أحي أحفاد الولي الصالح " سيدي زيان "بالجهة الشمالية الغربية لولاية الشلف وبالضبط بمنطقة عين مران وعدة جدهم السنوية والتي دامت فعالياتها ثلاثة أيام الماضية ،الخميس ،الجمعة والسبت وعدة الولي الصالح "سيدي زيان "المتواجد ضريحه بدوار الزياينية التابع إداريا إلى بلدية عين أمران ،الواقعة على بعد 40 كلم غرب عاصمة الولاية "الشلف ،حيث أستطلعنا التقاليد الموروثة جد عن أب بهذا الدوار الكبير وكيفية أحيائهم المناسبة ،والتي تعد من عادات وتقاليد سكان البلديات الشمالية الغربية للولاية وحتى البلديات التابعة إلى ولايتي غليزانومستغانم وتتمثل وعدة الولي الصالح سيدي زيان في أحياء الوعدة بعدة أنشطة دينية وثقافية وأحياء التراث. البارود والفنطازيا والمديح فرصة لعرض العضلات وممارسة الهوية وحسب ما وقفنا عليه ،يميزها بارود وفنطازيا وفرسان حضروا من مختلف الولايات خاصة الغربية منها حيث استمتع الحضور بتنافس الفرسان والذي زاد عددهم عن 30 فارسا والقصائد الشعرية من إلقاء كبار شعراء الشعر الشعبي ،كما تميزت المناسبة بإلقاء وعرض مدائح دينية ،أين يلقي المداح على مسامع الحضور، قصص وأساطير الأولين والبطولات التي تميز بها الأجداد يحدث هذا ضمن حلقات يميزها الإقبال الكبير للحاضرين ومن مختلف الشرائع شيوخ كهول وحتى الشباب. حيث وفي ظل نقص مرافق الترفيه والتسلية بهذه الجهة يبقى المداح البديل يصنع الفرجة وبإمكانيات متواضعة جدا يبعث البهجة والانشراح في النفوس ويرفه عن الكثيرين.وعدة سيدي زيان جاءت هذه السنة في أجواء مميزة ورائعة بالنظر إلى الفترة التي تميز بلاذنا من إستقرار وهو ما كشفه، رئيس جمعية الفروسية بعين مران " عبد القادر بومدين"حيث أشار بأنه تم استقبال الوفود من الفرسان وخيولهم القادمين من مختلف الولايات على غرار ،غليزان ،معسكر ن مستغانموهران وكذالك من ولاية تيارت وغيرها وحضروا وكلهم بهجة من أجل إحياء المناسبة ،وعن أسباب تنظيم هذا المهران ،أضاف ذات المتحدث بأنهم وجدوا آبائهم ومن قبلهم الأجداد يحيون هذه المناسبة.يمارسون هذه الطقوس ويلتقون مرتين في السنة من جل التصالح من اجل نبذ الفرقة والتشتت من اجل إصلاح ذات البين إضافة إلى ممارسة رياضة الفروسية التي تشتهر بها. المناسبة فرصة للتكوين وإلتقاء طلبة غير المتخرجين مع كبار المشايخ الروايات وكبار السن لأحفاد الولي سيدي زيان،تتمثل هذه العادة بأجواء مميزة بحضورعدد كبير من الزوار يقصدوا الوعدة من مختلف بلديات الولاية والولايات المجاورة منها ولاية تسمسيلت ،عين الدفلى ،غليزان وولايات أخرى.حيث تستمرالأحتفالات على مدار 3 أيام كاملة وهي مناسبة و فرصة لالتقاء الأهالي والأقارب القاطنين خارج الولاية ببعضهم البعض.ومن العادات التي لايمكن التخلي عنها في هذا الموعد تلاوة القرآن، والذكر والتسبيح من طرف مجموعة كبيرة من الطلبة وحفظة القرآن الكريم ،كما يحضر هذا الموعد السنوي مشايخ الزوايا وطلبة المساجد بالإضافة إلى حفظة القرآن الكريم من الطلبة غير المتخرجين فضلا عن كونها لقاءا تكوينيا واجتماعيا ، اقتصاديا وثقافيا ،يقصده القريب والبعيد للتبرك والتضرع لله عز وجل، وللدعاء أيضا أمام ضريح الولي الصالح.كما تكون المناسبة فرصة لبعض التجار في عرض وبيع سلعهم التي تلقى في مثل هذه المناسبات رواجا كبيرا وتعود على أصحابها بالفائدة و الربح. وعدة الولي سيدي زيان فرصة للتصالح و منبع لأخذ مجالس الدين والتجارة المربحة كما هي مناسبة لعقد الصلح و حل النزاعات القائمة بين أهالي المنطقة.وتعد الوعدة كذلك عند بعض المعتقدين الزوار الباحثين عن السعادة الزوجية خاصة بالنسبة للفتيات العازبات اللواتي تجاوزن سن الزواج أو تلك الأمهات اللواتي لم ينجبن أطفالا بعد مرور سنوات طويلة على زواجهن وغير ذلك من المعتقدات لا تزال إلى يومنا هذا راسخة في عقول سكان المنطقة وهؤلاء الذين يقطعون المئات من الكيلومترات.وعدة سيدي زيان على غرار الوعدات الأخرى التي يحتفل بها سكان الولاية،تتشابه في طريق إحيائها رغم اختلاف القصص التي تحوم حول ضريح الولي سيدي زيان أحيانا تمتزج بالغرابة و أحيانا أخرى تكون قصصا في منتهى التشوق. اليوم الأخير مخصص للإكرام وفرصة أكل اللحم بالنسبة للفقراء