أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، السيد سعيد سعيود، اليوم السبت بالجزائر العاصمة، التزام الدولة بمواصلة دعم الأجهزة الأمنية وسلك الحماية المدنية، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في حماية المواطن وضمان سلامته. وجاء تصريح الوزير خلال إشرافه على حفل تقليد الرتب لفائدة 42 عوناً من الحماية المدنية، المنظم بمناسبة إحياء الذكرى ال71 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، حيث شدد على أن "كل الوسائل ستُسخّر من أجل حماية أمن المواطن وسلامته، وهما في صميم أولويات الدولة". وأشار سعيود إلى أن "بفضل تضافر الجهود بين مختلف الأجهزة والمواطنين، يمكن بناء مجتمع أكثر أماناً وقدرة على مواجهة التحديات"، مؤكداً أن روح التضامن والتكاتف التي تميز الشعب الجزائري "هي مصدر قوة واستقرار البلاد". واستحضر الوزير في كلمته تضحيات الشهداء الأبرار، مذكراً بأن "قيم التضحية والانضباط والوفاء للوطن التي تأسست عليها الجزائر، تمثل اليوم المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها مؤسسات الدولة، العسكرية والمدنية على حد سواء". وفي هذا السياق، أبرز سعيود أهمية جهاز الحماية المدنية باعتباره "الدرع الحصين الذي يضمن أمن الأشخاص والممتلكات"، مشيراً إلى أن السلطات العليا، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تولي اهتماماً بالغاً بتطوير هذا السلك الحيوي من خلال "تأهيل قدراته وتحديث وسائله وتحسين آليات التنسيق مع شركائه". وكشف الوزير أن الميزانية المخصصة للحماية المدنية في مشروع قانون المالية لسنة 2026 ارتفعت بنسبة 14%، ما يعكس – حسبه – "الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا الجهاز"، مضيفاً أنه سيتم أيضاً فتح باب التوظيف في صفوف الحماية المدنية خلال الفترة المقبلة. من جهته، أكد المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف، أن الإنجازات المحققة في مجالات التكوين وعصرنة الهياكل "تضع الإطارات والأعوان أمام مسؤولية كبيرة لمواصلة العمل والتجند من أجل رفع مستوى الأداء بما يتماشى وتطلعات المواطن والتحديات المستقبلية". وجاءت ترقية الأعوان في إطار ترقية استثنائية شملت من ساهموا في عمليات نوعية، منها إخماد حرائق الصائفة الماضية، وإنقاذ أشخاص سقطوا في آبار ارتوازية ببشار والمدية، وآخرين داخل مغارة بقسنطينة وفي عرض البحر بجيجل، إضافة إلى تدخل بطولي إثر حادث انحراف حافلة وسقوطها في وادي الحراش بالعاصمة. كما تم، بالمناسبة، تكريم مجموعة من الضباط المحالين على التقاعد خلال سنة 2025، عرفاناً بمسيرتهم المهنية الحافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الوطن. واختُتم الحفل، الذي جرى بحضور وزير الداخلية ووالي ولاية الجزائر عبد النور رابحي والمدير العام للأمن الوطني علي بداوي، بتكريم وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، تقديراً لجهوده ودعمه الدائم لقطاع الحماية المدنية.