سكان البلديات والقرى في عزلة تامة ورشات بناء مفتوحة وعمال يفرون من أشعة الشمس الحارقة مع ارتفاع درجة الحرارة التي تعرفها تيارت حيث سجلت منذ الجمعة الماضي ما يقارب 42° الأمر الذي أدى إلى تراجع في تقدم المشاريع منها السكنية و ذلك أن أغلب العمال من البنائين لا يستطيعون مواصلة أشغالهم إذ هم مضطرون للتوقف عن العمل إلى غاية حدود الساعة العادية عشر صباحا مما عرقل كثيرا منذ بداية جويلية المنصرم تقدم عدة مشاريع المبرمجة في إطار مختلف الصيغ السكنية المبرمجة. فمع موجة الحر الشديدة فإن أغلب عمال ورشات البناء لا يواصلون عملهم طيلة اليوم بسبب الحرارة المرتفعة مما أدخل العديد من المقاولين في دوامة بين الإسراع في استكمال الأشغال وتسليم المشروع في الآجال المحددة قانونا و نقص اليد العاملة . وبالمقابل أيضا فإن عمال الورشات المختلفة لا يستفيدون من منحة مالية إضافية تسلم لهم في إطار العمل في ظروف طبيعية قاسية وإن كانت مطالبهم بأن تدرج في الأجر الشهري أو يتم تعويضها من قبل صندوق الضمان الخاص بالتعويض المتعلق بالكوارث أو الظروف الطبيعية القاسية. ويضطر العمال إلى تعويض ساعات عملهم بالشروع في مزاولة نشاطهم ابتداء من الساعات الأولى من الصباح و مع فصل الصيف الذي يعرف حرارة غير مسبوقة فإن شوارع مدينة تيارت تبدو شبه فارغة ابتداء من الحادية عشر صباحا فأغلب المواطنين يفضلون قضاء احتياجاتهم المختلفة خلال الساعات الأولى من الصباح والملاحظ أيضا أن أغلب التجار هم الآخرين يتأثرون بهذه الحرارة فيفضلون الغلق طيلة النهار والغريب في الأمر أن عاصمة الولاية ومن المفروض أن تبقى محلاتها مفتوحة إلى غاية ساعة متأخرة من الليل إلا أنه حاليا يحدث العكس ففي حدود الساعة العاشرة ليلا يضطر التجار إلى الغلق نتيجة نقص حركة المواطنين بالمدينة في ظل انعدام حملات تحسيسية للتجار من أجل ضمان العمل ليلا وتقديم خدمة عمومية للمواطنين خاصة المتوافدين من خارج الولاية .وبالمقابل أيضا يبقى المسبح البلدي بتيارت على غرار حديقة التسلية المتنفسان الوحيدان للعائلات تفضل اللجوء إليهما ليلا أو نهارا فهناك انعدام شبه كلي لفضاءات يلجأ إليها العائلات و الشباب خاصة لقضاء وقتهم فلا جمعيات تنشط ولا سهرات فنية يمكن من خلالها أن تستقطب أعداد من أبناء المنطقة ما يستدعي وضع مخطط استعجالي لتدارك هذه النقائص التي تتكرر صيف.وإذا ما تحدثنا عن الدواوير والقرى وحتى البلديات فهذه مناطق تعاني العزلة التامة ودخلت طي النسيان فلا ترفيه لأبنائها والمتنفس الوحيد والأخطر هو اللجوء إلى السدود والبرك المائية حيث أشارت الأرقام إلى وفاة 11 شخصا منذ حلول الموسم الحالي.