تجري مباراتا الدور نصف النهائي لكأس الجزائر، اليوم وغدا، بملعبي أول نوفمبر بتيزي وزو وملعب بولوغين بالجزائر العاصمة، مع إجراء مباريات الجولة ال25 للرابطة المحترفة الثانية بمختلف الملاعب. ومباشرة بعد نهاية هذه المواعيد، ستتوقف جميع النشاطات الرياضية في كل التراب الوطني قبل استئنافها من جديد بعد ثلاثة أسابيع بقرار من الوزارة بالتشاور مع مختلف الاتحاديات، بدعوى أن الجزائر تستعد لانتخاب رئيسها الجديد يوم 17 أفريل. رأت السلطات العليا للبلاد ضرورة تأجيل جميع النشاطات إلى غاية نهاية هذا الموعد السياسي لاستغلال المواعيد الرياضية للترويج للخطابات السياسية وخدمة مصالح مرشحين بعينهم على حساب مرشحين آخرين. وقد خلّف قرار التأجيل استياء جميع أندية كرة القدم، خاصة التي تنشط في الرابطة الأولى المحترفة، لأنها ستجبر على الركون إلى الراحة لفترة مدتها 27 يوما بالتمام والكمال، مادام أن لقاءات الجولة الرابعة والعشرين جرت يوم 22 مارس الماضي، مع تحديد تاريخ 19 أفريل المقبل موعدا لإجراء مباريات الجولة الخامسة والعشرين، حسب ما نشرته الرابطة المحترفة في بيان رسمي على موقعها الالكتروني. ويعتبر قرار توقيف البطولة سابقة، لأنه لا توجد أي بطولة أخرى في العالم تتوقف عن النشاط طوال هذه المدة، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم الجاري 2013 / 2014، بدليل أنه لم يعد يفصلنا سوى ست جولات فقط عن تحديد البطل وهوية الأندية التي تسقط إلى الرابطة الثانية. المعارضون للعهدة الرابعة يستنفرون السلطات ويبقى السبب الحقيقي الذي يقف وراء اتخاذ قرار تأجيل جميع النشاطات الرياضية إلى غاية نهاية إجراء الانتخابات الرئاسية، يوم 17 أفريل المقبل والإعلان عن النتائج الرسمية، هو خوف السلطات العمومية من استغلال النشاطات الرياضية لرفع شعارات معارضة للعهدة الرابعة، بدليل ما حصل في بعض الملاعب في الجولات السابقة عندما رفع أنصار بعض الأندية شعارات سياسية مناهضة للنظام. وعرف، على سبيل المثال، ملعب بن ساسي بمروانة، يوم الجمعة الماضي، عند احتضانه لمواجهة الأمل المحلي أمام الضيف نصر حسين داي لحساب الجولة الرابعة والعشرين من الرابطة المحترفة الثانية، رفع الأنصار لشعارات وترديدهم لأهازيج ضد مدير حملة المترشح بوتفليقة الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، وتلقى الشخصية نفسها وابلا من الشتائم في المباراة المتأخرة للرابطة المحترفة الثانية بين شباب باتنة والضيف وداد تلمسان، بملعب أول نوفمبر. ولم يقتصر الأمر على الرابطتين المحترفتين، بل تعدى ذلك للأقسام الهاوية، مثلما حصل في المباراة المحلية التي جمعت بين جمعية عين مليلة ومولودية قسنطينة بملعب الإخوة دمان ذبيح بعين مليلة، وهو ما جعل السلطات تقدر بأن الحل يتمثل في ضرورة تفادي الدخول في متاهات لا تحمد عقباها، خاصة مع خروج بعض الحركات الاحتجاجية إلى الشارع من أجل التعبير عن رفضها لترشح بوتفليقة لعهدة رابعة سواء في الجزائر العاصمة أو حتى المدن الداخلية. الملاعب تتحوّل إلى كابوس للسلطات كانت السلطة عندما تقترب المواعيد الانتخابية في السنوات الماضية، مثلما حصل مثلا في الاستحقاقات الرئاسية سنة 2009 حيث كانت تستغل الملاعب الرياضية من أجل تمرير رسالتها وإقناع الآلاف من الأنصار بمرشحها الرئيس بوتفليقة، عندما كان يتعمد رؤساء بعض الأندية وضع شعارات في الملاعب للترويج لترشح بوتفليقة وتدعوه لعهدة ثالثة، ولكن هذه المرة اختلفت المعطيات، ومثلما يقول المثل “انقلب السحر على الساحر”، وباتت الآن السلطة تخاف وتهاب الملاعب، لأنها تعلم جيدا درجة الاحتقان التي وصلت إليها المدرجات، بدليل تطور أحداث العنف التي شهدتها كثير من المباريات في الجولات القليلة الماضية، مثلما حدث في لقاء شباب عين الفكرون أمام شباب قسنطينة أو “داربي” مدينة بجاية بين الشبيبة والمولودية المحليتين أو حتى في مواجهة اتحاد حجوط أمام اتحاد بلعباس. “الفاف” حرمت الأندية من المشاركة القارية بسبب التأجيل أصرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في بداية الموسم على حرمان الأندية الأربعة (وفاق سطيف – إتحاد الحراش – إتحاد العاصمة – شباب قسنطينة) من المشاركة في المنافسات الإفريقية، بسبب رفضها تأجيل مباريات البطولة المحلية، من خلال مطالبة هذه الأندية الراغبة في لعب منافستي رابطة الأبطال وكأس الكونفيدرالية الإفريقية بالإمضاء على تعهد رسمي بعدم التقدم بطلب تأجيل أي مباراة في البطولة المحلية، وهو الشرط الذي كان وراء انسحاب كل من اتحاد الحراش في رابطة الأبطال واتحاد العاصمة من المنافسة الثانية، مع موافقة الفريقين الآخرين وفاق سطيف وشباب قسنطينة على المشاركة، بالرغم من أن قوانين “الكاف” واضحة في المادة التاسعة من الفقرة الخامسة التي تؤكد أنه في حال تزامن تاريخ إجراء مباراة في المنافسة القارية مع مباراة في البطولة المحلية، فإن الأولوية تعطى للمنافسة الإفريقية، ولكن الفاف داست على القوانين بطريقتها الخاصة، قبل أن تستجيب في النهاية لتعليمات من السلطات بتوقيف المنافسة المحلية لمدة تتجاوز ثلاثة أسابيع لإنجاح تمرير حقنة “العهدة الرابعة”.