما كان منتظراً أهذا الموسم وبالنظر إلى النتائج الكارثية التي سجلها في بطولة الدوري الإحترافي الثاني لقي فريق سريع المحمدية المصير الذي سعى للهروب منه في المواسم الأخيرة لكن هذه المرة لم تسلم الجرة، وإنكسرت على رؤوس «أبناء الصامية» بعد صيام عن الفوز واحراز النتائج المرضية في مرحلة الذهاب اللّهم إلا من رحم ربك من بعض اللقاءات التي خرجت منها «باريڤو» سالمة معافة. هكذا لقي السريع مصيره المحتوم ورافق الجريح المنكسر شباب تموشنت إلى جحيم القسم الهاوي بعد صراع مرير في مشوار الفريق الذي تجرع سموم الفشل وسارع بخطوات عملاقة نحو الهاوية. حيث لم تشفع لأبناء مدينة البرتقال سيناريوهات النجاة في آخر لحظة في المواسم الأخيرة في أخذ العبرة ممّا عايشوه في الأوقات الحرجة التي مروا بها بل زادت هذه الأوضاع تأزما وبلغت مرحلة يستحيل على «الصام» تجاوزها. فهل يعقل أن يستعيد السريع صاحب السمعة التاريخية المعروفة بغرب البلاد مجده الضائع في ظل الوضع المتعفن الذي قسم النادي إلى أجزاء يصعب على أي أحد مهما كان وزنه إعادتها إلى الأصل مادام أن الإنقسامات التي تخرت كيان النادي ليست حديثة بل تعود جذورها إلى سنوات خلت سيما في ظل تخلي المسؤولين عن سياسة الإعتماد على خريجي المدرسة في مقابل الإستفادة من خذمات لاعبين من خارج الولاية. * مدرسة الشبان في خبر كان وإن كانت هذه الطريقة التي حولت الكرة بغرب البلاد من النقيض الى النقيض وأصبحت ظاهرة معممة على معظم نوادي المنطقة التي كرست فشل الإدارات وتراجع المستوى إلاّ أن درجة تأثيرها على سريع المحمدية بلغت ذروتها بدليل أن هذا الفريق الذي شهد العديد من المشاكل في ظرف قياسي وتسارعت الأحداث التي تعرض لها بشكل رهيب لم يجد له المحللون تفسيرا واحدا عدا إقتناعهم بأن التسريع راح ضحية سوء التسيير والإعتماد على الغير وإهمال مدارس المحمدية. أزمة ثقة «بين المسيّرين واللاعبين» بدليل أن منهجية المسيرين التائهين في غياب الإحتراف بعدما أصبح طريق النجاة مظلما ومستحيلا في زمن المنظومة الكروية الحديثة أصبحت (المنهجية الهاوية) مجرد تحصيل حاصل لاتنفع بقدر ما تسببه من ضرر للفريق حيث خلف سياسته جلب « البرانية» وفتح المجال للغرباء من أجل العبث بمصير «الصامية» على حساب المصالح الشخصية أزمة ثقة بين المسيرين واللاعبين وأحدثت شرخا كبيرا في الإدارة التي تحولت إرثا متوارثا أبا عن الجد والفاهم يفهم. الكرة بمدينة البرتقال تبكي على الأطلال فأين هم أبنا ءالمحمدية أو بالأحرى خريجي المدرسة العريقة الذين تركوا النادي يغرق دون أن يحركوا ساكنا أو يلتفوا حوله لحمايته باعتباره أحد الرموز التاريخية للكرة المستديرة بمدينة البرتقال خاصة وأن حتمية السقوط كانت أكيدة ومحسومة المصير بعد أن وصل الفريق إلى أدنى درجة من الهوان وحرم من أنصاره في عزّ الأزمة بل تسبب أشباه الأنصار في معاقبة النادي وحرمانه من إنهاء البطولة بميدانه وأمام جمهوره حتى يشهد ملعب حساين لكحل بتغنيف على أسوأ موسم لأبناء مدينة البرتقال الذين عادوا إلى العهد الهاوي من دون إرادتهم وبفعل المشاكل والصراعات الأزلية التي ألقت بظلالها على نتائج الفريق في البطولة ومن تم خطت الصام خطوات إلى الوراء والعودة إلى مجددا إلى النظام الكلاسيكي القديم الذي يتوافق مع الذهنيات السائدة في الوسط الكروي المحلي. * باريڤو تدفع ضريبة الإهمال والتسيب ولابد من الإشارة إلى أن اللاعبين لعبوا دورا في ترسيم السقوط سيما المستقدمين من خارج المدينة الذين لم يشعروا بروح المسؤولية ولم يفكروا ولو لوهلة في سمعة الفريق عندما قرروا التمرد على الإدارة بفعل الغيابات التي اختصرت الطريق على الفريق وعجلت بسقوطه.