مرّ ثاني موسم لاحتراف كرة القدم الجزائرية أسوأ من سابقه، ولم تكد الاتحادية تغطّي عورات ضربة الانطلاقة الخاطئة في الفترة الانتقالية، حتى تنامت المشاكل بسرعة البرق، وتجسّدت في رفض الأندية الاستمرار على نفس النهج الذي دعا إليه محمّد روراوة، دون تسليط الضوء حول كيفية بناء فرق دون مساعدات من الدولة. ولم يكن جعل الرابطة محترفة أيضا، مخرجا للممارسات التي ورثتها الكرة في تسييرها في فترة العهد الهاوي. فقد أحرجت البرمجة العرجاء الاحتراف، وداس عليه التحكيم أيضا بقراراته المحرجة، وهدّم العنف ما بقي من مصداقية المشروع قبل أن تكشف الرشوة عوراته وتفضحه.
رؤساء يبعثون جمعيتهم ويشتكون نقص الأموال الدعوة للعودة إلى العهد الهاوي يجسّد فشل الاحتراف أكثر ما ميّز الموسم الكروي الحالي، إعادة بعث جمعية الأندية المحترفة التي كان يرأسها في الموسم الماضي، محفوظ قرباج، الذي تحوّل إلى ''الضفة الأخرى'' ولبس ثوب ''الخصم'' لمن كان يرأسهم، حين تولّى رئاسة الرابطة المحترفة لكرة القدم. عدا اتحاد الجزائر الذي صنع الاستثناء في موسم احترافي مليء بالخلافات والصراعات وجهل الأندية لأساليب الاستثمار، فإن كل الأندية اقتنعت بأن شركاتها أضحت على مشارف الإفلاس، حتى لا نقول مفلسة، وكان ذلك سببا مباشرا في إعادة بعث جمعية رؤساء الأندية التي تحوّلت ''مضطرّة'' إلى مجرّد منتدى، منح منبرا ''قانونيا'' لهؤلاء، من أجل معارضة مشروع الاتحادية وانتقاد من كان في السابق يحمي حقوق الأندية، قبل أن يواجه قرباج ''زملاءه'' بالقانون ويرفض ملاقاتهم. الاحتراف في الجزائر في موسمه الثاني أصبح يحتضر، وأحدث خللا بين قدرات الشركات الحقيقية والمصاريف التي تنفقها الأندية في الموسم الواحد، وترك حجم الديون الكثيرة الانطباع بأن الأندية نفسها لا تحترف التسيير على الأقل، وتنفق المال دون دراسة لقدراتها وأهدافها وعائداتها المالية، ثم تتستّر وراء الاحتراف، وإن كان فعلا هذا المشروع، أتى إلى الوجود بعد ولادة قيصرية. تعنّت الاتحادية وسعيها لجعل الدولة طرفا في القضية للتنصّل من مسؤولياتها، وتشبثّ رؤساء الأندية بالمناصب ومطالبتهم الدولة بالأموال وتهديدهم بحل الشركات ذات الأسهم والعودة إلى النظام الهاوي، وتواصل القبضة الحديدية بين الأطراف الثلاثة في تقاذف المسؤولية، أعطى الانطباع بأن ''الاحتراف'' بريء من الاتحادية ومن الوزارة ومن رؤساء الأندية، فرئيس الاتحادية استغل الاحتراف لنيل رضا رئيس ''الفيفا''، والدولة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة، مسكت العصا من الوسط، بينما لم يعارض رؤساء الأندية رئيس الاتحادية في جمعية عامة ولا هم استقالوا لترك المكان لأمثال علي حدّاد، وظل خطابهم موحّدا.. ''امنحونا الأموال لينجح الاحتراف، وإلا، العودة إلى النظام الهاوي هو الحلّ''.
