رغم بعض المشاكل التي تعيق استمرار النشاط الحرفي بالجزائر إلا أن بعض السيدات الماكثات بالبيت استطعن بفضل انخراطهن في دورات تكوينية تأسيس مشاريع مصغرة اثبتن من خلالها أحقيتهن في دخول عالم الحرف التقليدية والحفاظ على استمراريتها للأجيال اللاحقة. أكد وزير التكوين المهني والتمهين الهادي خالدي على هامش اختتام للصالون الوطني للنشاطات المصغرة أن مصالح وزارته سجلت استفادة 80 الف سيدة ماكثة بالبيت من التكوين المباشر. وأكد أن توجه وزارة التكوين للعمل على تقديم المعلومة للمرأة الماكثة بالبيت يأتي ضمن اطار العمل الجدي على رفع مستوى النساء الماكثات بالبيت حيث سجلت مصالح التكوين المهني إقبالا كبيرا للفتيات الماكثات بالبيت خلال الأعوام الماضية كما تم بالتعاون مع وزارتي التضامن الوطني والتشغيل على انشاء خلايا متابعة على مستوى مراكز التكوين المهني لإعطاء المعلومات اللازمة للمكونين بخصوص القروض التي يمكنهم الاستفادة منها بعد انتهاء فترة تربصهم. انعدام المحل يعيق النشاطات الحرفية رغم كل هذه القرارات والنتائج الايجابية إلا ان واقع التشغيل يبقى مغايرا، حيث تعاني العديد من النساء الحرفيات من بعض المشاكل التي اثرت على استمرار نشاطاتهن. وفي هذا الخصوص تؤكد السيدة ''جوهر مسلم''، حرفية منذ أكثر من عشرين سنة مختصة في الطرز على القماش وصناعة الملابس التقليدية بكل أنواعها، انه ورغم الجهود التي تبذلها في الحفاظ على التراث ''إلا أن بعض العراقيل التي نكابدها اثرت كثيرا على مردوديتنا ورفعت أسعار المنتجات الحرفية التي نقوم بتصنيعها''. ومن بين المشاكل التي تعيق تقدمهم تذكر السيدة ''مسلم جوهر'' أن انعدام المحل وكرائه بأثمان باهظة أثر سلبيا على نشاطهم وطالبت بمنحها محلا وتعد الجميع بأنها ستقدم كل ما تعلمته مجانا للنساء الراغبات، حيث أكدت ان الكثير من النساء يقصدنها يوميا لأخذ دروس في الحرف التقليدية لكنها لا تملك المكان الكافي لجمع عدد كبير من النساء أو حتى أفواج منهن. نفس الانشغال طرحته السيدة ''صايفي عائشة'' رفقة السيدة ''بن صخار'' التي تقوم بتقديم تكوين لفائدة 25فتاة تعمل في مجال الطرز على القماش، لكن ضيق المحل الذي تقوم بتأجيره بمبالغ كبيرة في احد أحياء باب الواد جعلها تفكر في الاستغناء عن تعليم الفتيات. لكن ورغم كل ذلك لم تبخل السيدة صايفي عن الفتيات الفقيرات حيث لازالت رغم الصعوبات التي تواجهها يوميا تقدم منتجاتها التقليدية بأسعار مناسبة كما تنتهج طرقا تسهيلية كالبيع بالتقسيط لمساعدة الفتيات الفقيرات. رغم كل الصعوبات التي تواجه عمل الحرفيات إلا انه ومن خلال حديثنا إليهن لاحظنا حبهن الكبير لما تصنعه أناملهن من منتجات تقليدية غاية في الجمال والروعة، حيث يقمن بتسخير وقتهن وجهدن لاستمرار هذا النوع من الحرف التقليدية ووصوله الى الأجيال القادمة. والملاحظ انه ورغم التطور الحاصل في المجتمع إلا ان بريق هذه المنتجات لايزال يفرض نفسه، خاصة وان أي فتاة مقبلة على الزواج لا تفكر أبدا في التخلي عن التصديرة مهما ارتفع ثمنها ولا يمكنها إغفال تزيين غرفة نومها بأغطية وافرشه تقليدية.