-زيارة والي المدية مثمرة وحظينا بمشاريع كانت حلما للسكان الداخل إلى بلدية بوشراحيل، تأسره طبيعتها وتشده تلك الحقول المترامية الأطراف، لا يستوقفك ألا خط الأفق الأزرق عندما يلامس بساط الأرض الأخضر، وعندما تتأمل وجوه سكانها الموزعين على عدة قرى، على غرار أولاد حضرية، الرواكش، البهاهزة، أولاد بن يخلف والبوادة تلمس بساطة وتواضعا. وللوقوف على واقع التنمية بهذه البلدية الفتية، كان ل”الحوار” لقاء مع رئيس المجلس الشعبي البلدي، يحيى حمداني، الذي فتح لنا قلبه. حاوره: رابح سعيدي
ماهي أهم مشاريع التنمية المحلية في برنامج 2019، التي استفادت منها بوشراحيل؟ أولا تحية شكر لجريدة “الحوار” التي أعطتني هذا الحيز قصد وضع المواطن في الصورة، وتقريب المعلومة منه، أما فيما يخص سؤالك، فقد استفادت بلدية بوشراحيل فيما يتعلق ببرنامج التنمية المحلية بعنوان 2019 من غلاف مالي قدره ثلاثة ملايير وستمائة مليون سنتيم، حيث خصصنا هذا المبلغ لتعبيد الطريق الولائي رقم 3 على مسافة 3 كلم، وكما تعلم فإن والي المدية كان قد أعطى تعليمات قصد إشراك المواطن في التنمية لتجسيد الديمقراطية التشاركية، وكانت هذه الطريق كأولوية بإجماع الجميع، كما أن زيارة الوالي الأخيرة أثمرت عن منحنا غلافا ماليا قصد تعبيد الطريق الولائي رقم 5، من بوشراحيل حتى أولاد أحمد، قصد إنعاش القطاع الفلاحي، وتسهيل عودة سكان القرى التي هجروها أيام العشرية السوداء لدواعي أمنية.
بوشراحيل تعاني عجزا كبيرا فيما يتعلق بالسكن، ما تعليقك؟
أشاطرك الرأي، ولا أخفي عليك أننا نعاني أيضا عجزا فيما يتعلق بمشكل العقار لعدم وجود جيوب عقارية شاغرة، لكن هذا لم يمنعنا من الاستفادة من حصص سكنية، فقد استفدنا سنة 2018 من 78 حصة موجهة للبناء الريفي قصد تثبيت سكان القرى في الأرياف، حيث أن بلدية بوشراحيل تعدّ رائدة فيما يتعلق بالسكن الريفي، إذ استفادت منذ تفعيل هذه الصيغة من 1500 حصة للبناء الريفي، ونعمل جاهدين على غلق ملف السكن الريفي مستقبلا، فضلا عن هذا استفدنا من 20 حصة مجمع ريفي بفرقة الرواكش. وفيما يتعلق بالسكن الاجتماعي، فقد وعدنا الوالي أثناء زيارته الأخيرة بمنح حصة للسكن الاجتماعي مطلع شهر فيفري، لامتصاص الطلب الكبير على هذا النوع من السكن.
وماذا عن القرية الفلاحية بالوسط الحضري؟
أخيرا جاء الفرج، فالوالي أعطى تعليمات في زيارته الأخيرة للمديريات المعنية قصد إعداد ملف من أجل التسوية النهائية لسكنات القرية الفلاحية، ومنحهم عقود الملكية حتى يباشروا أشغال الترميم، ولا أخفي عليك منذ تولينا رئاسة المجلس كان كابوسنا القرية الفلاحية التي تشوه البعد الجمالي للبلدية، وعمرها يعود إلى 40 سنة، فقد شاخت البنايات، فزمن وجودها يعود لأيام الراحل الهواري بومدين، وكلها مغطاة بمادة القرميد وبدأت في التآكل، ويجب أن نسميها بالسكن الهش، والحمد الله جاء الفرج، ومن هذا المنبر أبشر سكان القرية الفلاحية بانتهاء هذا الكابوس وتحقق الحلم. وفي سياق ذي صلة، أمر الوالي بإعداد عقود الملكية للتجزئة الاجتماعية رقم 2.
الصحة مريضة ببوشراحيل، ما تعقيبك ؟
الصحة كانت مريضة قبل زيارة الوالي، وكانت العيادة الوحيدة تفتقر إلى الكثير من التخصصات، لكن زيارة الوالي الأخيرة انتشلت قطاع الصحة ببلديتنا من مرحلة الانعاش إلى العودة مجددا للحياة بعد الوعود التي أطلقها الوالي، والمتضمنة إطلاق الخدمة 24 ساعة على 24 ساعة، أي توفير المناوبة الليلية التي كانت مطلبا ملحا، يضاف إليها تجهيز القاعة بمختلف التجهيزات، من ضمان سيارة إسعاف تكون تحت تصرف البلدية موجهة لنقل المرضى أصحاب الأمراض المزمنة، أو في الحالات الاستعجالية، الشيء الذي سيقرب الصحة من المواطن، ويبقى حلمنا فتح مصلحة للولادة قصد تجنب انتقال النساء الحوامل لمستشفى بني سليمان أو البرواقية.
