إفتتحت بالجزائر العاصمة الأيام التاسعة لمسرح الجنوب بإرادة بينتها الفرق المشاركة في إدامة هذا الحدث المنتظر جدا الذي يسمح بتسليط الضوء أكثر على إبداعات شباب الجنوب الجزائري. و تمثل هذه المبادرة بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة “فرصة للتبادل بين مهنيي المسرح” وتتيح لشباب الجنوب “ممارسة هوايتهم حسب المعايير المطلوبة في الفن الرابع”،وأمام جمهور غفير، قدم حوالي عشرين كوميديا من مجموعة الخدمات الجامعية لمدينة الوادي “نزيف الذاكرة” وهي أوبريت من سجل المسرح الملحمي من النصوص الشعرية لستة كتاب جزائريين وعرب كبار كيفها وأخرجها نبيل أحمد ماسي. وتبرز “نزيف الذاكرة” المقتبسة من نصوص الجزائريين عثمان لوصيف ومحجوب بلول والسوريين سليمان العيسى ونزار قباني والعراقي كاظم جواد والسوداني محمد الجواهري، عظمة الثورة الجزائرية التي دخلت العالمية لأنها أصبحت رمزا للمقاومة والنضال في سبيل حرية الشعوب، وتدعو الأوبريت التي تضم سبعة لوحات على مدار حوالي 40 دقيقة المشاهد إلى إعادة الاطلاع في الوقائع للثورة الجزائرية ضد المحتل الفرنسي منذ التحضيرات إلى غاية الانتقال الى العمل، مركزة على دور المرأة والتزامها واللاتي ترمز إليهن شخصية المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد التي عانت من ويلات التعذيب المنتهية في فرح الانتصار الذي يسجل استقلال الجزائر،وقد تم احترام تصور المخرج المتمثل في إعطاء كثافة الوقائع التاريخية وهي صيغة بأجواء معاصرة من خلال تصوير وظيفي من توقيع أحمد لبيض في ضبابية من الدخان تغطي أربع ستائر ديكور من الحرير الأبيض متعددة الاستخدامات بإضاءة ملبدة بألوان العلم الوطني وكذا تثمين النصوص المسجلة سابقا، كما خدم الشريط الصوتي الذي أنجزه فريد مخلوفي العرض والذي أثرته نغمات معاصرة لموسيقى ملحمية مستوحاة من الحدث والإصرار على القيام بالعمل لإنهاء أجزاء من معزوفات ترجع إلى نشوة الفوز وبهجة الانعتاق. وبحضور وزيرة الثقافة مريم مرداسي والمدير العام للمسرح الوطني، قدمت فرق رقص شعبي من الجنوب قبل ساعتين عرضا فلكلوريا على الساحة العامة محمد توري المجاورة للمسرح الوطني وسط خيم لعرض العديد من المنتجات و التحف التقليدية لمختلف مناطق الجنوب الجزائري، ويضم برنامج الايام التاسعة لمسرح الجنوب محاضرات ونقاشات وعروض ولقاءات أدبية وتحتضن اليوم عروض “شكون يسمع شكون” من بشار و”البلعوط” من البيض (مسرح الشارع) و “يونامار” من غرداية.