أجمع عديد المثقفين بولاية بسكرة على أن الفعل الثقافي سجل في السنوات الأخيرة تراجعا كبيرا، مقابل نشاطات مناسباتية وكرنفالية، رغم توفر الإمكانات المادية والبشرية وفضاءات ثقافية. يعتقد الكاتب والناقد الأستاذ احمد دلباني، أن الوضع الثقافي في الولاية شهد تراجعا ملحوظا مقارنة بما كانت عليه في السنوات الماضية، حيث لا نكاد نعثر على مبادرات ثقافية مميّزة تعكس الوجه الإبداعي الحقيقي لمدينة بسكرة، ناهيك عن اختفاء بعض التقاليد الثقافية، كمهرجان محمد العيد آل خليفة الشعري أو أسبوع المسرح''. وانتقد الشاعر شارف عامر الغياب الأكبر في المشهد الثقافي للكتاب المطبوع والمجلات، حيث انحصر المشهد برأيه في الكرنفالية والمناسباتية أو ما يشبه ''الزردة''. وتأسّف من جهته الفنان المسرحي خيذر حميدة، كون بسكرة مغيّبة فنيا وثقافيا، رغم ما تزخر به من تراث ثقافي على مرّ التاريخ، بسبب كثرة الطفيليين والانتهازيين الذين احتلوا الساحة، مما أثّر سلبا على المنتوج الثقافي. ونوّه الأستاذ خيذر ببعض المبادرات الفردية لأسماء مثقفة تحتاج إلى التشجيع. كما أكد، من جهته، مدير الثقافة لولاية بسكرة، كبور عمر، أن الولاية سجّلت قفزة نوعية من حيث المرافق، إذ تحوز على معهد للتكوين الموسيقي ومكتبة رئيسية للمطالعة وسبعة مواقع أثرية تاريخية، تمت دراستها وحمايتها ومركز للمخطوطات ومشاريع أخرى في طور الإنجاز، كدار للثقافة والمسرح الجهوي.