يوجد ببوشراحيل طاقات شبانية لا تزال تبحث عن مرافق لتفجير طاقاتها، ماذا قدمتم لهم من تسهيلات؟
نعم، وهنا تعطيني الفرصة للتكلم عن قطاع حيوي مهم، وهو قطاع الشباب والرياضة، فرغم وجود أزيد من 400 رياضي، إلا أن المرافق الموجودة حاليا لا ترقى للمستوى المطلوب، فالشباب الذي يمارس الرياضات القتالية لم يجد قاعة صالحة، إضافة إلى أن النادي الهاوي لبوشراحيل يعدّ الوحيد على مستوى الدائرة ينشط في البطولة الولائية، ويلعب في ملعب ترابي لا يصلح لممارسة كرة القدم، هذا ما جعل السيد الوالي يكون سخيا معنا، حيث منحنا ملعبين جواريين بالعشب الاصطناعي، إضافة إلى أنه طلب منا إعداد ملف لإنجاز قاعة للشباب، ونتمنى أن نحظى بهذه القاعة للرقي بالفعل الرياضي وإعادة أمجاد شباب بوشراحيل في مختلف الرياضات، وهم الذين رفعوا بالأمس القريب اسم البلدية عاليا، وسنعمل جاهدين مستقبلا على تغطية الملعب البلدي بالعشب الاصطناعي وتوفير مسبح جواري.
الغاز والماء انتهى اللغز المحير الذي دام سنوات؟
فيما يتعلق بمشكل الغاز الطبيعي، فالبلدية استفادت من الربط بهذه المادة الحيوية، والأشغال جارية على قدم وساق تمس الوسط الحضري، وبعض القرى القريبة، لكن نعمل جاهدين حتى يمس الربط بشبكة الغاز مختلف القرى مستقبلا، خاصة وأن بوشراحيل معروفة بشتائها الذي لايرحم، إضافة إلى هذا فالتغطية بشبكة الكهرباء فاقت 90 بالمائة، ونعمل جاهدين على توسيع الربط، خاصة أصحاب البناءات الريفية الحديثة، أما عن مشكل الماء فسيحل نهائيا بعد استفادة البلدية من الربط بشبكة مياه كدية أسردون. وكان الوالي قد أعطى تعليمات صارمة حتى يكون الماء في حنفيات السكان قبل حلول شهر رمضان المعظم، ناهيك عن مشاريع أخرى قيد الإنجاز، منها ربط فرق الشرفة والبهاهزة بالماء، وثلاثة مشاريع لتجديد القنوات، تم استلامها بكل من الزنايقية، أولاد أحمد والدبادبة، فضلا عن توسيع قنوات الصرف الصحي بالرواكش.
وماذا عن الشقيقتين الثقافة والتربية؟
في هذا الجانب نقول الحمد الله، فقطاع التربية نحن فخورون به نظرا للنتائج المحققة كل عام في الأطوار الثلاثة، والتي نعتبرها مشرفة، حيث تحوي بوشراحيل على ثانوية وثلاث متوسطات، غير أنه يبقى الإشكال في متوسطة عيسى ذياب، التي بنيت نهاية التسعينيات بالبناء الجاهز، وأظن أن فترة صلاحيته قد انتهت، لذا نأمل في أن نستفيد من متوسطة جديدة، ولما لا مجمع مدرسي لتخفيف الضغط على المدارس الرمركزية. أما المدارس الريفية فكلها تضمن التدفئة والإطعام، وبعض الإشكال كان في مدرسة “يخلف شاوش”، لكن تداركناه، وهذه المدرسة سيعاد ترميمها وصيانتها قريبا. أما عن الشقيقة الصغرى الثقافة، فتحوى بلديتنا مكتبة مجهزة بأجهزة للإعلام الآلي مربوطة بشبكة “النت”، إضافة إلى آلاف الكتب المتنوعة، وهي مقصد تلاميذ المنطقة لمختلف الأطوار قصد البحار في شبكة “النت” أو إنجاز بحوثهم.
كلمة أخيرة توجهها لسكان بوشراحيل.
أقول لمواطني بلديتي تحلو بالصبر وروح المواطنة، فنحن لن نبخل عليكم بشي، فأنتم الجسد ونحن الروح، وأبواب مكتبي تتسع لكم جميعا دون إقصاء، ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر الخالص لوالي المدية وتجاوبه الكبير مع انشغالات مواطني بلديتي، والشكر لكم أيضا أنتم “الحوار” على هذه الالتفاتة، ودمتم دوما في خدمة الإعلام الهادف الذي يتبنى الرأي والرأي الآخر.