سوق الفن في بلادنا ضعيف جدا والدولة لا تتحمل المسؤولية حاورته: حنان حملاوي استاء الفنان التشكيلي الطيب العيدي من سياسة التهميش التي يتبعها بعض المسؤولين اتجاه الفنان خاصة التشكيلي منه باستقدامهم لفنانين أجانب، ونحس أن المسؤولين ليس لهم ثقة فينا رغم أنه خلال السنوات الأخيرة أبرز الفنان التشكيلي الجزائري مستواه من خلال الجوائز العالمية التي نالها.
* تمارس العديد من الفنون التشكيلية إلا أنك تركز على الخط لماذا ؟
– أنا فنان عصامي أكاديمي التكوين ومتعمق في الفن التشكيلي المعمار الخط، ومؤخرا بدأت أركز في أعمالي على الفن الجزائري والبحث في خباياها لأنني أجزم أن الجزائر مازالت مادة خام في مجال الفن. كما أن كل الفنون تستهويني خاصة فن الرسم على الرمل وهو فن حديث في الجزائر وبداياته كانت من الأغواط وحاولنا أن نطور هذه التقنية ونضع لها قواعد أكاديمية لتدخل ضمن الفنون التشكيلية الجزائرية.
* هل نفهم من كلامك أن الرسم على الرمال غير معترف به كفن في الجزائر ؟
– للأسف مازال يعامل هذا الفن كنوع هجين ولا يدرج ضمن الفنون التشكيلية ورغم حداثة التجربة إلا أن الأوساط الثقافية في الجزائر لم تعترف بعد بهذه التقنية الفنية الجديدة التي تندرج في إطار الفنون التشكيلية. وبالرغم من أن الفنون الجديدة تحتاج إلى وقت طويل للاعتراف بها إلا أننا نحن الفنانون نناضل في هذا المجال حتى يكون لهذا الفن في يوم من الأيام مكانا في الحركة التشكيلية الجزائرية.
* ما الذي دفعك للاهتمام بالخط المغاربي بهذا الشكل وفي هذا الوقت بالذات وعلى ماذا تركز في توجهك الجديد الذي اخترته ؟
– الجزائر تزخر بموروث مادي وغير مادي ضخم ويجب أن ننتبه إليه وقد لاحظت أن الخط المغربي مغيب تماما في بلدان المغرب العربي سواء من قبل الخطاطين أو القائمين على الثقافة في هذه البلدان ونلاحظ أنه خلال السنوات القليلة الماضية ظهرت محاولات محتشمة لإبراز الخط المغربي الذي يختلف عن الخط المشرقي، ومن جماليات الخط المغربي هو أنه يمنح جانبا كبيرا من الحرية للخطاط ولا يقيده في اتجاه معين. ومن هنا نجد الخطاط الجزائري يصر دائما من أجل العودة للخط التقليدي وتوظيفه في الفن الحديث، أما أنا كفنان تشكيلي أحاول أن أدخل الخط العربي في لوحاتي التشكيلية.
* هل هذا نابع من تأثرك بإحدى المدارس الفنية ؟ – درست تقريبا كل المدارس الفنية من بداية الكلاسيكية إلى غاية الأن و تستهويني مدارس كثيرة خصوصا المدرسة السريالية، أما الآن فأنا مهتم بالمدرسة الجزائرية.
* وماهي أهم المشاكل التي يعاني منها الفنان التشكيلي الجزائري ؟
– المشكل الأول في الجزائر هو سوق الفن في بلادنا ضعيف جدا والدولة لا تتحمل وحدها المسؤولية ولكن في نفس الوقت على مؤسسات الدولة أن تقتني لوحات الفنانين خاصة المشاركة في المهرجانات والصالونات حتى تكون حافزا للفنان لتقديم الأكثر.
* وماذا عن مشروعك الفني، إضافة الخط في العمارة الجزائرية ؟
– نحن نلاحظ أن العمارة في الجزائر وإلى وقت قريب جدا كانت تستورد أنماط عمارة من أوروبا، أنا عندي تجربة على الأوراق وهي توظيف الخط العربي في المعمار الجزائري ولكن الفكرة هي على الورق ولم أعرض المشروع على أي جهة معينة وقمت فقط بنشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولاقت تجاوبا كبيرا من قبل الناس. من جهة أخرى نلاحظ أنه عند إنجاز بعض المشاريع الجزائرية يتم استقدام فنانين أجانب ونحس أن المسؤولين ليس لهم ثقة فينا رغم أنه خلال السنوات الأخيرة خاصة مع المهرجانات الكثيرة التي أصبحت تنظم في المجال تطور الخط الجزائري كثيرا صاحبه ارتفاع مستوى فنانينا وما يترجم ذلك هو الجوائز الدولية الكبرى التي تحصلوا عليها بالرغم من أنه لا يوجد لدينا معاهد متخصصة في الخط العربي وكلهم عصاميون. أنا من المنادين بإيجاد صور جديدة للخط العربي لأنه في القرن التاسع عشر قواعد الخط انتهت ويجب على الخطاطين العرب ان يجدوا صور أخرى للخط العربي تتماشى مع تطورات العصر .