وسط الاستعدادات الحربية التي تعدها تركيا للتدخل البري في سوريا، تتصاعد العديد من الشائعات والتوقعات بين المُحللين الاستراتيجيين ووسائل الإعلام التي تتحدث أغلبها بعيداً عن الواقع، وفي تصدٍّ لمثل هذه الشائعات والتحليلات الخاطئة. ونشر موقع "هافنغتون بوست" في نسخته العربية تحليلاً عسكرياً دقيقاً نقلا عن صحيفة "ساوث فرونت" ، طرحت فيه دراسة كاملة عن استعدادات تركيا العسكرية للعملية، وذلك بعد التصريحات الأخيرة للحكومة التركية تضمنت تلميحاً إلى نواياها بالاستعداد للتدخل العسكري في لسوريا الذي تدعمها فيه السعودية، وذلك حتى تستعيد الاستقرار الغائب عن سوريا، واستعادة الأمن العام الداخلي بتركيا أيضاً بعد سلسلة من التفجيرات شهدتها أنقرة وإسطنبول.
واضافت الصحيفة أن أنباءٌ غير مؤكدة تشير إلى أنه تم نشر عناصر الجيش التركي الثاني على الحدود الجنوبية السورية، وهذا الجيش سيكون نواة أي تدخل عسكري. كما سيكون مسؤولاً أيضاً عن الدفاع عن جنوب غربي تركيا. مقر القيادة العسكرية للجيش التركي الثاني الذي يقع في "مالاطيا"، وهو يتكون من 100 ألف جندي على الأقل.
ويتكون الجيش من 3 ألوية، هي على الترتيب: اللواء الرابع، اللواء السادس، اللواء السابع، ويتكون من الوحدات التالية: (فرقة المشاة التكتيكية الثالثة - فرقة المشاة الميكانيكية 28 - فرقة المدفعية 58 - فرقة الكوماندوز الأولى - فرقة الكوماندوز الثانية - فرقة المدرعات الخامسة - فرقة المشاة المُعززة بالماكينات الحربية 39 - فوج المدفعية 106- فرقة حرس الحدود ال34 - فرقة المشاة المُعززة بالماكينات الحربية 17 (ديار بكر) - فرقة المدرعات 20 - فرقة المشاة المُعززة بالماكينات الحربية 70 - فرقة المدرعات 172 - فرقة المشاة المُعززة بالماكينات الحربية الثانية - فرقة المشاة المُعززة بالماكينات الحربية السادسة - فرقة الكوماندوز الثالثة - فوج المدفعية 107).
ومازال غير معروف كم عدد العناصر التي ستنضم إلى القوات المرابطة على الحدود، ولا عدد العناصر الحربية التي ستستعد بها تركيا، لكن هناك العديد من فرق الكوماندوز، وفرق المشاة المُعززة بالماكينات الحربية التي يمكن أن يتم نشرها في أية وقت وإضافتها إلى القوات الموجودة، بالإضافة إلى المُدرعات وقوات المدفعية.
فالهدف الاستراتيجي الأكثر وضوحاً من التدخل العسكري التركي في سوريا هو ضمان "منطقة آمنة" كبيرة للمدنيين وقوى المعارضة في شمال سوريا. كما تهدف الخطة إلى فصل قوات وحدات حماية الشعب الكردية في شمال غرب سوريا عن قوات وحدات حماية الشعب الكردية المتمركزة في شمال شرق سوريا، بمدينة جرابلس تحديداً، فالحكومة التركية تسعى لضمان عدم سيطرة قوات وحدات حماية الشعب الكردية على كافة المناطق التي يهيمن عليها الكرد في المنطقة الواقعة على طول الحدود، وقد نجحت وحدات الحماية الكردية مؤخرًا في شن هجمات ضد "داعش" في تلك المنطقة الفاصلة بين مناطق سيطرتهم.