هل نحن في زمن المحن، والفتن.. والتفسيق، والتكفير، .. والشقاق، والنفاق والإقصاء.. والإلغاء ..والتحريف .. والتزييف، نملك أساسيات وعناصر التمسك بكتاب الله (عز وجل) نية... وقولا..وفعلا.. وفي المقابل نرتبط بسنة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم)؟.. أم أننا في مفترق الطرق بالتفرق والتمزق بلا ضوابط عقائدية ولا روابط شرعية؟ وفي هذه (الألفية) الحرجة المحرجة نتذكر الحديث النبوي الشريف التالي: «.. عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. يخرج في آخر الزّمان رجال، يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله (عزّ وجلّ) أبي يغترون؟ أم عليّ يحترئون؟.. فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة، تدع الحليم مهم حيران» إنه حديث.. من مجموعة «الأحاديث القدسية»المدرج في مسار «الفتن» ومجاله يحذرنا من مثل هؤلاء العناصر الجامعة لشتى التناقضات فهم (يختلون الدنيا بالدين) أي ينتزعون خيرات الدنيا، ويحصدونها باسم الدين، تمويها على الناس، وهم (يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ) والعبارة(كناية) عن لينهم للناس ظاهرا، وإضْمَار السوء لهم باطنا، مكرا وخداعا، فليس في قلوبهم محبة للعباد، بل إنما يحبون أنفسهم فقط، ويخادعون الناس بإظهار المحبة والمودة لهم، قاصدين بذلك إستيفاء أغراض (دنيوية) منهم، كما يريدون إحترام الناس لهم بتحسين ظواهرهم، ..و هم: (ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبهم قلوب الذئاب).. تفسير، وبيان، وتوضيح للعبارة السابقة.. (يلبسون للناس جلود الضأن من اللين) وتختم دائرة الحصار.. وفضاء المسار بعبارات جامعة لشتى المشاهد «أبي يعترون؟» أبي أنا يغترون وأنا الجبار المنتقم، إغترارا منهم بحلمي وعدم تعجيل عقابهم «أم عليّ يجترئون» أي بل أعليّ أنا يجترئون بانتهاك محارمي ومخالفة أمري. ..و«فبي حلفت» أي: حلفت بي وحدي، «لأبعثن على أولئك منهم فتنة» أي: لأقدّرن لهم فتنة تلازمهم، حتى تدع الشخص الحليم منهم حيران من شدة وقعها بهم، فلا يهتدون إلى طريق الخلاص منها.. وبذلك يجنون ثمرات سيئاتهم وهنا «بيت القصيد» .. وفي زماننا هذا هناك ملوك وأمراء.. وفقهاء.. وحكام فيهم صفات العناصر المذكورة « في الحديث القدسي» السالف الذكر..