بقلم: الدكتور عمر هارون أستاذ اقتصاد بجامعة المدية قبل أن شرح ونوضح فعلينا أن نذكر الدين العالمي، الذي يبلغ 3 أضعاف الناتج العالمي وفي ظل هذه الظروف التي نعيشها أغلب الخسائر ستكون على مستوى الأسواق المالية التي عادة ما كانت تتغذى من الصناديق السيادية الناتجة عن فوائض الدول النفطية . ومع تراجع أسعار النفط تتراجع الفوائض القابلة للاستثمار، فإذا أضيف إلى هذا العامل تباطؤ عالمي ناتج عن تحول نصف سكان الأرض إلى الحجر، نجد أنفسنا أمام عالم يسير بالحد الأدنى، ويفكر في كيفية إنقاذ نفسه من الجائحة بتوفير الحد الأدنى المتعلق بالحاجات الغذائية والدوائية، مما يعني أن العالم تحول إلى الطلب والاستهلاك دون قدرته على الإنتاج وهذا ما يجعل الأسعار ترتفع والثقة فيها تنهار ومهما ضخخنا من سيولة في الأسواق الدولية فإنها لن تكفي إلا لمرحلة لن تتجاوز جوان القادم، مالم يتم اكتشاف علاج و لقاح ضد هذه الجائحة . الحاصل اليوم أن الصين تعتبر المورد الوحيد تقريبا لكل دول العالم خاصة فيما يتعلق بالسلع الطبية والصيدلانية، وهو ما جعل التوقعات لهذه السنة تقول أن نسب النمو لن تفوق 1% فإن استمر الامر على ما هو عليه، فسيكون العالم أمام كساد يجعل الشركات غير قادرة على الوفاء بإلتزامتها، وهو ما يجعلنا نتوقع التوجه نحو تأميمها لصالح الدول وإن مرحليا، كما حدث في أزمة الرهن العقاري في 2008، لكن هذا الحل يبقى مؤقتا ولن تستطيع الحكومات تحمله في ظل أن الأمر يشمل كل المؤسسات تقريبا . الشلل الذي يصيب أوروبا وأمريكا يقابله نسق متصاعد للاقتصاد الصيني الذي استطاع بسبب الثقافة الصينية الملتزمة أن يحكم السيطرة على الجائحة ويعود للانتاج بشكل فاجئ الجميع وحير المتابعين . إن الذي يهم الان في اقتصاد متخلف كالاقتصاد الجزائري هو الاستفادة من هذه الحالة التي يمر بها الاقتصاد العالمي كوننا لا نملك شيء نخاف عليه، في المقابل لنا القدرة على الشروع في مرافقة الشريك الاستراتيجي الجديد ( الصين ) وخلق مؤسسات داخل الجزائر لامداد الدول الأوروبية خصوصا والعالم بشكل عام، ويمكن لهذه المؤسسات أن تكون في المناطق الشبه صحراوية التي تعرف بإرتفاع درجات الحرارة وتوفر اليد العاملة . صحيح أن الوضع العالمي الراهن صعب لكن المحاولة في هذا الاتجاه، خاصة والعالم مستعد لدفع أي ثمن مقابل الاستفادة من هذه المنتجات وعدم قدرة الصين على تلبية الطلب العالمي بالإضافة لعدم انتشار الجائحة في الجزائر بالشكل المخيف الذي هو موجود في الضفة الأخرى من المتوسط يجعلنا أمام فرصة تاريخية للإستفادة من الوضع، وبما أننا نملك 60 مليار دولار كإحتياطي فالأولى من أن نستنزفها في استيراد السلع علينا بذلها في استثمارات قادرة على تنميتها وتطويرها لتصبح 600 مليار دولار د.عمر هارون