عدة فلاحي/ باحث في الإسلاميات عندما نعود لمصادر الأحمدية والأسس التي قامت عليها، نجد أنها تؤكد على أن آية الجهاد قد نسخت بعدما انتشر الإسلام وحقق غايته في عهد الرسول والصحابة رضوان الله عليهم، وهذا الرأي له خلفيات سياسية، بمعنى أنه لا يجوز مقاومة الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس خلال فترة القرن 19، ما دامت تحتل القارة الهندية في آسيا وقلب العالم العربي مصر العروبة والإسلام والانتداب على أرض فلسطين المغصوبة وعد بلفور المشؤوم، إذن الأمر هو استجابة لوحي الاستخبارات البريطانية التي كانت وراء تأسيس الأحمدية بقاديان عن طريق ميرزا غلام أحمد، الذي جعل من نفسه المسيح الموعود والمهدي المنتظر، وهذا من أجل أداء هذه المهمة القذرة (نسخ فريضة الجهاد) التي تريد أن تكرسها حتى ببلاد فلسطينالمحتلة التي تتخذ بها مقرا لها بحيفا، وهي في كامل الرعاية والأمان، كيف لا وقد زار مقرها السفاح بيريز و أثنا عليها وذكر بأنها تمثل الإسلام الحقيقي المتسامح وما إلى ذلك، إلا أنها لا ترى ضرورة في تحرير فلسطين وتطهيرها من الصهاينة، و لكن هذا الاستسلام للعدو الذي يستبيح الأرض والعرض يقابله نداء مقاومة أعداء الأحمدية وضرورة تحدي كل القوانين والدساتير التي تحرمهم من ممارسة عقيدتهم فخلال القبض على مجموعة من الأحمديين في مناطق متفرقة من الوطن بالجزائر بتهمة مخالفة قوانيني الجمهورية و عرضهم على القضاء، خرج الداعية الإعلامي الشيخ محمد أحمد شريف عبر قناة الأحمدية mta يدعوهم من خلالها إلى الصبر وتحمل الأذى، كما تحمله الأنبياء والرسل والصحابة و يذكرهم بما تحمّله المستضعفون من مثل الصحابي بلال بن رباح و آل ياسر من عذاب وقهر ولكنهم كانوا كلهم بصوت واحد يرددون ما كان يردده بلال عند تعذيبه " أحد.. أحد"، كما وأنهم يذكرونهم أي شيوخ الأحمدية ببعض أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، التي تأتي في هذا السياق مثل ما جاء في أحد خطبهم من أن أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" ما يصيب المسلم من نصب- تعب ولا وصب – مرض ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه"، إذن المسألة ليست سهلة مادام هناك شحن عقائدي مشبع بالتحدي، وبالتالي لا يجب أن يتنصل وزير الدين من مسؤوليته ويقول بأن ملف الأحمدية أضحى مسألة أمنية بعدما فشل في مهمته في تحصين المرجعية الدينية الوطنية من الاختراق والتهديد وفشل في كل الملفات ذات الصلة بالأمن الديني الذي لا يجب فصله عن الأمن القومي وهذا هو الواجب الذي كانت ولازالت تؤديه المصالح الأمنية بكل احترافية واقتدار، بل وأحيانا تقوم بالمهام التي عجزت على أدائها وزارة الشؤون الدينية والمؤسسة الدينية على العموم، فالفراغ الروحي والهشاشة الثقافية والتربوية أضعفت من وازع الهوية لدى المواطن، وبالتالي يجب على الجميع تحمل مسؤوليتهم والالتفات أكثر من وقت مضى إلى الإعلام الديني الذي تحوّل إلى أداة ووسيلة جبارة في اختراق ديارنا وعقولنا وقلوبنا، فهل فيكم من رجل رشيد يعطي للإعلام الديني المستنير سلطته قبل خراب البيوت؟. عدة فلاحي/ باحث في الإسلاميات