عبرت جبهة القوى الاشتراكية عن عزمها على مواصلة العمل من أجل تجسيد مبادرة الإجماع الوطني رغم رفض أحزاب المعارضة وكذا الموالاة الانخراط في المشروع، وبرمج الحزب لإنجاح الهدف سلسلة من اللقاءات والنقاشات الداخلية وكذا مع الأحزاب والجمعيات الوطنية من أجل تفادي الخراب الذي قد ينجر عن المواجهة التصادمية مع السلطة. أعلنت، أمس، جبهة القوى الاشتراكية في بيان توج أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني بالعاصمة، عن مواصلة الحزب مسعاه الرامي إلى تجسيد الإجماع الوطني، لأن رفض كل ديناميكية جديدة يخدم مصالح السلطة التي تحولت إلى "جهاز يلعب على وتر الأخطار" المحدقة بالجزائر، لوقف كل مبادرة سياسية وهذا باستعمال وسائل تضليلية "لخلق إجماع وطني زائف" لا يستوفي شروط العمل السياسي الحقيقي حسب ذات البيان، الذي أعاب على السلطة رفضها "للتغيير بحجة حماية الجبهة الداخلية". ومن جهة أخرى أعاب حزب الدا الحسين على تنسيقية الانتقال الديمقراطي سعيها لخلق "توازن قوى" مع السلطة عن طريق "أجندات انتخابية" لا تغير معايير ممارسات السلطة الحالية ولا توفر عوامل "التعبئة الشعبية الحقيقية"، كما أرجع الأفافاس "الشعبية القليلة" التي تتمتع بها مبادرة التنسيقة إلى "عدم اعترافها" بوجود خطر حقيقي على البلاد، في حال قررت مواجهة "الستاتيكو" المفروض من طرف السلطة دون توفير الميكانيزيمات الوطنية للتحكم في نتائج المواجهة. من جهته يرى الأفافاس بأن الإجماع الوطني يعبر عن آمال قاعدته النضالية التي أبانت عن مساندتها لقيادة الحزب في سعيها إلى "تحريك الركود السياسي" في البلاد دون اللجوء إلى التصادم الذي قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع، وفي هذا السياق أعلنت جبهة القوى الاشتراكية عن إطلاق سلسلة من اللقاءات والنقاشات مع الفاعلين في الساحة السياسية من أجل "تطوير الخطابات إلى أفعال ملموسة" تجسد على أرض الواقع وفق أجندة محددة ومتناسقة. كما اقترح الأفافاس تبسيط المشاريع السياسية المقترحة على الشركاء السياسيين والعمل على تحديد "المكاسب التاريخية والنقاط الأساسية" قبل المقترحات المثيرة للجدل، وفي ذات السياق دعت جبهة القوى الاشتراكية إلى تجسيد "إطار تشاوري" لتطوير رؤية موحدة للإجماع الوطني قبل الشروع في تجسيدها على أرض الواقع. جعفر خلوفي