تظم المدرسة العليا للأساتذة المجاهد الفريق أحمد قايد صالح "بوسعادة "، بالمشاركة مع وحدة البحث الأدب الشعبي بمنطقة بوسعادة يوم 22 أكتوبر 2025 الملتقى الوطني الثاني حول: "الأدب الشعبي – النص في ضوء المناهج الحديثة والمعاصرة ". تهدف هذه الفعالية إلى إثراء مجال البحث في الأدب الشعبي وإعطاء الفرصة للطلبة الجامعيين للتزود بمعارف فنون هذا الأدب، مع جمع المادة – الأشعار والأمثال والألغاز – وتدوينها بحيث تصبح مرجعا للأجيال القادمة ومصدرا للدراسة، فالتراث مليء بالمعرفة والمهارات التي تناقلتها الأجيال منذ القدم، و كذا كشف النقاب عن كنوز تراثنا الشعبي والإسفادة منه، بالإضافة إلى قراءة التراث قراءة واعية ومنطقية يساهم في بناء نهضة علمية وفكرية، و التواصل المعرفي بين القديم والحديث في الدراسات الشعبية وتنمية المعارف والمكتسبات بين الباحثين، كما تهدف أيضا إلى حفظ التراث الشعبي من الضياع والاندثار، وتوثيق المعارف من الأضرار التي لحقت به عبر الزمن. بالإضافة إلى توجيه جهود والباحثين نحو الخطاب الأدبي الشعبي الجزائري بوصفه مقوما من مقومات الهوية الجزائرية، و ضبط العلاقة بين فنون الأدب الشعبي والأدب الرسمي وإظهار العلاقة المتداخلة بينهما، مع الكشف عن مواهب المبدعين في الجزائر، و وضع خصوصية لكل فئة من فئات المجتمع الجزائري وإحداث الترابط بينهم والنظر في القيم الروحية والمادية المشتركة بينهم. و تهدف أيضا إلى بيان أهمية وقيمة الفن الشعبي وبيان تأثيراته الجمالية على المستويين العلمي والاجتماعي، النهوض بالسلوك التنموي فالسلوك الإنساني الذي يتماشى مع العمليات الرئيسة للتنمية المبتغاة، سلوك يواكب ويمشي جنبا إلى جنب مع التطور التكنولوجي، فلا يمكن أن تتحقق تنمية اجتماعية إلا بعد توافر سلوك إنساني اجتماعي بناء وقادر على الانجاز والإنتاج، بالإضافة إلى المساهمة في خلق حوار جاد وبناء بين الجامعة والأدب الشعبي، دون إلغاء مبادئ الاختلاف بين طبيعة كل أدب، فسياسة الجامعات ينبغي أن تقوم على بناء جسور الحوار والتواصل بين كافة معارف أبناء المجتمع والسعي بجدية الى إنشاء حوار بناء مع التراث الشعبي فحسب ما جاء في الملتقى فإن الأدب الشعبي يعتبر مجالا من أكثر المجالات ارتباطا بالإنسان أو بالمجتمع بصفة عامة؛ فهو يعبر عن روحه وإبداعه قديماً وحديثاً؛ إذ يشمل الأساطير والقصص والحكايات، وكذلك الأغاني والأشعار والألغاز والأحاجي والحكم والأمثال الشعبية، وهذا النتاج الشعبي يتضمن جوانب اجتماعية وثقافية ونفسية وتاريخية، ذات أهمية كبيرة في فهم الطابع الاجتماعي والهوية، أو الشخصية القومية لمجتمع معين، فالأدب الشعبي يكشف بوضوح شديد عن النظام القيمي والأخلاقي للمجتمع، حيث يمكن القول أن إلقاء نظرة شاملة على مكونات الأدب الشعبي الذي يعتبر تراثا بمختلف عناصره أن تعطينا صورة واضحة عن بنية هذا المجتمع وعن مختلف أنساقه الثقافية بشكل عام، كما يعد وسيلة فعالة من وسائل النهوض بالبلاد في مختلف المجالات، ولذا وجب الحرص على ألا ينحرف عن وجهته الصحيحة، فهو يربط بين الأجيال المختلفة ويوجه اهتماماتها، حيث يربط بين الأفراد الذين يعيشون في مكان واحد وينتمون إلى مناطق مختلفة، وهنا تكمن الأهمية التاريخية للتراث، فهو يزيل حواجز الزمن ويشكل كيانا قوميا وثقافيا معينا ويصبح جزءا من الكيان الاجتماعي لمجتمع معين، وعليه فإن مؤسسات حفظ التراث بهذا الاعتبار تتحول إلى ورشة أو مصنع للأفكار التي بها تنتعش المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في البلاد، وبها يتقدم البحث العلمي خطوات إلى الأمام، وبها يتم نشر ثقافتنا وقيمنا الحضارية، والتعريف بقضايانا القومية، التي من خلالها يتم التعارف والتعاون والتقارب بين الأمم والشعوب . وعليه يحاول الملتقى إثراء مجال البحث في الأدب الشعبي من خلال جملة من المحاور الرئيسية منها محور " النص الشعبي في ضوء المناهج النقدية الحديثة والمعاصرة"، "جمالية النص الشعبي الشعر المثل اللغز"، " حضور التراث الشعبي في الشعر الجزائري الحديث والمعاصر "، "دور الأستاذ الجامعي في رسم صورة الذاكرة الشعبية لدى الطلبة"، " البناء الفني للنص الشعبي – اللغة الصورة الموسيقى "، " الشعر الشعبي النسوي في الجزائر "، "تعليمية الخطاب الأدبي الشعبي في الجامعة الجزائرية"، "آفاق الأدب الشعبي في ظل البرامج التعليمية في الجامعة الجزائرية"..