فضل منكوبو حريق "شالياهات الكيمو" الذي أتى قبل أشهر على نحو 25 كوخا التذكير بمعاناتهم المتواصلة في مركز إيواء مؤقت أمس عن طرق الاحتجاج وقطع الطرقات لعل السلطات المعنية تأخذ وضعيتهم المزرية بعين الاعتبار بعد أن قضوا نحو 4 أشهر في مركز إيواء مؤقت قرب حيهم لا يختلف كثيرا عن الشاليهات التي احترقت عن آخرها وكادت أن تودي بحياتهم . حيث أقدمت صبيحة أمس العشرات من العائلات المقيمة بحي "الكيمو" التابع لبلدية السانيا على قطع الطريق الوطني المؤدي إلى مطار أحمد بن بلة الدولي ،احتجاجا على التماطل في ترحيلهم رغم الوعود التي تلقوها آنذاك ، وعلى حد تأكيد المحتجين فان السلطات المحلية كانت قد وعدت المنكوبين بتخصيص حصة سكنية لهم في المشاريع السكنية الجاهزة للتوزيع بدائرة السانيا ،لكن الوضع بقي على حاله وتحولت قاعدة حياة عمال مشروع الترامواي التي حولوا إليها بشكل مؤقت لإيوائهم في أعقاب الحريق المهول الذي مس الحي إلى آمر واقع ، مما آثار غضبهم و جعلهم يناشدوا السلطات المحلية لإنقاذهم وانتشالهم من هذه المعاناة التي يعيشونها لأزيد من 30 سنة خلت ،وقد تسبب الاحتجاج في شل حركة مرور المركبات القادمة من و إلى الكرمة ،بينما توقفت عربات الترامواي أيضا نتيجة اعتصام المحتجين فوق سكتها . كما تخللت الحركة الاحتجاجية مناوشات بين مستعملي الطريق والعشرات من سكان هذا التجمع السكني القصديري التابع لجامعة وهران وأقدم بعض الشباب الطائش على رشق السيارات بالحجارة، الأمر الذي اضطر أصحاب المركبات للعودة ، كما قامت مصالح الدرك الوطني بتعزيز تعدادها قرب الحي وعلى أطراف الطريق الرابط جامعة السانيا بمطار أحمد بن بلة الدولي تحسبا لأي انزلاق آخر ، في حين تدخلت عناصر القوة العمومية وفرقت المحتجين ليتم فتح الطريق مجددا ، وتنقلت السلطات المحلية و أقنعت المحتجين وطالبت من المنكوبين الانتظار إلى غاية استكمال بعض البرامج السكنية ،ويشار إلى أن " ملف " العائلات القاطنة بحي الكيمو لازال قائما باعتبار أنه كان حيا جامعيا تابعا لديوان الخدمات الجامعية بوهران وخصص في سنوات الثمانينات لإيواء بعض طلبة الدراسات العليا على غرار الماجيستير والدكتوراه قبل أن يتحول بمرور الزمن واشتداد أزمة السكن في الولاية في التسعينات إلى حي فوضوي ، حيث قام العشرات من الغرباء عن الجامعة باقتحامه وتشييد بيوت قصديرية هنالك لا تزال تشوه المنطقة إلى يومنا هذا منذ أزيد من 30 سنة ،ومن جهتها تعتبر السلطات المحلية هذا الحي قصديريا على غرار الأحياء الأخرى التي تستوجب التدقيق والتمحيص في هوية قاطنيه باستمرار قبل التأكد من أحقية الاستفادة من عدمها وهو ما تسبب في تفاقم الوضع وازدياد عدد القاطنين هنالك من الذين يرغبون في التسلل لقوائم المستفيدين عن طريق تشييد " براكات" و«أكواخ "جديدة ، الأمر الذي جعل عملية الإحصاء لا تتوقف في هذه المنطقة حسب تأكيد المحتجين .