؟ التحالف سيكون بديلا عن التكتل الأخضر في التشريعيات المقبلة خلافات حمس الداخلية جعلتها تكون بعيدة عن التحالف الجديد كشفت مصادر مطلعة ل"الحوار" أن جبهة العدالة والتنمية، حركة النهضة، البناء الوطني، تعتزم تشكيل تحالف إسلامي جديد قريبا، حيث سيكون هذا الفضاء بديلا عن تكتل الجزائر الخضراء الذي حسب مراقبين استنفذ كافة أسباب وجوده ولم يعد باستطاعته الاستمرار في ظل اختلاف جلي لكوادره حول تقييم مدى نجاعته من عدمها.
واستنادا إلى نفس المصدر فإن كوادر هذه الأحزاب باشرت منذ فترة سلسلة من اللقاءات التشاورية للتوصل إلى صيغة مشتركة لدخول معترك الانتخابات التشريعية المقبلة دون استبعاد المشاركة بقوائم موحدة.
مع اقتراب بداية العد التنازلي لمباشرة الحملات الانتخابية لتشريعيات 2017، انطلق سباق الأحزاب التي تملك رغبة جامحة في المشاركة في هذا الموعد المصيري في سباق محموم من أجل الحصول على مقاعد متقدمة في قبة زيغود يوسف، من خلال العديد من الإجراءات الميدانية التي تصب في بوتقة "التمركز" من بوابة الغرفة التشريعية، التي تعد متنفسا جد مهم للعديد من الأحزاب لإبداء مواقفها وأطروحاتها خاصة تلك المحسوبة على التيار الإسلامي المعارض.
في هذا المجال، عملت "الحوار" من مصادرها أن ترتيبات مكثفة وعملا متقدما تقوم به ثلاثة أحزاب إسلامية ممثلة في جبهة العدالة والتنمية بقيادة عبد الله جاب الله، حركة النهضة بقيادة محمد ذويبي وحركة البناء الوطني بقيادة أحمد الدان، الغاية منه تشكيل تحالف إسلامي جديد يكون شبيها بتكتل الجزائر الخضراء الذي شاركت به كل من حركة مجتمع السلم، حركة النهضة، حركة الإصلاح الوطني في التشريعيات المنصرمة 2012، حيث ترى هذه الأخيرة أنه لا مجال عن تشكيل تحالفات وتكتلات قوية تشارك بها في المحطة الانتخابية المقبلة، خاصة في ظل ظهور مستجدات جديدة على الساحة السياسية في مقدمتها القوانين الجديدة الناظمة للفعل الانتخابي(قانون الانتخابات الجديد، الهيئة العليا المستقلة لمراقة الانتخابات). هذا التحالف الجديد جاء كذلك حسب نفس المصدر من اقتناع ترسخ لدى قيادة هذه الأحزاب مفاده أن دخول المعترك الانتخابي المقبل منفردين، معناه تقبل الخسارة المسبقة، وبالتالي فإن تشكيل تحالفات قوية من شأنه ضمان عدد مقاعد أكثر تمكن من طرح المبادرات داخل الغرفة السفلى للبرلمان والتأثيث لتكتلات ناجعة في هذا الفضاء التشريعي.
هذا التوجه، أعلن عنه ضمنيا في العديد من المناسبات رئيس حركة البناء الوطني أحمد الدان، الذي دعا الجميع إلى تشكيل تحالفات قوية خلال التشريعيات المقبلة، وهو الذي يبعث في كل خرجاته الإعلامية برسائل مشفرة للسلطة بأن حركته يمكن أن تكون البديل عن الإسلاميين، فيما يعتزم كل من رئيس جبهة العدالة والتنمية جاب الله والأمين العام لحركة النهضة تجاهل الخلافات السابقة بين التشكيلتين واغتنام هذا الفضاء الجديد لطي صفحة الماضي وفتح صفحة تحالف جديدة. واللافت أن حركة مجتمع السلم التي تعد أكبر تشكيلة إسلامية في البلاد، لم تشملها هذه المشاورات بعد، أين كشف مصدرنا أن "اختلاف الرؤى بين بعض كوادرها حول نهج الحركة الحالي" ودخولها في صراعات هو من أعاق أصحاب المبادرة، طرح فكرة تشكيل هذا التحالف الجديد الذي سيعرض عليها لا محالة لاحقا.
* حمس: مجرد التحالف على الخط السياسي لا طائل منه وحول الموضوع، ذكر عضو المكتب الوطني ل"حمس" ناصر حمدادوش حينما سألته"الحوار"حول إمكانية خروجها من التكتل الأخضر وإمكانية الانضمام إلى تكتل آخر يضم أحزابا إسلامية أخرى: "هذا الموضوع لم تبث فيه مؤسسات الحركة بعد، وهو خاضع لتقييم موضوعي، بناء على تجربة الحركة في تكتل الجزائر الخضراء محليا ومركزيا في الانتخابات التشريعية والمحلية منذ 2012م، وكل الخيارات في ذلك مفتوحة، وهي تجربة تستحق الوقوف عندها والاستفادة منها في جوانبها الإيجابية وما رافقها من تقصير وقصور، والأولى بمكونات الحركة الإسلامية أن تتجه إلى التعاون والتحالف على مستوى الخط الاستراتيجي ومجالات العمل الأساسية وليس مجرد التحالف على مستوى الخط السياسي القلق والمتوتر والمختلف فيه، وتحديدا التحالفات الانتخابية الظرفية.. أما انضمام الحركة إلى أي تكتل أو تحالف جديد فهو تحصيل حاصل لتقييمنا وموقفنا النهائي من تكتل الجزائر الخضراء، والذي سيحسم فيه مجلس الشورى الوطني في دورة قادمة".
وفي حال دعيت حمس للانضمام إلى تكتل إسلامي يكون بديلا عن تكتل الجزائر الخضراء، رد ذات القيادي: "هذا القرار يفصل فيه مجلس الشورى الوطني في حينه، والجواب عن ذلك سابق لأوانه، ولا يمكن استباق الأحداث، فالحركة لم تحسم حتى في المشاركة أو المقاطعة للانتخابات القادمة، ونحن جاهزون لأي قرار تحسم فيه مؤسسات الحركة". نورالدين علواش