اتفق المشاركون في ندوة ''واقع خريطة الكتاب في الجزائر''، التي نظمتها النقابة الوطنية لناشري الكتاب بمناسبة اليوم العالمي للكتاب أول أمس، أن القرصنة التي ما فتئت تزداد توسعا في الجزائر أصبحت تهدد المجهود الفكري والإبداعي وتحول دون انتشار الذوق الفني. ذكر المدير العام السابق للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، عبد الحكيم توسار، خلال الندوة الختامية لفعاليات المعرض الوطني الثامن للكتاب الذي احتضنه قصر المعارض بالصنوبر البحري، أن حق التأليف يعتبر حقا أساسيا من حقوق الإنسان ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948، وهو يساوي حق العيش في كرامة. وحسب توسار، فإن حق المؤلف أصبح يمس في السنوات الأخيرة مجال النشر الالكتروني، مما أدى إلى بروز قوانين جديدة للحماية. وقال: ''لكن هناك نقاشا بين دول الشمال ودول الجنوب، فالدول النامية تطالب بأن تسن قوانين تسهّل الإطلاع على المعلومات عبر الانترنت، بينما تطالب الدول المتقدمة بمزيد من الآليات القانونية للحماية''. مضيفا: ''لكن توسيع دائرة هذه الاستثناءات لا يشجّع الإبداع والابتكار، ومن شأنه أن يؤثر سلبا على تطور البشرية''. وفي هذا السياق، قال رئيس تحرير يومية ''الخبر''، محمد بغالي: ''إذا اعتبرنا الثقافة بمختلف تجلياتها صناعة، فإن القرصنة تقتل كل صناعة''. موضحا أن ''المنتجات المقرصنة في الجزائر أصبحت هي الأصل في ظل غياب المنتج الأصلي، فالمنتجات المقرصنة في المجال الثقافي تقتل الذوق الفني وتقدّم نوعية رديئة''. ويعتقد محمد بغالي أن ظاهرة قرصنة الأفلام التي انتشرت في السنوات الأخيرة، كونت جيلا يحب السينما، لكنه لا يعرف ما هي قاعة السينما''. وأضاف ''هناك خمسة وثمانين بالمائة من البرامج المعلوماتية مقرصنة في الجزائر، وهذا يضرّ بسمعة البلاد''. من جهته، اعتبر يوسف سايح، أن المغزى من سن منظمة ''اليونيسكو'' لليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، هو تقديم اقتراحات وإشكاليات وبدائل ومعطيات عن واقع الكتاب في كل بلد، بغرض تجاوز فكرة الاحتفال الذي يساوي الاحتفال باليوم العالمي للمرأة أو عيد الشجرة. بينما تحدّث الكاتب والناشر نبيل دادوة عن ظروف انتقاله من الكتابة الإبداعية إلى النشر، واعتبر أن عزوف الناشرين الجزائريين عن نشر إحدى مسرحياته هو الذي دفعه إلى نشر عمله على نفقته الخاصة، فوجد نفسه بعد الإطلاع على واقع الكتاب كاتبا وناشرا ثم موزعا.