على رغم ما نراه في الشاشة من مشاهد لكثير من الإعلاميين الذين توحي صورهم بوصولهم درجة الكمال في حياتهم الخاصة، إلا أن هناك جانب آخر مخالف تماما في حياة الكثير منهم مليء بالعقبات. نجوم يتلألؤون خلف الكاميراو منهم من تحدى أكبر عدو للإنسان وهو المرضو ليصنعوا مجدهم رغم كل الألم الذي مرّوا به، ولا يزال البعض يعاني منه. *دلال سالم مذيعة في إحدى أكبر القنوات العربية "روتانا" تعاني من مرض نادر يهدد حياتها في أي لحظة هي إعلامية سعودية ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي ومذيعة برنامج " سيدتي " على قناة "روتانا" تعاني من أخطر أنواع الأمراض والتي تعتبر من الأمراض العضال التي لا علاج لها، وهو مرض التصلب المتعددو أو ما يسمى بالتصلب اللوحي، وهو التهاب في الدماغ والنخاع المنتثر، ينتج عن تلف الغشاء العازل للعصبونات في الدماغ والحبل الشوكي، ويتسبب في تعطيل عدة أجزاء من الجهاز العصبي على التواصل، مما يؤدي إلى ظهور عدة أعراض عضوية وإدراكية، كما يصاحب المرض نوبات خطرة قد تحدث في وقت مفاجئ، ناهيك عن المشاكل اليومية النفسية خاصة إذا كان المرض في مراحل متقدمة. و رغم كل مخاطر هذا المرض، إلا أنه لم يتمكن من إدخال هذه المذيعة في مرحلة الإحباط بل صنع منها قصة ملهمة، حيث كانت قد ذكرت لنا في حوار سابق، أن هجمات هذا المرض تسببت لها في شلل طرفي وهي شابة، كما أدى إلى تعرضها لمشاكل في النطق وحتى في الوجه، مما تسبب في ابتعادها عن الإعلام سنتين كاملتين، والتي اعتبرتها مرحلة إعادة حسابات مع نفسها، ولكن من ناحية أخرى ذكرت لنا دلال سالم، أن المرض على قدر ما يضعف على قدر ما يقوي العلاقة الروحية مع الله، وأردفت بالقول إنها بعد وصولها لهذه المرحلة من السلام الداخلي تلقت اتصال من أقوى القناوات العربية، ورغم أنها تعرف أن برنامجها يمكن أن يتوقف في أي لحظة بسبب الأزمات غير المتوقعة التي يتسبب فيها المرض، إلا أنها تقول بينها وبين نفسها أن هذا الابتلاء من المؤكد أن وراءه رسالة من الله، كما أنه لا يوجد إنسان ضمن ما قد يحصل له في الغد، لذلك يجب أن تعود وبقوة. دلال سالم تعتبر اليوم من الشخصيات المؤثرة في "السوشيل ميديا"، والتي تسعى دائما لمنح الأمل، كما تتبنى قضية دعم مرضى التصلب المتعدد من خلال رسائل أمل تنشرها، فهي مثال لأنثى تشع جمالا روحيا وقبولا، تخلد في كل من تعامل معها بصمة خاصة، وتمرر عن طريق إنجازها دون أن تقصد رسائل قوية تجعل من كل ذي همة يواصل في رسم إنجاز حلمه رغم كل المعوقات.
