أعلام ومعالم ز. وليد تعتبر "عين البلد" كما يسميها سكان المدينة القديمة بميلة ملجأ للصائمين خلال شهر رمضان، خاصة عند اشتداد الحر، أين يقضي زوار هذا المعلم التاريخي ساعات طويلة بهذه العين يستمتعون ببرودة المياه المنعشة والهواء النقي الذي يعرفه مكان تواجدها بفضل انخفاضها عن سطح الأرض وبنائها بحجارة مصقولة ذات حجم كبير وعلى مساحة كبيرة. وقد اكتشفها الرومان منذ القرن الخامس الميلادي، أين كتب عنها المؤرخون والفنانون على غرار الفنان الكاليغرافي "دولمار ولافوازييه"، وكانت محط اهتمام سكان مدينة "ميلة " العتيقة. وأطلق السكان على هذا المنبع تسمية "عين البلد" لأنها تقع في وسط البلدة القديمة لميلة، كما أطلق عليها تسمية أخرى هي "العين الرومانية"، لأن الرومان عندما احتلوا المنطقة هم أول من اكتشف منابع المياه في هذه المنطقة. وتشتهر مدينة ميلة بوجود مصادر للمياه بكثرة لذلك سماها الرومان ب"ميلاف"، وهي كلمة رومانية معناها "ألف منبع ومنبع" لكثرة منابع المياه ومصدرها الأصلي هو قمة جبل الذي أطلق عليه سكان المدينة جبل "مارشو". وقال أحد سكان هذه المدينة، أن تسمية " مارشو" هي كلمة بربرية وتعني الماء الغزير. ويكتسي معلم العين الرومانية "عين البلد" ب"ميلة "القديمة قيمة متميزة، حيث تعد الأقدم من مئات منابع المياه العذبة في منطقة الشرق الجزائري، حيث ما زالت تدر ماء لحد الآن يأتيها من جوف جبل "مارشو". ومن جانبهم، أكد المختصون في علم الآثار أنه لا أحد يعرف لحد الآن المسار الذي تسلكه قناة تموين العين الرومانية المصنوعة بالحجارة المصقولة على مساحة إجمالية تقدر ب207 متر مربع، وقالوا إن عين " البلد " من الآثار الرومانية التي لازالت موجودة في قلب المدينة الأثرية وتبقى من الآثار التي تزخر بها المدينة القديمة، حيث صنفت كمعلم أثري من طرف اللجنة الجزائرية للممتلكات الثقافية ضمن حظيرة المعالم الأثرية الوطنية. وأضافوا أن هذا التصنيف من شأنه أن يسمح لهذا المعلم الهام الاستفادة من موارد مالية سنوية توجه لحمايته والمحافظة عليه، فضلا عن القيام بعدة ترميمات قد تمس عدد من الأماكن للحفاظ عليها للأجيال القادمة.