آراء التقنيين
عبد القادر عمراني مدرب وداد تلمسان ''التحكيم أفسد البطولة'' أكد مدرب وداد تلمسان عبد القادر عمراني أن بطولة هذا العام تميزت بمستوى متوسط جدا، ''إن لم نقل ضعيفا وكان هناك تذبذب في النتائج، ما أثر على المستوى العام لهذه المنافسة، ماعدا في بعض المباريات''. وأضاف عمراني ''أعتقد أن التحكيم كان له دور في نتائج الكثير من المقابلات، وظهر الحكام بمستوى ضعيف أفسد نكهة البطولة، بسبب كثرة الأخطاء الفادحة''. وتابع عمراني أن هناك فرقا بدأت البطولة بصعوبة لكنها عادت بقوة كوفاق سطيف الذي نال البطولة وأخرى بدأتها بقوة وأنهتها بصعوبة. تلمسان: ع.ب.ش خير الدين ماضوي مساعد مدرب وفاق سطيف ''يتوجب على الرابطة استخلاص العبر'' صرح خير الدين ماضوي، مساعد مدرب وفاق سطيف، بأن بطولة هذا الموسم لم ترق إلى المستوى العالي، ويمكن القول إنها فوق المتوسط، بدليل أن الوفاق الذي نال البطولة لم يتحصل سوى على 35 نقطة فقط، كما أن المستوى كان متقاربا بين أربعة إلى خمسة فرق، وهو ما جعل التنافس على اللقب يستمر إلى آخر الجولات''. وأضاف ماضوي ''من ناحية التنظيم أظن أن الموسم الثاني للاحتراف كان أفضل من الأول، ونتمنى من الرابطة أن تستخلص العبر من الكثير من القضايا والمشاكل التي واجهتها خلال هذا الموسم ولم توفق في التعامل معها''. وتابع ماضوي، بالقول ''ظاهرة العنف في تناقص وسوف يتم القضاء عليها نهائيا إن توفرت الإرادة لدى المسؤولين عن الكرة ببلادنا''. سطيف: زهير شارف
راوول صافوا مدرب مولودية وهران ''البطولة الجزائرية متناقضة'' أكد المدرب السويسري لمولودية وهران، راوول صافوا، أن مستوى الفرق التي لعب ضدها متوسط واعتبر تتويج وفاق سطيف مستحقا ''بالنظر إلى التركيبة البشرية وقوة الذهنية لاعبيه، الذين أحسنوا تسير إيقاع البطولة''. وأوضح صافوا أن البطولة الجزائرية متناقضة وبها الكثير من المفاجآت التي لا يمكن أن تتصورها، لكون جل الفرق وحتى المتواجدة في المقدمة، نتائجها غير مستقرة، ''فماعدا المتوج بالثنائية، فالفرق الأخرى تبقى غير قادرة على ضمان البقاء واللعب بنفس الإيقاع، وهذا لعدم وجود لاعبين يتحلون بالاحترافية، ويجب على المدرب ألا يكتفي بالعمل من الجانب الفني والتكتيكي وإنما تجهيز لاعبيه من الناحية الذهنية ومحاولة الحديث معهم حتى يتعلموا ما معنى الاحتراف في عالم كرة القدم''. وهران: ب.إيتشعلي توفيق روابح مدرب شباب باتنة ''مستوى الفرق متقارب'' أكد مدرب شباب باتنة توفيق روابح أن مستوى فرق بطولة هذا الموسم متقارب فنيا لأبعد الحدود، بدليل أن كل الأمور تأجلت للجولتين الأخيرتين من عمر البطولة، سواء لتحديد البطل أو لمعرفة النازل الثالث. توفيق روابح بارك للوفاق السطايفي تتويجه بالثنائية، وأكد بالمقابل أن التتويج كان مستحقا لاعتبارات عدة، أبرزها الخبرة التي يملكها الطاقم المسير، وكذا للإرادة التي رفعها لاعبو الفريق في وجه المشككين في قدرتهم على قيادة الوفاق إلى بر الأمان. وعن الفرق النازلة، فقد تأسف محدثنا لسقوط فريقه السابق مولودية سعيدة، والتي أكد أنها ذهبت ضحية غياب الأموال، رغم امتلاكها لطاقم مسيّر كفء وأنصار من ذهب، ''لكن هذه الكرة مرة لك ومرة عليك''. كما أن فريقي نصر حسين داي وجمعية الخروب لا يستحقان، حسب روابح، هذا الوضع الذي يتطلب من أبناء النادي الالتفاف، وعدم ترك مثل هذه المدارس تغرق أكثر. باتنة: ع. ياسين
رأي رؤساء الأندية
عبد الكريم يحلى رئيس وداد تلمسان ''بطولة ضعيفة كرّست الرشوة وترتيب المباريات '' يرى رئيس وداد تلمسان عبد الكريم يحلى، أن مستوى بطولة هذا العام كان ضعيفا ''ولم نشاهد ما يمكن ذكره، ما عدا الفرق الثلاث الأولى، التي سمحت لها الإمكانيات المادية بالفوز بالمراتب التي تسمح لها بالمشاركة القارية، في حين أن فرق النصرية وجمعية الخروب ومولودية سعيدة ورغم أنها تملك طاقات شابة، إلا أنها لم تتمكن من ضمان بقائها''. وأضاف يحلى يقول: ''مشكلة بطولتنا يكمن في أن 16 فريقا يصارع من أجل البقاء، مما لا يساعد على إنجاب اللاعبين الممتازين، خاصة وأن نهايتها عرفت وجود ثمانية فرق تصارع من أجل اللقب والبقية تلعب البقاء، وهو ما أدى إلى انتشار ظاهرة الرشوة وترتيب المباريات وانتشار العنف في الملاعب''. تلمسان: ع.