*مذيع البرامج الشاب هشام مسرار يعاني من البرص رغم حضوره القوي الذي يلفت الانتباه، هشام مسرار المذيع بالقناة المغربية "دوزام" ومقدم برنامج " جزيرة الكنز" أصيب بالبرص، المرض الجلدي الذي لا علاج له أيضا. وكانت قناة "الجوهرة" قد نشرت الخبر على "اليوتيوب"، ذكرت فيه أن هشام كشف عن ذلك بعد أن لاحظ متابعو البرنامج البقع في يده وجسمه، الأمر الذي أدى إلى تفاعل الكثير من محبيه، والذي اعتبره شيئا إيجابيا وشكرهم عليه. ومن اللافت أن المذيع لم يستسلم لما حصل له، بل واصل في مسيرته ليحقق المزيد من النجاحات. _المذيعة والكاتبة "أميمة التميمي" قامت بحلق شعرها على الهواء مباشرة في برنامج "سيدتي" بعد تجربتها مع السرطان على غرار ما يمكن أن يترك المرض من انطباع سيء في خاطر كل من يجرّبه، أميمة التميمي المذيعة والكاتبة السعودية جعلت من المرض سمفونية من الجمال من خلال تحريكها لأوتاره بطريقة استنهضت بها ملكاتها الإبداعية. آخر خرجاتها كانت حلق شعرها كاملا في برنامج "سيدتي" دعما منها لكل امرأة تعاني من سرطان الثدي، لتقول وتكرس" لست عبارة عن مجموعة أعضاء"، كما كان قد صدر لها كتاب بعنوان "رياض لندن، شيء في صدري"، خطت فيه تجربتها بإبداع. " منذ اللحظة التي شخّصت فيها بدأت توجهاتي الفكرية الإيجابية، لم يخطر على بالي أبدا ولو للحظة أنني ضحية السرطان، أو أنه عقاب"، هذا ما قالته لنا " أميمة التميمي" في حوار شيق جمعها بنا، حيث أردفت أن رحلة شفائها كانت مغامرة ورحلة لاكتشاف الذات، وأنها كانت محبة ومسلّمة بقضاء الله وواثقة وتحسن الظن بالله، معلنة بذلك انتصارها، وأنها ضحكت أكثر مما بكيت واستمتعت بكل لحظة حتى أنها اعتبرت رحلة شفائها والسبعة أشهر التي قضتهم بلندن أجمل أيام حياتها.
*نجم "صدى الملاعب" مصطفى الآغا يتعرض لورم خطير الخبر الأخير الذي كان قد هز مواقع التواصل الاجتماعي السنة الماضية ، وهو أن صانع الفرحة والبهجة الإعلامي "مصطفى الآغا" لم يسلم هو أيضا من مخاطر وسموم أفعى الأمراض، حيث تعرض لورم ألزمه السفر إلى ميونيخ بألمانيا لإجراء عملية استئصال نتج عنها دخوله في العناية المركزة، وكان قد نشر صورا له وهو في أوج مرضه، والتي تفاعل معه جمهوره الكبير، الأمر الذي جعله يشكرهم عليه نجم "صدى الملاعب"، محبوب الجماهير.
أسماء كثيرة أيضا في ساحة الإعلام تحدت ولازلت تتحدى أكبر ما يمكن أن يمر بحياة الإنسان من دون أن تستسلم، فوراء كل إنسان عظيم محن عظيمة، وقد تكون الابتسامة البياض الساحر والجميل الذي يخفي صقيع المواجع والآلام، هي الروح المكافحة التي لا ترضى بالخسارة، هي طاقة الأمل التي تصنع من احتراقها توهجا، هو الإبداع والإصرار الذي يحول السهم المخترق له إلى وتر يعزف عليه سمفونيته العظيمة. _تغريدات وتفاعلات: _ ربما نتعرض للانتقادات، قد نصيب ونخطئ، قد نتعثر ونقفز بأمان. أحيانا نبكي، وأخرى نتحسر، وأحيانا قليلة نضحك من أعماقنا، نبتسم لكي نخفي الآلام، ونرتشف فنجان القهوة لنتذكر، نخطط، نفكر. الحكاية واحدة وأبطالها بألوان وديانات وأعراق مختلفة، لا تقل أنا الحزين الوحيد على وجه الأرض، فهناك البلايين مثلك وأكثر منك، فليس المهم الحزن، بل الأهم كيف تدرب نفسك على أن تتحمل ذلك، أن تواجه، تتعود عليه، لأنه وبكل بساطة سنة من سنن الحياة. من صفحة الإعلامية الجزائرية: صوريا آمالو إعداد : سارة بانة