إنتقد الممثل الجزائري الكبير مصطفى برور دور التلفزيون في تكريس الرداءة بالبرامج المعروضة و الأعمال التلفزيونية قائلا أن الواجب على القائمين تغيير سياسة الكيل بمكيالين و عدم الإعتماد على مرتزقة الإخراج كما تساءل عن الدور الذي يقوم به بن الشيخ الحسين سامي و لخضر بن تركي في قسنطينة معتبرا أنهما يعملان على تحطيم الثقافة في الجزائر و هاته الأخيرة ليست في تيمقاد و جميلة بل بكامل التراب الجزائري. الحوار : لا يمكننا التعريف بفنان رصيده أغنى من الحديث عنه و لكن عمي مصطفى في كلمة أولى كيف تبدأ حديثك مع معجبيك عبر الحوار؟ أولا شكرا على إهتمامك، أنا كما تعلم فنان و ممثل تلفزيوني ، مسرحي، سينمائي، و قبل كل هذا أنا مجاهد بالثورة الجزائرية ، قدمت حياتي فداءا للوطن الغالي و ث قدمت جهدي للفن فكنت أرى نفسي دائما ممثلا و لن أخفيك أني خلقت لأكون فنانا و ممثلا ناجحا .بداياتي كانت في الكشلفة مع محمد زينات و كنا في ثماني أشخاص و كونا فرقة المنار الجزائري ، التمثيل في الكشافة جعلني أتنقل في بعض المناطق الجزائرية ، و الجميل في هذا أنه كان مجانا فقط كنا نضمن الخبز و قطعة جبن . الصبر و العمل يوصل بالفنان إلى أعلى المراتب و هذه كلمتي لهؤلاء الشباب الذين لا يعرفون الكثير عن الفن و يحسبونه فقط ظهورا في الشاشات . كيف كان تكوينكم في المسرح نحن جيل الإستعمار ، أنا بدأت المسرح عام 1948 و كنا لا ندرس اللغة العربية . و كان الكثير من لافنانين العمالقة لا يعرفون القراءة بالعربية و الفرنسية أيضا و لكنهم صنعوا مجد و صنعو الفن الجزائري و أصبحوا اليوم مدارس في السينما و التلفزيون الجزائري . للأسف أنه اليوم لا يوجد معاهد تكوين للمسرح و لكن ليس كالسابق لأنه فيه منطق سائد و هو الربح . كيف ترون الفن بالأمس و اليوم خاصة و أنكم عاصرتم أجيال الثورة و ما بعدها ؟ زمان كان الحب و العشق للتمثيل هو العامل الأساسي للنجاح أما اليوم الفن في الجزائر يعاني من إقحام الدخلاء إلى هذا الميدان داعيا المسؤولين إلى وضع حد لهؤلاء المتطفلين الذين يسعون وراء الربح السريع على حساب الفن. للأسف مخرجين يجلبون لنا أولادهم و جيرانهم و أصدقائهم للتمثيل مغيبين في ذلك نجوما درسوا و تكونو في الفن هؤلاء مرتزقة يساعدهم في ذلك شركات الإنتاج الذين لا يهمهم سوى جمع المال و لا تهمهم الطريقة التي يجمعون بها المال، أساءوا كثيرا للفن الجزائري فأنا لا أشاهد ما يعرض على التلفزيون اليوم إلا ما هو قديم ، فنانين كبار صنعوا التاريخ الفني فجاء هؤلاء ليعبثوا به اليوم . في وقت سابق تحدثت إلينا الفنانة نادية طالبي و أطنبت في الحديث عنك مذا تقول لها اليوم عبر صفحات الحوار ؟ نادية صديقة عزيزة و زميلة أعتز بصداقتي معها ، أول أعمالي كانت معها ، كما عملت معها و مع كلثوم و عز الدين مجوبي الله يرحمه . المفتاح للمخرج عبد الغني مهداوي . للأسف الشديد أنه اليوم منسي في بوردو ولا واحد اتصل به سواء للعمل أو التكريم لمدة طويلة جدا . و أيضا ضربة المروحة عمل إذاعي ممتاز جمعني معها العديد من الأعمال . حدثنا عن أعمالك عمي مصطفى .. شاركت في أكثر من 140 فيلم سينمائي جزائري و أكثر من 46 عمل تلفزيوني و عشرات المسرحيات الإذاعية و هذا كله قليل بالنسبة لي ، و هبة من الله تعالى ليا أني أتقن العمل . كنت قد مثلت لمدة 3 ساعات و 20 دقيقة على المباشر بالتلفزيون الجزائري للمخرج مصصطفى تيزراوين سنة 1968 و هي المرة الأولى و ليس بالأمر السهل أن تمثل على المباشر ، مثلت فيها مع المفتش الطاهر و كان أول عمل للراحل انذاك ، و كان تمثيله باللهجة الجيجلية و تميز في ذلك . و كان معي أيضا فريدة صابونجي و كانت متعهدة حفلات بالعمل و كنت أنا – نحقرها – العمل كان جد رائع و يعتبر اليوم أحد أهم الأعمال التي عرضها التلفزيون الجزائري منذ الإستقلال إلى يومنا هذا . كيف ترى لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية ؟ للأسف بن تركي و بن الشيخ الحسين يلعبان بتاريخ و ثقافة مدينة عمرها أكثر من 2500 سنة ، و حتى لا أنسى هل ورث بن تركي الديوان الوطني للثقافة و الإعلام عن أبيه ؟ من يكون هو ليتحكم في الثقافة و يقصي فلان و يستدعي فلان؟ كنت أتمنى أن يتم إستدعاء كل الفنانين و المبدعين و المفكرين لأجل النهوض بقطاع الثقافة في قسنطينة و لست راضيا على جلب فنانين عرب بأموال ضخمة لأجل أن نقول أننا عاصمة الثقافة أين هي الثقافة التي نروج لها عندما يكون هؤلاء في ديارنا ؟ بل هي ثقافتهم التي يتم الترويج لها بأموال الشعب . الوزيرة السابقة خليدة تومي و لو كانت لا تزال على كرسي الوزارة لما حدث هذا لأني أعرفها جيدا ، هي ثقة ليست في محلها كانت لبن الشيخ الحسين محافظ التظاهرة. لم أحضر للإفتتاح لأنهم لم يكلموني إلا متأخرا و أنا لي وزني و تاريخي يجب أن يتعاملو معي على هذا الأساس . كلمة أخيرة … أشكر الجريدة شكرا جزيلا على كل ما توليه للثقافة و الفن و كما أعد الجمهور الفاضل بعمل جديد متميز قريبا عبر البوابة الوحيدة التي أطل عليها و التي أعشقها و هي التلفزيون الجزائري العمومي الذي لا يزال إلى يومنا هذا يقدم أعمالي فتقريبا أنا متواجد بالتلفزيون مرتين أو ثلاثة بالشهر و في الأخير أتمنى للجزائر أن تحيا في ثقافة سليمة . حاوره : بخوش عمر المهدي