بخوش علاش ل"الحوار": نحن غير مسؤولين عن تأخر الحجاج حمّل ما لا يقل عن 60 حاجا جزائريا من مختلف ولايات الوطن مسؤولية المعاناة التي يعيشونها منذ ثلاثة أيام للديوان الوطني للحج والعمرة بعدما حرموا من الالتحاق بالبقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، وتفاجؤوا بعدم وجود أماكن لهم على متن الخطوط الجوية الجزائرية المتّجهة إلى جدة رغم شرائهم للتذاكر وحصولهم على التأشيرات واستكمال ملفاتهم لدى مصالح ديوان الحج. وفي السياق أكد هؤلاء الذين يقبعون في الوقت الحالي أمام الباب الرئيسي لمدخل المطار الدولي هواري بومدين أنهم تحصلوا على تأشيرة الحج لليلة الخميس المنصرم من عند الديوان الوطني للحج بعد أن دفعوا ما يقارب 380 ألف دج، وأضاف هؤلاء الحجاج المحرومون من أداء مناسك الحج ل"الحوار" التي انتقلت إلى عين المكان أنهم قاموا بتخليص حقوق حجز تذكرة السفر إلى البقاع المقدسة لدى بنك الفلاحة والتنمية الريفية والمقدر ثمنها ب 180 ألف دج غير أنهم تفاجؤوا بعدم وجود أسمائهم ضمن قائمة السفر لدى الخطوط الجوية ومع المحاولات المتكررة لهؤلاء الحجاج الذين يبيتون لليوم الثالث وفي ظروف مزرية مابين مطار الحجاج والمطار الدولي مع الجهات المعنية غير أن المشكلة لم تعرف طريقها للحل في ظل تهرب كل جهة من المسؤولية. وأمام هذه الوضعية المزرية أبدى الحجاج المتواجدون حاليا أمام مدخل "المطار الدولي هواري بومدين " وهو محملون بأمتعتهم خيبتهم الكبيرة في تحقيق حلم زيارة بيت الله الحرام وغضبهم من عدم تجاوب المسؤولين من ديوان الحج والعمرة، وكذا من الشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية لحل مشكلتهم التي باتت لا تحتمل التعليق بالنظر إلى المعاناة النفسية والجسدية التي هم عليها اليوم.
* خيبة وغضب وخلال تنقلنا إلى مكان تواجد الحجاج، سجلنا حجم الخيبة والغضب اللذين كانا واضحين على وجوه هؤلاء الحجاج القادمين من أدرار وواد سوف وورقلة وقسنطينة وولايات أخرى، ليتفاجؤوا يوم وصولهم إلى مطار هواري بومدين يوم الخميس الفارط بإقلاع ثلاث طائرات للخطوط الجزائرية متجهة إلى مطار جدة دون أن تكون أسماؤهم ضمن القوائم، وهو نفس الحال بالنسبة ليوم الجمعة والسبت حيث قام رجال الشرطة بإغلاق أبواب المطار بعدما أجبروا الحجاج على الخروج منه، حسب ما أكده الشيخ "عبد الله العايب" القادم من واد سوف في تصريحه ل "الحوار" والذي أكد لنا بأن كل الحجاج الذين لم يسمح لهم بالسفر يحملون تأشيرة السفر إلى جانب دفعهم لكل تكاليف الحج والتذكرة التي تم اقتناؤها من وكالات الخطوط الجوية عبر مختلف الولايات. ومن جهته أكد لنا الشاب (رضا.م) القادم من أدرار، بأنه والوفد القادم معه جاؤوا إلى مطار هواري بومدين وفقا لتعليمات وكالة الخطوط الجوية الجزائرية هناك، وبعد ساعات من السفر فوجؤوا في المطار بأن أسماءهم غير موجودة وبأن الشركة قد استكملت عدد ركابها ليضطروا إلى المبيت لليلتين في مصلى المطار، وليخرج عليهم المدير العام للجوية الجزائرية بالتأكيد بأنه لا يمكنه أن يجد حلا للمشكل، وبأن الحل لن يأتي إلا من وزارة الداخلية أو ديوان الحج لأن الأمور قد خرجت عن سيطرته وفق ما أكده لنا ذات المصدر، وهي أخبار تلقاها الحجاج المعنيون بكثير من الحزن والغضب ليتجهوا إلى مقر خلية الأزمة ويطلبوا مقابلة مسؤول الديوان الوطني للحج والعمرة، والذي أكدت مصالحه أيضا لهؤلاء الحجاج بأنه لا يمكنهم فعل أي شيء لأن الأماكن كلها محجوزة. وأمام تماطل المسؤولين وتهربهم من المسؤولية لم يجد الحجاج غير التوجه إلى المكاتب الخاصة بحثا عن فرص الظفر بأماكن على متن الطيران الأجنبي، غير أن غلق المجال الجوي بين السعودية والجزائر وباقي الدول الأخرى زاد من خيبة آمالهم في زيارة البقاع المقدسة. ومع مرور الوقت وتقلص إمكانية تحقيق هؤلاء الحجاج لحلمهم في الوصول إلى بيت الله يزيد غضبهم واستياؤهم موجهين أصابع الاتهام للديوان الوطني للحج الذي لم يحرك ساكنا حسبهم لإيجاد الحال لمشكلتهم.
* الخطوط الجوية الجزائرية تبرئ نفسها من مشكلة الحجاج العالقين صرح المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، بخوش علاش، بأن مشكلة الحجاج العالقين بمطار هواري بومدين الدولي تعود إلى تأخر حصول الحجاج المعنيين على تأشيراتهم في الوقت المناسب. وأكد بخوش علاش في اتصال هاتفي مع "الحوار"، أمس، أن تأخر الحجاج في الحصول على تأشيراتهم ليس من صلاحيات الخطوط الجوية الجزائرية، مضيفا أن الخطوط الجزائرية قامت ببيع التذاكر غير أن التأشيرات لم تصل في الوقت المحدد. وقال المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، إن مصالحه وفرت كل الظروف اللازمة لضمان حسن سير عملية انتقال ما يزيد عن 1800 حاج جزائري، غير أن مشكل تأخر التأشيرات حال دون سفرهم إلى البقاع المقدسة. ومن جهته تأسف النائب البرلماني عن حركة مجتمع السلم حمس عطية محمد العيد من تماطل الجهات المعنية في معالجة مشكلة الحجاج الذين حرموا من الالتحاق بالبقاع المقدسة لأداء الحج. وقال البرلماني في حديثه الخاطف مع "الحوار" بعين المكان إنهم مستعدون لتقديم يد العون لهؤلاء المعنيين في حينها فور معرفة فحوى المشكلة، مؤكدا بالمقابل أنه سيقوم بإخطار السلطات المعنية للنظر في قضية الحجاج المتأخرين عن موعد سفرهم إلى البقاع المقدسة من أجل التدخل لرفع الغبن عنهم والسماح لهم بالالتحاق بجدة لأداء مناسكهم. جمال مناس /سمية شبيطة