طلبت من الحراس وعلى غير العادة بأن ينصرفوا وأمرت السائق بأن يتجه إلى الحي الجامعي، وبصفتي كوزير للقطاع أردت الإطلاع على الظروف المعيشية للطلبة..بعد مدة طويلة نسبيا مقارنة بالمرور بالجيروفار والحرس …وصلنا إلى الحي الجامعي وأول ما شدّ انتباهي المدخل وحراسه الذين تبدوا عليهم علامات الكسل وتعاملهم مع الداخل والخارج ينقصه الإحترام فلما علموا بقدومي بدأت التيليفونات تتخابط والطايح أكثر من النايظ، واحد رايح والآخر جاي …وواحد "عيط" للمدير ..الذي علمت أنه لم يلتحق بالعمل بعد مع أن الساعة قاربت العاشرة…فحضر من كان من المسؤولين هناك، قال أحدهم سيدي الوزير "القهوة راهي واجده أتفضل للمكتب"….قلت "أنا ماجيتش نشرب القهوة بركاونا من التزلف والتنوفيق والتبلعيط"..هيا نذهب إلى مرقد الطلبة…آآآآآه…كانت المشاهد كارثية بكل المقاييس، أبواب مكسرة أقفالها وإنارة لا تشتغل وأفرشة رثه…مراحيض معفنة ورائحة النشادر تنبعث بقوة…الماء الساخن غير متوفر رغم أننا في فصل الشتاء…الخ… انتقلت إلى المطعم الذي يحتوي على شباكين فقط ليستقبل بهم "سلايل" طويلة من الطلبة من أجل وجبة أقل ما يقال عنها أنها تحت المستوى، زد عليها الصراصير والذباب الذين أصبحت بفعل الإهمال والتسيب من مكونات الوجبة…حضر المدير بعد الثانية عشر، وقال صباح الخير سيدي الوزير …قلت خير آآآه…خير آآآه أمنين يجي الخير، وين كنت؟، قال أأأأ كنت مع انسيبتي في المستشفى، اااقلت أنسيبتك آآآآه ومسؤوليتك لمن تركتها؟..أسمع الي ماهوش قادر على المسؤولية يقعد عند أنسيبتو روح راك اموقف…وسأرسل لك لجنة تحقيق تحت إشرافي المباشر، قررت أن أقترح على السلطات العليا في البلاد مايلي: 1/تكوين لجنة من الخبراء تعكف على إعداد مشروع نهضة حقيقية 2/اعتماد نظام المدن الجامعية..الحي الجامعي بجوار الجامعة.. 3/العمل على تحسين الظروف المعيشية للطلبة. 4/تشكيل هيئة رقابية على كل العاملين في القطاع وتتلقى مظالم الطلبة. 5/ الرفع من منحة الطلبة وجعلها شهرية. بعد هذا كله سمعت صوت الممرضة وهي تقول لي تفضل لقد حان دورك طبيب الأسنان بانتظارك… قلت آآآه لو كنت وزيرا.