نشر الكتاب ليس بالأمر السهل أمام كلّ العراقيل و الصعوبات ، وفي مقدمتها غلاء مكوّنات هذا الأخير والضرائب المفروضة عليها كل على حدة ونوعية الأوراق ومع ذلك أبى البعض إلاّ أن يخوض غمار هذه المعركة واستطاع حتى أن يحقّق بعض أهدافه، لمناقشته هذه المواضيع أبت يومية الاتحاد ان تسلط الضوء على مشاركة عدد من دور النشر الجزائرية في صالون الدولى للكتاب في نسخته 13، وكذا اهم مراحل صناعة الكتاب المعتمدة عندها من بينها منشورات الشهاب وكذا منشورات بغدادي ، التى ارتأينا ان نطرح عليها عدد من التساؤلات فكان هذا الموضوع . منشورات الشهاب : لا ثقافة وطنية بدون كتاب تتعامل منشورات الشهاب في قضية النشر حسب المقاييس المعمول بها دوليا وهذا ما اكدته لنا جويدة حمران المكلفة بالنشر على مستوى المؤسسة التي قال إن الكاتب يقصد نا وهو حامل لمخطوط ويشترط أن يكون تخصصه في التراث والأدب والفنون وكل ما هو يحدم القارئ ولا يمس بالنظام العام للمجتمع ، ومن ثمّة يعرض العمل على لجنة قراءة تجيب في مدة أقصاها ثلاثة أشهر حسب قيمة الكتاب، فهناك من الكتب من تكون لديها الأسبقية للعرض على لجنة القراءة فمثلا كتاب للطاهر زبيري يتلقى إجابة فورية -يضيف المتحدث-، بعدها في حال القبول بالكتاب يدعى الكاتب فيطلب منه مثلا إعادة كتابة فقرة أو غير ذلك وإذا كان الكتاب جيّدا فلا يتغير فيه شيء، بعدها يتم إبراء عقد ينص على أن نسبة الأرباح التي يتلقاها صاحب الكتاب تتراوح ما بين 10 بالمائة و15 بالمائة حسب قيمة العمل وأحيانا إذا كان العمل مميّزا جدّا وباسم شخصية مميّزة فالنسبة تكون أكبر من 15 بالمائة، وبعد ذلك يرسل المخطوط إلى مطبعة الوكالة التي تطبع أيضا لدور نشر أخرى ومؤسسات مختلفة، ومن ثمّ يوزع بوسائل النقل الخاصة والتي هي بدورها توزع كتب دور نشر أخرى، وتكون الدعاية عن طريق الصحافة والموقع الخاص بالمنشورات الشهاب . وعن التوزيع أضافت المتحدث في اتصال هاتفي لاتحاد : انه لا يمس كل مناطق الوطن فلا يمكن للشاحنة أن تنتقل إلى منطقة فيها مكتبة واحدة هذا علاوة على مشكل التوزيع الذي تعرفه دور النشر نظرا لقلة المكتبات والتي تحوّل الكثير منها إلى وراقات وهذا في المدن الكبرى فما بال الوضع بالمناطق النائية؟ بينما في أوروبا يمكن أن نجد في قرية واحدة 20 مكتبة -تضيف وأضاف السيد بلحي أن نقص الفضاءات التي تحتضن الكتاب لا تمس فقط هذا المنتوج الفكري بل كل المنتوجات الثقافية، فدور السينما قليلة جدا ونفس الشيء إذا تكلمنا عن المسارح، كما أن مشكل الفضاء هذا دفع إلى تقليص الناشرين لعدد نسخ الكتب التي لا تتجاوز 1500 نسخة هذا إذا كان عنوانا كبيرا وأحيانا 500 نسخة وهذا بدوره ينعكس على سعر الكتاب الذي أصبح مرتفعا جدا. وفي ذات الصدد قالت جويدة حمران :" سنشارك منشورات الشهاب في الصالون الدولي لكتاب بمجموعة من العناوين حول التاريخ الجزائري بالغتين الفرنسية والعربية و سبع عناوين في الأدب ،بالإضافة إلى مجموعات قصصية لأطفال الموسومة ب:" كليلة ودمنة " و كذا الكتب الشبه المدرسية . أما عن صناعة الكتاب هي فعلا موجودة في الجزائر لكن ليس بالحجم الذي هو متوفر في البلدان العربية والغربية الأخرى،والدليل على ذلك ما تشهد الوسط النشر في الجزائري الذي يتميز بغلق عدد من دور النشر سابقا بصفة يومية لكن اليوم نجد إن دور النشر تضاعفت أربعة أضعاف مما كانت عليه في سنة 2000 . أما عن تجارة الكتاب في الجزائر فإننا إن أجد إن ربحها أو خسارتها مربوط بالقيمة المنتوج الفكري الذي يقدم للجهور القارئ والحمد لله فمنشورات الشهاب إلى حد اليوم تحقق اربحا ولها جمهور متتبع لأخر ما تطبعه من اصدارت جديدة . أما عن موضوع صناعة الكتاب في الجزائر قالت :"الكتاب الجميل