اختار نادي وحي المثقفين التابع لجمعية الفضل الثقافية بوهران بالتعاون مع مديرية الثقافة لوهران ودار الثقافة زدور ابراهيم بلقاسم ، فضاء جريدة الجمهورية ، لاحتضان أمسيته الأدبية، التي نظمت أمس احتفاء بيوم العلم، تحت شعار "العلم و البناء الحضاري"، حيث استقطبت إليها نخبة من الأساتذة و الطلبة الجامعيين، وعدد من الفاعلين في الحقل الثقافي والجمعوي، وحضره نائب المجلس الشعبي الولائي تويمي بوعلام، حيث كان الموعد لقراءة الشعر و النصوص القصصية، تخللته وقفات للعرفان والاعتراف بإسهامات العديد من الأسماء في الحراك الثقافي بوهران، بأعمالهم الجميلة، و نشاطاتهم الجليلة، حيث كانت المناسبة، فرصة سانحة لتكريمهم في يوم يحمل أكثر من دلالة، و قد تضمنت قائمة المكرمين المدير العام لجريدة الجمهورية السيد بوزيان بن عاشور، و الأديبة أم سيهام ، التي نظمت قصيدة خصيصا للجريدة المحتضنة لهذه التظاهرة، و الدكتور عبد الرحمن الزاوي، باعتبارهم من الأقلام التي تركت بصمتها على صفحات الجمهورية منذ عقود مضت، حيث ثمّن أب الترجمة الأستاذ الزاوي المبادرة، و استحضر في كلمته، قامات وهران في الثقافة و السياسة و العلم و الدين، فأتى ذكره على سيدي الهواري و أبو محرز الوهراني، وعبد القادر علولة و بختي بن عودة و جمال الدين زعيتر، و غيرهم و الأسماء الثقيلة و المهمة، التي أنجبتها عروس المتوسط وهران، مؤكدا أن الانضباط هو الطريق المعبد نحو النجاح، و ليس البهرجة الجوفاء، كما شكر الجمعية المنظمة وعلى رأسها الطيب عباس بن مسعود، و أثنى على إصرارها من أجل المواصلة في تفعيل المشهد الثقافي، و ألقى قصيدة بالمناسبة، نسجها على نسق أحد الشعراء القدامى، تغزل فيها ببيروت، إلا أن الأستاذ الزاوي رأى أن وهران أجمل من بيروت، فتغزل بها بأجمل الأبيات التي استمتع بها الحضور، علما أنه بصدد نسج خيوط رواية سترى النور قريبا. وخلال الأمسية التي نشطتها الأديبة الشاعرة فايزة حدادي أوضح الدكتور كاظم العبودي في كلمته بأنه كُرم مرات عديدة، و كل تكريم يهديه دوما للعراق و للجزائر، كما كشف في معرض حديثه، أن العراق ختم البارح قائمة شهدائه المليون ونصف المليون شهيدا ، موضحا هنا أن العراق تتعلم من الجزائر الجهاد والإرادة، كما أن تكريمه هذا تزامن، مع اختياره أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني بالعراق، كاظم العبودي أكد أيضا أن العربية لا تنحني أمام تيارات العولمة، لأنها لغة الوجدان و الشعر، و العقل و الثقافة، حيث وصف المتحدث جريدة الجمهورية بالواحة التي قاومت التصحر، مضيفا أن 16 أبريل هو مبعث ولادة العلامة عبد الحميد بن باديس، وميلاد يوم العلم، أما أستاذ التاريخ بوشيخي الشيخ فذكر بالمناسبة أن هذا الشهر انتصب فيه جيل بأكمله، البريد المركزي لوهران، اختصر في المنظمة الخاصة "أوس" ، التي تأسست من الحزب و الحركة سنة 1947، و كانت بمثابة أول عمل ناضج و شامل و ثوري، مضيفا أن لولا محبته لمفجري ثورة نوفمبر، لقال أن 5 أبريل 1949هي بداية الحرب، أي تاريخ الهجوم على بريد وهران، من قبل مجاهدين من وهران و الأوراس و بسكرة و غيرها من المناطق، الذين حرروا جزءا من أموالها، كلمة الأستاذ بوشيخي حملت بشرى، تتمثل في تأسيسه أول جمعية ذات طابع تاريخي بوهران، أطلق عليها اسم جمعية 5 أبريل 1949 ، التي ستسهم في بعث تاريخ الإنسانية وإحياء الذاكرة الوطنية، أما شاعرة وهران السيدة الكريمة أم سهام فقد تألقت كعادتها أمام الحضور بقصائدها الجميلة و إطلالتها الشعرية الرائعة ، خصوصا عندما راحت تقرأ على مسامعنا قصيدة عن جريدة الجمهورية التي أشادت بمهامها الإعلامية و دورها في إنعاش الحراك الثقافي بوهران، كما نوهت أم سهام بالنادي الأدبي لليومية وكيف أنه رجع إلى الواجهة من خلال الأسماء الأدبية البارزة التي عادت إلى حضن الجمهورية بعد سنوات من الغياب ، أمثال الروائي الكبير واسيني الأعرج وفراشة الأدب الجزائري ربيعة جلطي . ومن جهتها تحدثت الأستاذة فاطمة ابراهيم رحماني في مداخلتها مداخلة حول أهمية القراءة، حيث قالت إن القراءة هي استيعاب وفهم للكلمات المطبوعة ،ومن أهدافها ذكرت التسلية التي تشغل نسبة 80 في المائة ، وتتعلق بقراءة المجلات والكتب الفنية إلى جانب هدف ملء الفراغ أو علاج الأمراض العصبية كالخرف و التوتر، إضافة إلى الاطلاع على المعلومات ، كما أوضحت الأستاذة فاطمة أن هناك نوعين من القراءة الاستكشافية والتحليلية، أما القاص روان علي الشريف فقد أمتع الحضور بقراءته لنصه الرائع "الوجه الآخر للمدينة " ، ومن جهته تغنى الشاعر رابح إيصافي القادم من ولاية غليزان بمناقب الراحل بختي بن عودة، حيث قدم قصيدة يرثي فيها فقيد الجمهورية والإعلام الجزائري، من خلال حوار شعري أدبي راق وظف فيه الخيال وكأنه يتحدث مع والدته التي عبر لها فيه عن اشتياقه لبختي بن عودة و رجائه في رؤيته من جديد ، وهو ما أثر على نفسية الحضور الذين تفاعلوا مع الكلمات المعبرة التي ألقاها الشاعر وهو يشيد بصفات الراحل الذي ترك وراءه أعمالا خالدة مسيرة إعلامية و أدبية راسخة، هذا إلى جانب قراءات شعرية أخرى ألقاها عدد من الشعراء و الشاعرات منهم عثمان زلاط ، نسيبة عطاء الله ، مجذوب صلاح الدين، شهرزاد عمراني، ورئيسة فرع مكتب الجاحظية بوهران السيدة نجاة بختاوي وغيرهم من الشعراء الذين تألقوا ببهو جريدة الجمهورية التي ازدانت بقصائدهم الفصيحة و الشعبية ..