أكّد رئيس الشؤون الدينية في تركيا، محمد غورميث، أنّ كراهية الإسلام تزداد بشكل كبير في تركيا، بعد تحوُّل موجة المظاهرات الّتي تجتاح عدّة مدن تركية للعنف ورفض الآخر، ووصلت حدّ الاعتداء على المحجّبات والمساجد وشرب السجائر والخمور بها. صرّح محمد غورميث، رئيس الشؤون الدينية في تركيا، لوسائل الإعلام التركية، الخميس المنصرم، بأن الأفكار والإيديولوجيات من الممكن أن تدخل بسهولة ليس فقط إلى الأشياء ولكن إلى العقول والأذهان، كما شدّد على أن كراهية الإسلام تزداد بشكل كبير. وقال: “ما يحدث هذا هو خوف أو كراهية جاء تحت الظروف الطبيعية؛ حيث أوضحت الأبحاث العلمية أنّه خوف نتيجة السياسات في مثلث أوروبا والولايات المتحدة وفلسطين المحتلة، وعلينا التصرف”، مشيرًا إلى أنّ “تلك الكراهية بدأت تتحوَّل إلى صناعة”. وأوضح المتحدث “تسبُّب وسائل الإعلام، وعلى رأسهم الصّحافة الاجتماعية، حتّى في المناطق الّتي يعيش فيها المسلمون كأقلية، في حصول وتشكيل فكر كلّ فرد”. في سياق متصل، نشرت صحيفة “ستار” التركية حوارًا مع سيدة تركية تعرّضَت لاعتداء من قِبل محتجين لكونها محجبّة، وتحدَّث عنها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان، قائلاً: “لقد سَحَلُوا عروس أحد أقربائي”. ولفتت الصحيفة إلى أنّ السيدة (ز.د) رفضت الكشف عن اسمها لدواعٍ أمنية، حيث التقتها وبرفقتها طفلها البالغ 6 أشهر، الأربعاء الفارط، بعدما تقدّمَت بشكوى رسمية بشأن الاعتداء الّذي تعرّضَت له في مدينة اسطنبول. وقالت: “هل تعلمين أنّ المحتجين لم يرأفوا حتّى بطفلي”. كما لفتت الكاتبة الّتي أجرت الحوار إلى تعرّض شقيقة الصحفية “زينب جيلان”، من صحيفة “بوغون” التركية، لاعتداء في مترو الأنفاق لكونها محجّبَة، حيث تعرّضَت للركلات والصفعات، ووجّهت إليها شتائم، فيما قال المهاجم: “أنا أخوض الحرب ضدّ الحشرات من أمثالكم”، الأمر الّذي انتقل للقضاء. إضافة لحادث آخر، تمّ فيه الاعتداء، من مجموعات مؤيّدة لاحتجاجات ساحة تقسيم، على رئيس بلدية منطقة غونغوران في اسطنبول، عبد اللّه باشتجي، من حزب العدالة والتنمية، عبر طعنه بسكين في العنق. يُذكَر أنّ موجة المظاهرات الّتي تجتاح عدّة مدن تركية قد تحوّلَت للعنف ورفض الآخر، وابتعدت عن مجرد مظاهرة ضدّ اقتلاع 13 شجرة من حديقة لإعادة بناء قلعة عثمانية قديمة، وتخطّت الدعوة لإسقاط رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، ووصلت لحدّ الاعتداء على المحجبات والمساجد وشرب السجائر والخمور بها، بل العداء للعرب عمومًا، والسوريين خصوصًا، بما يظهر قومية وعنصرية مقيتة.