لم يعد يصنع في الخارج فقط، ويمكن اليوم فتح مكتبة يباع فيها فقط الكتب في الجزائر وهو الذي لم يكن ممكنا في الفترات السابقة، ومع ذلك -تضيف نفس المتحدثة- يجب على الدولة أن تدعم هذه الصناعة لأن كل مكونات الكتب غالية جدا بالإضافة إلى أهمية أن تدعّم وزارة الثقافة الناشرين في جميع الأوقات وليس بالمناسبات، علاوة على ضرورة أن يكون أصحاب دور النشر من المهنة فبدون كتاب منتج في البلد لا يمكن أن تكون هناك ثقافة وطنية. منشورات بغدادي : الكتاب سلعة تقوم بخدمة عمومية ومن جهته قال عزالدين بغدادي المكلف بالجانب التجاري "هناك مشكل كبير تعاني منه كل دور النشر في الجزائر وهو غلاء صناعة الكتاب نظرا لغلاء مكوّناته كالورق والحبر والضرائب، مما انعكس سلبا على سعر الكتاب ومن خلاله على المقروئية".. وعن هذا أيضا، تقول ياسمينة "يا حبذا لو تواصل وزارة الثقافة ما قامت به السنة الفارطة في شراء كتب من دور النشر وتوزيعها على مكتبات البلدية ومكتبات المدارس، فالأهم حسبي يكمن في قراءة الكتب أكثر بكثير من شرائها". ويضيف متحدثا هناك الكثير من المجهودات في انتظارنا إن أردنا -جميعا وعلى كل المستويات- أن نغير الكثير من الذهنيات والسلوكات لنرقى إلى مصاف الدول التي تحترم ذاتها باحترام مكانة الثقافة – فعلا وجديا- بإرساء عادات وتقاليد لا تنفصل عن واقع الحال بل تمسك بخيوطه. المواسم الأدبية لا تنبع من محاكاة بلدان أخرى بل من تغيير كامل وواعي للمشهد وإعادة القراءة إلى مكانتها ودعم الناشر الجاد والكتاب الجيد، فلا أمة ترقى من غير رقي فعلي للأدب في حياتها وكما يقال: أكثر المدن بلادة لا تخلو من الشّعر. دار ميم للنشر تنتظر كما الجميع معرض الجزائر الدولي لتقدم جديدها –تغامر الدار بتقديم الجديد أدبيا والجاد- ولكن ماذا بعد؟. على المسؤولين على الحقل الثقافي السعي لتكثيف التقاليد االثقافية على مستوى كل مدن الوطن وألا يبقى الحدث حكرا على العاصمة فقط، وعلى الإعلام أن يلعب دورا أكبر وأكثر جدية، وعلى دور النشر أن تتجرأ أكثر بدلا من ركوب موجة الاستهلاك والحسابات التجارية فقط. النشر رسالة ثقافية قبل كل شيء. أتحدث هنا من موقعي كناشرة والكتابة روح الأمم، أتحدث بروح القلم الذي زجني في هذا العالم، وعلى كّل تحمل مسؤولياته. لنكن جادين قليلا ولنتوقف عن تنميق الحقائق.ويؤكد المتحدّثة أنّ الكتاب سلعة ولكنه منتوج مميّز بخصائص مميّزة ويساهم في التربية والتثقيف فهو حقا يقوم بخدمة عمومية، فالكثير من دور النشر أغلقت أبوابها نظرا لصعوبة النشر في البلاد ، "نعم النشر قضية مجتمع والكتاب يجب توفيره حتى تكون الحياة جميلة" ويضيف بان منشورات بغدادي ستكون حاضر في الصالون الدولي للكتاب في دورته18 بمشاركة قوية ومساحة اكبر من السنة السابقة تتنوع العناوين التى ستعرض بين الادب والتاريخ وادب الطفل وباقي المجالات تراوحت في حدةد200عنوان . من جهته اشار الى ان مهنة صناعة الكتاب تتطلب خب الثقافة والادب والكتابة في حد ذاتها . كونان عاملها سيربح من الجهتين التثقيف الذات اضافة الى جانب المالي. وللتذكير ينتظر خلال هذه الطبعة من الصالون الدولي للكتاب (سيلا) المقررة من غدا الى 9 نوفمبر المقبل بقصر المعارض بالصنوبر البحري تحت شعار " افتحلي العالم" مشاركة 922 عارضا يمثلون 43بلدا اي بزيادة 204 عارض مقارنة بالدورة الماضية علما و عدد دور النشر الجزائرية تمثل 260 دار من مجموع المشاركين . وعلى مستوى المعروضات يحتوي فضاء " الإصدارات الجديدة "لوحده اكثر من 60 عنوا جديد من إصدارات دور النشر الجزائرية في2013. و على غرار الطبعات السابقة منذ عودة هذا الصالون في 2002 بعد غياب لاكثر من 10 سنوات أعطيت الأولوية للكتاب العلمية و للأعمال الأدبية .