ب.ش حسان حمار رئيس وفاق سطيف ''أصابع الاتهام توجّه إلى الرابطة'' اعتبر رئيس وفاق سطيف، حسان حمار، أن مستوى بطولة هذا الموسم متوسط بالنظر للموسم الفارط، وذلك لعدة اعتبارات، منها أن بطل الموسم الفارط الشلف أنهى مرحلة الذهاب ب 31 نقطة، في حين أن الوفاق أنهى مرحلة الذهاب للموسم المنقضي ب 27 نقطة فقط، كما أن التنافس على اللقب خلال الموسم الفارط انحصر بين فريقين اثنين، أما هذا الموسم فقط كان التنافس شديدا بين حوالي ستة فرق. وأضاف حمار ''الرابطة بدأت البطولة بقوة وبتنظيم جيد قبل أن تتراجع خلال الجولات الأخيرة حينما أصبحت تكيل بمكيالين. وعلى سبيل المثال كل الفرق تلعب الجولة ال 28 إلاّ اتحاد العاصمة لعب الجولة ال 27 ضد نصر حسين داي، كما أنها تعاملت مع الوفاق وكأنه سرق اللقب، فلم تهنئنا الرابطة إلاّ بعد أسبوع ولم يتم تسليمنا الدرع لحد الساعة وأظن أنهم سوف يرسلوه لنا ضمن طرد عبر البريد إلى سطيف، وهذا إجحاف في حق الفريق وظلم واحتقار لمسيّريه وأنصاره''. سطيف: زهير شارف عمر غريب رئيس فرع كرة القدم لمولودية الجزائر ''لم أشهد في حياتي تحكيما سيئا مثل هذا الموسم'' اعتبر رئيس فرع كرة القدم لمولودية الجزائر، عمر غريب، أن التحكيم هذا الموسم كان النقطة السوداء في بطولة الرابطة المحترفة. وقال في تصريحه ل''الخبر'' أنه لم يشهد في حياته مستوى تحكيم سيء كالذي ساد هذا الموسم أغلب مواجهات البطولة وحتى في لقاءات كأس الجمهورية. وأضاف غريب أن فريقه كان ضحية سوء التحكيم وضيّع لقب البطولة بسبب أخطاء تحكيمية فادحة كلّفت فريقه تضييع عدة نقاط. وحسب محدّثنا، فإن فريقه ليس الوحيد الذي ذهب ضحية سوء التحكيم ''بل النصرية ومولودية سعيدة كانا ضحية التحكيم ولم يحققا البقاء في الرابطة المحترفة الأولى بسبب الحكام''. الجزائر: عادل زكري ياسين فرصادو رئيس مجلس إدارة شباب قسنطينة ''بطولتنا لم تكن موفّقة من الناحية التنظيمية'' أكد رئيس مجلس إدارة شباب قسنطينة، ياسين فرصادو، بأن بطولة القسم الأول المحترف لهذا العام لم تكن موفّقة إطلاقا من الناحية التنظيمية وبرمجة المقابلات والجولات. مشددا بأن سعي الرابطة المحترفة إلى إنهاء منافستي البطولة والكأس في شهر ماي الجاري بغض النظر عن الأسباب، أدى إلى كثافة المنافسة التي لم يتعوّد اللاعبين الجزائريين المحليين عليها. وأضاف فرصادو بأن المشاكل التنظيمية للبطولة ساهمت في توتير العلاقة بين الرابطة المحترفة والفرق التي شاركت في المنافسات الإقليمية على وجه الخصوص، حيث كثرت، حسبه، الاتهامات والتساؤلات في نفس الوقت. قسنطينة: ش. فيصل فريد نزار رئيس شباب باتنة ''التحكيم كان النقطة السوداء في البطولة'' أكد فريد نزار رئيس شباب باتنة أن النقطة السوداء في بطولة هذا الموسم كانت التحكيم الذي لم يساير المنافسة وخلّف الكثير من ردود الفعل، خاصة في بعض اللقاءات الحاسمة ''التي شاهد الكثير كيف سيّرها حكامنا وبأخطاء بدائية تنم إما عن جهل بالقوانين أو لأمور أخرى لا نعلمها''، رغم اعترافه بتقارب مستوى كل الفرق، بدليل أنه لا فرق بين أصحاب المقدمة والمؤخرة، في ظل تقارب النقاط وعدم معرفة الجمهور الرياضي للبطل لغاية الجولة ما قبل الأخيرة. ونفس الشيء للفرق المغادرة التي بقيت متشبّثة بأمل البقاء لغاية الجولة ما قبل الأخيرة. باتنة: ع. ياسين يوسف جباري رئيس مولودية وهران ''مستوى الفرق كان متقاربا والبرمجة لم تخدمنا'' أكد رئيس مولودية وهران يوسف جباري، أن مستوى كل الفرق في البطولة كان متوسطا من الناحية الفنية ومتقاربا ''ولولا البداية المتعثرة لفريقي لتمكّنا من احتلال مرتبة متقدمة مع الفرق الست الأولى بالنظر إلى العدد الكبير من النقاط التي حصدناها في مرحلة العودة''. وعرّج الرجل الأول في الفريق على البرمجة، حيث أكد أنها أثّرت على مردود فريقه الذي لعب أربع مباريات في أسبوعين، مقترحا على الرابطة إعادة النظر فيها مستقبلا ومحاولة التخطيط الجيّد قصد تجنّب الأخطاء. وهران: ب. ايتشعلي
