آمنة/ ب تشد وسائل التكنولوجيا الحديثة انتباه الصغير قبل الكبير، حيث يدمن الكثير من الأطفال على الإبحار في شبكات الأنترنت، ويتعودون على الجلوس لساعات في مواقعها، وكما تساهم هذه الوسيلة في تثقيف الطفل وتطوره، تعرضه إلى مخاطر لا تعد ولا تحصى قد تصل إلى استغلاله في الجريمة. أكد عبد الرحمن عرعار، رئيس شبكة ندى لحماية حقوق الطفل، في تصريح للحوار، انعدام وجود آلية مستقرة ترافق الأطفال خلال تناولهم للعالم الافتراضي واستعمالهم للتكنولوجيا إلى حد الآن بالجزائر، وإن وجدت فهي ضعيفة، كما أكد عدم وجود قانون قوي يتصدى لهذه الظاهرة ما عدا آليتي الدرك والشرطة المبنيتان على مقاربة أمنية، لكن من ناحية تكوين الأطفال والأولياء فليس هناك أي تكوين. غياب الرقابة يوقع الأطفال ضحايا للأنترنت حذر عبد الرحمن عرعار، من وقوع الكثير من أطفال الجزائر في مصيدة الأنترنت، حيث كونوا علاقات مع أشخاص غرباء، كما تم استغلالهم وتعريضهم لسوء المعاملة وحتى استغلالهم في الجريمة، واليوم هناك الكثير من القصر ومن الجنسين سواء كانوا ذكور أو إناث أصبحوا مدمنين على الأنترنت، وعلى أشخاص غير واضحين في ظل غياب رقابة الأولياء، وفي ذات الصدد شدد عبد الرحمن عرعار، على أهمية تعود الأطفال على التطرق إلى التكنولوجيا الحديثة وتشجيعهم على استعمال الأنترنت وحمايتهم من أخطارها في الوقت ذاته. أما بالنسبة للرقم الأخضر 3033 الذي وضعته الشبكة تحت تصرف الأطفال المعرضين إلى أي نوع من أنواع الخطر والاعتداء وسوء المعاملة، فقد أوضح ذات المتحدث، أن الشبكة تتلقى مكالمات يومية وتنظم جلسات مستمرة بالتعاون مع السلطات المعنية ومع العدالة، مشيرا إلى أن حصيلة الاتصالات اليومية التي تتلقاها الشبكة قدر بحوالي 330 مكالمة أغلبها تعود إلى نزاعات وسوء معاملة يتلقاها الأطفال، كما يشتمل هذا الرقم أيضا على أطفال تتم مضايقتهم في العالم الافتراضي، موضحا أن الكثير من الآباء والأمهات باتوا يتواصلون مع أبنائهم عبر شبكات الأنترنت ويستعملون التكنولوجيا أحيانا في حالة وقوع نزاعات تهدد أطفالهم، وفيما يخص تعميم الرقم الأخضر بشكل أكبر وتحسيس الأطفال عبر الوطن بالتعامل مع هذا الرقم، فقد أكد رئيس شبكة ندى أن الرقم الأخضر معروف نسبيا ولا تسمح الإمكانيات الموجودة حاليا من رفع نسبة الاتصالات أكثر، لأن ذلك يحتاج إلى مرافقة أكبر وإلى فرق متخصصة. قيادة الدرك الوطني تطلق برنامجا لحماية القصر من الجريمة الإلكترونية ستطلق قيادة الدرك الوطني "قريبا" برنامجا تحسيسيا يهدف إلى حماية القصر من الجريمة الالكترونية، حسب ما أفاد به رئيس مركز الوقاية لجرائم الإعلام الآلي للدرك الوطني، العقيد جمال بن رجب، وهذا البرنامج التحسيسي ذو طابع "وقائي" يهدف إلى حماية القصر من الأخطار الناجمة عن الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية، وقد وصل إعداده مرحلته الأخيرة، وسيتم تطبيقه بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية الوطنية من خلال تقديم دروس تحسيسية في مدارس نموذجية، كمرحلة أولى، لتوعية التلاميذ من خطورة الجريمة الإلكترونية، وتم في هذا الإطار، إعداد كتيب يعرّف التلاميذ والأولياء بطرق الوقاية من هذه الجريمة التي أخذت أشكالا متعددة. وفي هذا الإطار، فتحت قيادة الدرك الوطني مكتبا خاصا لوقاية القصر من جرائم الأنترنيت بمركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي وجرائم المعلوماتية ومكافحتها الكائن ببئر مرادرايس بالجزائر العاصمة، يترصد كل محاولات الإيقاع بالقصر في الجريمة الإلكترونية، ومن أنواع الجرائم التي يعالجها هذا المكتب، ذكر العقيد: جريمة انتحال صفة الغير، السب والشتم، الابتزاز، التحريض بصفة عامة والتحريض على الفسق والدعارة والنصب والاحتيال الالكترونيين وكذا سرقة المعطيات الخاصة.