فشل المنتخب الوطني سهرة أول أمس في كسر عقدة النتائج السلبية التي تطارده منذ عدة أشهر، ولم يتمكن من التغلب على منتخب لكسمبورغ المتواضع الذي اكتفى طيلة 90 دقيقة بالدفاع ولم يحصل بالتالي المدرب بن شيخة على الفائدة المنتظرة من وراء برمجة هذا اللقاء قبل الأخير (بقيت مباراة تونس) الذي يفصل عن المواجهة الحاسمة أمام الجار المغربي بالجزائر في المباراة الأخيرة من مرحلة ذهاب تصفيات كأس إفريقيا، بدليل أن لاعبيه وكأنهم كانوا في حصة تدريبية أمام منافس مفكك أظهرت مجريات المباراة أن اختياره كان خطأ كبيرا. اللقاء برمج لكسر العقدة الهجومية لكن ذلك لم يحصل وربما كان المغزى من برمجة هذا اللقاء هو كسر العقدة الهجومية وتسجيل أهداف تسمح ل “الخضر” بالعودة إلى الطريق الصحيح، إلا أن هذا لم يحصل رغم الفرص المتاحة أمام منتخب متواضع مصنف في المركز 133 عالميا، حيث فشل اللاعبون في الوصول إلى مرمى لكسمبورغ، ما طرح أكثر من علامة استفهام في النهاية عن الفائدة التي جنيناها من مواجهته خاصة أن طريقة لعبه لا تشبه المغرب، وربما لا تشبه حتى المنتخبات الإفريقية لأنه كان يدافع أحيانا بكل لاعبيه. مستوى المنافس ضعيف، لعب متكتلا والأهم نجاة اللاعبين من الإصابات وقد سمحت مباراة أول أمس للجمهور الجزائري بالتأكد من أن منتخب لكسمبورغ متواضع ولا يعتبر معتيارا تماما، خاصة أنه كان متكتلا في الخلف ويدافع بأغلب لاعبيه الذين تقريبا كانوا على بعد أمتار قليلة من الحارس، وأكثر من ذلك كان هناك تكتل كبير وتقوقع يبعث على الاستغراب رغم أن هذا المنتخب أوربي ويواجه منتخبات كبيرة في القارة، ومع هذا فإنه ظهر من دون أي خطة، ليبقى المهم في نظر البعض هو نجاة لاعبينا من الإصابات، خاصة أن بعض التدخلات لإيقافهم كانت خشنة، لاسيما أن بعضهم أفرط في المراوغات خصوصا زياني وبودبوز. ليس هذا هو المنافس الذي نحضر به ل “المعجرة” وقد أجمع المتابعون على أن منتخب لكسمبورغ ليس هو المنتخب الذي نحضر به ل “المعجزة”، لأن المنتخب الوطني في الوقت الحالي بات محكوما عليه الفوز باللقاءات الأربعة المتبقية في التصفيات للتأهل إلى كأس إفريقيا 2012 وهو ما يشبه معجزة كروية، كما أن تواريخ “الفيفا” محددة وقليلة إلى غاية موعد مارس الحاسم، حيث كان من الضروري – حسب رؤية كثيرين – استغلال هذه الفرصة ومواجهة منتخب كبير لإعادة المياه إلى مجاريها وتصحيح الأمور، وليس كما كان عليه الحال في مباراة سهرة أول أمس التي كانت عبارة عن فسحة. حتى الملعب لا يخضع للقياسات القانونية، والحكم هاو وإضافة إلى ذلك، فإن المباراة التي جرت في لكسمبورغ أمام جمهور كله من الجزائريين، دارت على أرضية ميدان لا تخضع للقياسات القانونية المعتمدة من “الفيفا” لأن المشكل كان في عرض الملعب، حيث أن المسافة الفاصلة بين التماس ومربع العمليات على الجهتين اليمنى واليسرى لا تتجاوز بضعة أمتار، وهو يعني أن العرض لا يتجاوز 40 م في أفضل الحالات، وفضلا عن ذلك فإن الحكم الذي أدار اللقاء فاجأ الجميع بقراراته سواء هو أو مساعداه، ما جعل الكل يؤكد أن هذه المباراة أدارها حكام ألمان من الهواة. مستوى لكسمبورغ لا يجعل المباراة مقياسا وكان يتمنى بن شيخة أن يسمح له اللقاء بإطلاق حكم دقيق على مستوى اللاعبين الجدد الذين استدعاهم خاصة من لا يعرفهم الجمهور الجزائري، إلا أن الوقت الذي لعبه كل واحد، بالإضافة إلى الطريقة التي سارت بها المباراة جعل من الصعب منح حكم موضوعي على مستوى مهدي مصطفى، بن يمينة ومسلوب، وحتى المحليين، حيث لم يظهروا كثيرا وحتى إن أظهر بعضهم قدرات تبدو مقبولة فإن مستوى المنافس يجعل من السابق للأوان الحكم بطريقة دقيقة على مستواهم ومدى قدراتهم على تقديم الإضافة، وهو ما يعرفه جيدا بن شيخة. أغلبية من شاركوا أول أمس لن يواجهوا المغرب صحيح أن الإصابات التي تعرض لها أكثر من لاعب لم تأت في وقتها، إلا أنها زادت من التأكيد على أن لقاء لكسمبورغ كان من دون فائدة كبيرة لأن أغلب من شاركوا خاصة الأساسيون لن يكونوا حاضرين أمام تونس والمغرب في بداية العام القادم، خاصة مع عودة التشكيلة الأساسية على غرار يبدة، مطمور، بوڤرة، حليش، جبور، ولم لا قادير الذي يأمل أن يكون حاضرا رفقة مغني.