يؤكد الحارس السابق ل “الخضر” فوزي شاوشي، أنه لم يسمع بأي خبر يؤكد عودته إلى صفوف المنتخب عن قريب، لكنه يعبر عن أمنيته للعودة من جديد في أقرب الآجال، كما يعرب عن اشتياقه لأجواء المنتخب التي أكد أنه افتقدها عقب إبعاده، ويوضح شاوشي من جديد الصورة بأنه لا يملك أي مشكلة مع المدرب السابق سعدان ولا أي شخص آخر، وأنه لم يسبق وأن خلق المشاكل داخل صفوف المنتخب. كيف هي أحوال شاوشي؟ والله بخير والحمد لله، أنا بصدد التركيز مع فريقي وفاق سطيف في بداية الموسم الجاري على المباريات التي نخوضها، بغية تحقيق أفضل انطلاقة نقطع بها أشواطا كبيرة نحو تحقيق الأهداف المرجوة. وهل ما زلت متابعا لأخبار المنتخب الوطني أم أنك نسيتها بعض الشيء بعد أن تمّ إبعادك؟ إبعادي عن صفوف المنتخب الوطني لا يمنعني من متابعة أخبار “الخضر”، فبالأمس القريب فقط كنت لاعبا في صفوفه وأدافع بكل قوة عن ألوانه، وقبل ذلك كنت مناصرا له، ولا زلت رغم إبعادي أشعر بأني لاعب للمنتخب رغم أني بعيد عن أجوائه، ولذلك تجدني أتابع أخباره، الصغيرة منها والكبيرة باهتمام يوميا، وأطمح أيضا للعودة إليه عن قريب إن شاء الله. لذلك اتصلنا بك، حيث علمنا بأنّ الاتحادية أصدرت قرار عفو في حقك، ومن الممكن جدا أن تكون ضمن حسابات بن شيخة مستقبلا، ما تعليقك؟ “إن شاء الله يا ربي”، هذا ما أتمناه من أعماق قلبي، المنتخب الوطني كان ولا يزال بيتي الأول والأخير، حدث ما حدث في الماضي وطويت صفحته، أنا الآن أقوم بواجبي مع فريقي على أكمل وجه، وأطمح للعودة إلى المنتخب من أوسع الأبواب مستقبلا كي أدافع عن ألوانه من جديد بكل إمكاناتي وما أملكه من طاقات ومؤهلات فنية. هل بلغك أي خبر يؤكد اقتراب عودتك؟ في الحقيقة لم يبلغني أي خبر، لكني أطمح للعودة لأن الدفاع عن ألوان الوطن يبقى واجبا علي وواجب كل لاعب جزائري، وثق أن مجرد دعوتي من جديد تعدّ أمرا يشرفني كثيرا لأن الأمر يتعلق ب “العلام”.... و”العلام” لا يمكننا أن نقول له لا، وثق أني إن عدت سأعطي المنتخب كل ما عندي، ولن أبخل عليه بذرّة من مجهوداتي. العفو عن زميلك لموشية وإعادته إلى صفوف المنتخب، يعد تمهيدا لعودتك أنت أيضا، ما رأيك؟ فرحت كثيرا للموشية على عودته إلى صفوف المنتخب، لأنه لاعب كبير قادر على إعطاء الإضافة اللازمة، فضلا عن أنه أكد على أنه أهل للدفاع عن ألوان البلد في مختلف المباريات التي خاضها من قبل أن تتم تنحيته، أنا سعيد له وآمل له عودة موفقة بمناسبة اللقاء المقبل أمام إفريقيا الوسطى، وآمل أن تسير الأمور معي على غرار ما سارت معه، بمعنى أن أستدعى أنا أيضا من جديد. وهل صحيح أنك قدمت اعتذارات على ما بدر منك؟ ما أنا على علم به هو أنهم سامحوني و”خلاص”، ثم أضيف لك شيئا. تفضل. أقرّ بأني لا أملك أي مشكل مع أي طرف كان في المنتخب، والجميع بإمكانهم أن يشهدوا على ذلك، وبالتالي لا مجال لتهويل الأمور، والحديث عن مشاكل لم أقترفها أصلا. حتى مع المدرب السابق رابح سعدان لم تكن لديك مشاكل؟ بطبيعة الحال لم تكن لدي مشاكل معه، والله لم يحدث لي أي مشكل معه، فأنا أحترمه كمدرب وأحترمه كشخص خارج الملعب أيضا، ولم يسبق لي وأن عصيت أوامره، كما أني لم يسبق لي وأن دخلت في مشاكل مع أي لاعب كان، ومشكلتي الوحيدة التي حدثت كانت مع شخص واحد وانتهى الأمر. من هو هذا الشخص؟ لا أريد أن أعود إلى الوراء لأني طويت صفحة الماضي وما تبعها من مشاكل تسببت في إبعادي، ولذلك قررت أن أفتح صفحة جديدة مستقبلا، صفحة أتمنى أن تكتب من خلالها عودتي إلى صفوف المنتخب، ومع ذلك يمكنني أن أكشف لك عن الشخص الذي حدثت لي معه مشاكل وإنتهت، وهو طبيب المنتخب، واعذرني لا أريد أن أخوض في الموضوع. فليكن لك ذلك، لن نحدثك عن سبب المشكل، لكن هل لك أن تروي لنا كيف عشت فترة إبعادك عن صفوف المنتخب، وكيف تعيشها حتى الآن؟ فترة صعبة للغاية، لأني بالأمس فقط كنت أساهم في إنجازات المنتخب، وأدافع عن ألوانه، وأساهم في جلب السعادة لهذا الشعب العزيز، وفي لحظة ترى نفسك مبعدا، ما حز في نفسي كثيرا، لكني لاعب يؤمن بما كتبه لنا الله، حيث تقبلت القرار بصدر رحب، واحترمته كثيرا ولم أعارضه، ولم أخلق بسببه مشاكل. وهل اشتقت إلى أجواء المنتخب الوطني، صراحة؟ أجل اشتقت لها كثيرا، لأن المنتخب وكما قلت لك عائلتي الأولى والثانية والثالثة، وكل شيء في حياتي، اشتقت إلى رفاقي وإلى اللعب أمام الجمهور الجزائري، واشتقت أيضا إلى الدفاع عن ألوان بلدي في المحافل الدولية، واشتقت أيضا إلى شيء آخر. وهو؟ اشتقت إلى فرحة الشعب بنا عندما نحقق نتائج إيجابية، فرحة لا تقدر بثمن، فرحة تشعرنا نحن اللاعبين بأننا كنا السبب فيها، ولذلك أتمنى إن أنا عدت أن أساهم في إدخال الفرحة في قلوبهم من جديد، لأن الشعب الجزائري هو “رأس مالنا”. من هم الأشخاص الذين وقفوا إلى جانبك في محنتك لدى إبعادك عن صفوف المنتخب؟ رفاقي وأصدقائي، وكل الشعب الجزائري، الجميع اتصل بي للرفع من معنوياتي، لأن تواجدي خارج القائمة في كل مرة، كان ينعكس على نفسيتي سلبا، وفي كل مرة كنت أجد سندا معنويا من أفراد عائلتي والمقربين مني والشعب الجزائري الذي كان يتصل بي، وهو ما يزيدني إصرارا على إسعاد الجميع إن أنا حصلت على فرصتي من جديد. ومن هم اللاعبون الذين اتصلوا بك؟ أتذكر أن العيفاوي، لموشية، ڤاواوي اتصلوا بي ورفعوا من معنوياتي، والبقية لا أدري لم لم تتصل بي فربما أنها مشغولة أو أي شيء آخر، ولا أنسى أن أذكر أن حديث المختصين والفنيين عني وعن استحقاقي التواجد في صفوف المنتخب رفع معنوياتي، على غرار بلومي وماجر وغيرهما ممن أكدوا أني أستحق العودة، وأستغل الفرصة هنا لكي أشكر الجميع على تضامنه معي. رحل سعدان وعين المدرب بن شيخة مدربا للمنتخب، ما تعليقك؟ لا أريد أن أتحدث عن الماضي وعن عهدة سعدان، لكن بخصوص تعيين المدرب بن شيخة مدربا للمنتخب، أعتقد أن القرار صائب، لأنه مدرب معروف، كفء، محنك، يعرف جيدا ما الذي يقوم به كمدرب، يجيد لغة الخطاب، يعرف كيف يدخل الحرارة والحماس في قلوب اللاعبين، وشخصيا أتوقع له أن ينجح في مهمته الجديدة. بالنظر إلى معرفتك بما يدور داخل كواليس المنتخب، هل ترى أنه قادر على التحكم في المجموعة، وقادر أيضا على النجاح؟ سيرة بن شيخة تتحدث عنه كمدرب جيد، لذلك أرى أنه قادر على أن يتفاهم مع المجموعة التي يضمها المنتخب، فاللاعبون كلهم أبناء عائلة، وسيسهلون له مهمته، ثم إن الانطلاقة الجيدة في اللقاء المقبل ستسمح له بأن يعبد طريقه إلى النجاح بحول الله. المهمة ستكون صعبة في إفريقيا الوسطى بسبب غياب عناصر أساسية تعرضت مؤخرا إلى الإصابة. صحيح علمت أن عددا من اللاعبين تعرضوا إلى شبح الإصابة، ما يجعل بن شيخة يقدم على استهلال مهمته بتعداد منقوص، لكني شخصيا أثق في العناصر الأخرى القادرة على تعويض العناصر الغائبة دون أي مشكل. وما الذي تتمناه للمنتخب في إفريقيا الوسطى؟ أتمنى أن نفوز (قالها هكذا نفوز ما يؤكد أنه لا زال يشعر بأنه قطعة من هذا المنتخب رغم أنه مبعد)، لأن الفوز وحده سيسمح لنا بأن نبقى في السباق نحو كأس إفريقيا، وآمل أيضا أن نحافظ على هيبتنا، بمعنى أن نضمن التأهل لكأس إفريقيا هذه المرة، والتأهل للمونديال المقبل أيضا. هل تتمنى أن تترسم عودتك بمناسبة اللقاء الودي أمام لوكسمبورغ في شهر نوفمبر المقبل؟ أتمنى ذلك، يا أخي أنا يهمني “العلام” كثيرا، تهمني فرحة الشعب الجزائري، ولن أقول لا للعودة إن تم الاستنجاد بي. قد يكون بن شيخة فأل خير عليك، ويعيدك مثلما أعاد لموشية. لم لا!؟ ولن أخذله إن أنا عدت من جديد، لا زلت صغير السن، وقادرا على إعطاء الكثير والكثير للمنتخب، وبالتالي سوف أنتظر فرصتي من جديد بفارغ الصبر، وأنا متفائل جدا لأني وكما قلت لك لا أملك أي مشاكل مع أي شخص كان في المنتخب، عدا ما حدث بيني وبين الطبيب من مشكل أعتبره في الحقيقة سوء تفاهم وكفى. كلمة أخيرة... أشكر كل من ساندني وأنا بعيد عن المنتخب، وأتمنى التوفيق لمنتخبنا في إفريقيا الوسطى، وأن يعود رفاقي بالنقاط التي تسمح لنا بالبقاء في السباق نحو التأهل، وتحيا الجزائر وتحيا “علامنا”.