تنظم مؤسسة "الشيخ عبد الكريم دالي"، يوم الأحد المقبل حفلا افتراضيا فنيا تحي من خلاله الذكرى الثالثة والأربعين لرحيل أحد أعمدة الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية عبد الكريم دالي، وذكرى الفقيد اسماعين هني. كشفت مؤسسة "الشيخ عبد الكريم دالي" في بيان لها، أن الحفل الذي تسعى إلى تنظيمه والذي تخلد من خلاله شخصيات سجلت اسمها بأحرف من ذهب في سجل الفن الجزائري، سيبث على المباشر في صفحة "مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي" على "الفايسبوك"، وقناتها على "اليوتوب"، ويتضمن البرنامج المسطر وفق البيان تقديم وصلات غنائية للجمعية الموسيقية "القرطبة الجزائر"، إلى جانب الفنانة حسناء هني ابنة الراحل اسماعين هني، وذلك بداية من الساعة الثامنة ليلا، بفندق السلطان، بحسين داي فب العاصمة، وتحت رعاية وزيرة الثقافة والفنون، مليكة بن دودة. للإشارة، الشيخ عبد الكريم دالي هو شخصية بارزة في الموسيقى الجزائرية كما يعد أستاذا في موسيقى الحوزي ، ولد الفنان عبد الكريم دالي يوم 16 نوفمبر 1914 في حارة "الرمى" ، في وسط عائلي يعشق الموسيقى ، بدا مشواره حينما سلمه والده إلى عبد السلام بن صاري وهو مؤدي للمدح والذي ضمه إلى جوقه كناقر على آلة الدربوكة، ثم انتقل إلى التتلمذ على يد الشيخ دالي يحي إلا أن هذا اللقاء لم يدم طويلا، بعدها التحق كناقر على آلة الدربوكة بجوق الشيخ عمر البخشي الذي سيصبح بمثابة الأب الثاني لعبد الكريم دالي والذي نهل منه الفنان أهم وابرز معارفه الموسيقية والذي ساعده على إتقان الغناء والعزف على آلات عديدة منها الرباب، العود، كمنجة، الناي،لينظم بعدها إلى جوق الشيخة طيطمة ثم أسس جوقه الخاص، نشط من خلاله حفلات بالراديو وحفلات بالخارج، في سنة 1947 استقر بالجزائر العاصمة أين أصبح عضوا في جوقة المحطة الذي يقوده "محمد فخارجي" و بعدها اقتحم عبد الكريم دالي تجربة بيداغوجية بإشرافه على تعليم النشء في مدرسة الموسيقى في حسين داي، التحق كأستاذ بالمعهد الوطني للموسيقى سنة 1971، أين شارك في بحوث حول التراث الموسيقي و سجل عندئذ جميع مقطوعات التراث التي كان مؤتمنا عليها، ومن أهم أعماله قصيدة بعنوان "رحلة حجازية "، "الحمد لله نلت قصدي و بلغت منايا " ، وأغنية " مزينو نهار اليوم" توفي الشيخ الحاج عبد الكريم دالي في 20 فيفري 1978 بمنزله بحيدرة ، ووري التراب بمقبرة سيدي يحي بالجزائر العاصمة. أما اسماعين هني والذي يعد أيضا من أبرز أعمدة الموسيقي الأندلسية، عمل طيلة مشواره الفني على ترقية الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية والحفاظ عليها، وكان رئيسا وعضوا مؤسسا لجمعية "الانشراح" في الجزائر العاصمة.