عميد جامع الجزائر: الهيئات العلمائيّة مدعوة لمواصلة بناء العقل المرجعيّ الجزائريّ

دعا عميد جامع الجزائر الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ،كافّة الهيئات العلمائيّة إلى مواصلة الجهد الوطنيّ لبناء العقل المرجعيّ الجزائريّ،مؤكّداً أن جامع الجزائر سيبقى بيت العلم والإيمان الذي يحمل هذه الرّسالة السّامية.
في كلمته خلال الملتقى الوطنيّ الذي نظّمته جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين،بمقرّ المجلس الإسلاميّ الأعلى ،تحت عنوان: "نشاط جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين خلال الحركة الوطنيّة وثورة أوّل نوفمبر" شدّد العميد على أنّ جامع الجزائر، والمجلس الإسلاميّ الأعلى، وكافّة القطاعات المختصّة، والهيئات العلمائيّة، وتلك العاملة في حقل الدّعوة الإسلاميّة، مدعوّون معاً إلى مواصلة بناء العقل المرجعيّ الجزائريّ؛ وهو عقل يتغذّى من العلم والوجدان، ومن مقوّمات الحياة الروحيّة والكلمة الهادية التي تخاطب العقل ولا تهمل القلب،وتتّجه في غاياتها إلى إغناء الحياة الرّوحيّة،دون إغفال مقتضيات الحياة المادّيّة.
وأوضح أنّ هذا المسعى يأتي في مواجهة خطاب الهشاشة والرّداءة واستيراد الفتوى،وتهميش الرموز الجامعة، ليقدّم للأجيال رجالاً يعقلون الطّريق ويرشدون الحائرين، إذا عُدم لديهم الدّليل، أوالتبس عليهم السّبيل وأبرز الشّيخ القاسميّ أنّ جامع الجزائر، يحمل هذه الذّكريات في قلب رسالته، ليظلّ شاهداً على أنّ الاستقلال كان انبثاق نور من عتمة طويلة، وكتاباً من الوفاء لا يُمحى ولا يُطوى.
واستحضر الشّيخ محمّد المأمون القاسميّ الحسنيّ النّضال الطّويل للشّعب الجزائريّ خلال فترة الاحتلال الفرنسيّ، مشيراً إلى أنّ جهادهم كان جهاداً بالكلمة، يعاضده جهاد الرّوح. ووصف هذا الكفاح بأنّه مقاومة روحيّة فكريّة كانت فرنسا تخشاها وتحسب لها ألف حساب، مؤكّداً أنّ استقلال الجزائر جاء ثمرة لهذا الجهاد الشّعبيّ لا الطّبقيّ، والجهاد الرّوحيّ لا النّخبويّ، وانتصاراً للقيم الرّوحيّة والوطنيّة التي رسّخت وحدة الشّعب وتماسكه.
وأوضح عميد جامع الجزائر أنّ استحضار هذه الذّكريات ليس استنساخاً للماضي،بل هو تحويل الذّكرى إلى عهد، والماضي إلى فكرة، والتّاريخ إلى حمل أمانة المسؤوليّة؛ فالأمّة الحيّة هي التي تعرف كيف تمشي ومتى تقف وإلى أين تتّجه وتسعى.
وأكّد في الختام أنّ أمانة الاستقلال هي الجزائر، بوحدة شعبها، ووحدة أرضها، بآمالها وآلامها، بماضيها المجيد، وحاضرها المتطلّع إلى التّجديد، وبناء المستقبل، في ظلّ قيمها وانتمائها الحضاريّ الأصيل.