تدخلت مصالح الحماية المدنية، بوهران، لإنقاذ 300 قارب صيد بالمسمكة الرئيسية بميناء وهران، جراء الأمطار الغزيرة التي تساقطت على الولاية في 24 ساعة الماضية، وارتفاع أمواج البحر إلى 10 أمتار، جراء قوة الرياح، فيما اجتاحت السيول 6 بيوت بتلمسان، استدعت تدخل الحماية المدنية لشفطها. بينما أقدم سكان بالبليدة على غلق طريق السكة للمطالبة بترحيلهم وإنقاذهم من خطر الفيضان الذي يهددهم. ففي ولاية وهران، تمكنت فرقة الغواصين والتدخل البحري السريع التابعة لمصالح الحماية المدنية، من إنقاذ أكثر من 300 قارب صيد بالمسمكة الرئيسية للميناء، كادت السيول أن تجرفها بعد أن تركها أصحابها على رصيف الميناء، في ظل تساقط الأمطار التي بلغت نسبتها 40 ملم، موازاة مع سرعة الرياح التي فاقت ال60 كلم في الساعة. وهو ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لإنقاذ بقية القوارب. علما أن المهمة كانت جد صعبة ومرهقة للغطاسين المحترفين. وكانت الأوضاع ستكون مأساوية صبيحة أمس، حسب مصدر من الحماية المدنية، الذي أوضح ل"الخبر" أن أغلب الصيادين لم يقوموا بالإجراءات الوقائية؛ من ربط وتحييد قواربهم على مستوى الرصيف "أ" و"ب". وهو ما سهّل من تحرك القوارب وهبوطها في الحوض المتاخم للرصيف، فضلا عن ضياع زوارق أخرى في عرض البحر الهائج، جراء الرياح القوية التي امتدت من خليج بني صاف إلى غاية التنس بالشلف. كما تسببت الأمطار الغزيرة في غلق أغلبية الطرقات والأنفاق على غرار أنفاق حي جمال الدين والصديقية ويغمراسن، فضلا عن إحداث حالة فزع وخوف وسط سكان شوارع وأحياء معسكر وتلمسانوالمدينة الجديدة والكميل والحمري ومديوني وكذا قمبيطة، خوفا من انهيار سكناتهم الهشة بعد أن غمرتها مياه الأمطار التي غمرت أيضا المدخل الرئيسي للمنطقة الصناعية بأرزيو، وكذا مفترق الطرق الدائري القريب منه. وفي سعيدة، انكسرت، أمس الأربعاء، إحدى دعائم عمارة بحي 5 جويلية، وبالتحديد بالشطر 15 وسط مدينة سعيدة. الأمر الذي خلّف هلعا وذعرا كبيرين لدى سكان العمارة، الذين تنقل بعضهم باتجاه الأقارب خوفا من تطور الوضع، مع استمرار تهاطل الأمطار التي كانت أحد أسباب تضرر العديد من سكنات العمارة تحت طائلة التشققات، حسبماعايننة "الخبر" في عين المكان. وحسب المواطنين، فإن هذا المشكل تعاني منه العمارة منذ مدة طويلة، نتيجة الأشغال غير المتقنة بحي 5 جويلية الذي تم تسليمه سنة 2003. مشددين على مخاوفهم من عواقب استمرار تساقط الأمطار منذ بداية الأسبوع الجاري، والتي أثرت بشكل بالغ على إحدى دعائم العمارة المتضررة من كل النواحي. مستشهدين على ذلك بالتشققات التي طالت بعض السكنات. وهو ما استدعى تدخل مصالح الأمن والحماية المدنية التي أحاطت الموقع خوفا من حدوث أي طارئ . وفي تلمسان، غمرت مياه الأمطار 6 منازل بقرية "السواني" الحدودية، دون أن تخلّف خسائر بشرية. وهو ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لنجدة ساكنيها. كما شهدت شوارع باب وهران والكدية وبودغن بوسط المدينة، سيولا من المياه عرقلت حركة المرور، استدعت الاستنجاد بمصالح الحالة المدنية لشفطها. وفي برج بوعريريج، تسبب التساقط الكثيف للبرد في فيضانات عبر الشوراع الرئيسية خاصة في وادي لاغراف. ما أثار هلع المواطنين وتسبب في غلق الطرقات وعرقلة حركة المرور. كما تسبب البساط الأبيض الذي تجاوز سمكه 10 سنتمترات في حوادث سقوط الشيوخ والأطفال، خاصة وأنه تزامن مع خروج الأطفال من المدارس. وبتيبازة، تكرر سيناريو اجتياح الطمي للطريق الوطني رقم 11، بالقرب من النقطة الدائرية على مستوى بلدية خميستي، حيث تدخل عمال الصيانة لإبعاد أكوام الطمي، فيما تسبب انسداد بالوعة في فيضان الطريق ذاته، بالمدخل الغربي لبواسماعيل، ولم تتدخل مصالح البلدية لتسريحها رغم شكاوى السكان الذين حمّلوا إحدى المقاولات المكلفة بإنجاز فندق، بتفريغ الإسمنت المسلح عبر الطريق، ليجد طريقه إلى البالوعات. وباشرت السلطات أشغال مشروع حماية الطريق الوطني رقم 67 على مستوى مدخل حي طيب الجغلالي الذي اجتاحت الفيضانات الجزء العلوي منه. فيما استنكر السكان تماطل السلطات في تهيئة الوادي العلوي للحي الذي يفيض بالسيول المحملة بالطمي، لتجد طريقها إلى السكنات المحاذية والطريق الوطني. كما انغمر الطريق الاجتنابي العلوي على مستوى النقطة الدائرية تيبازة وشنوة الناظور، والطريق السريع بالسيول بعاصمة الولاية. ما صعّب من حركة المركبات.. فيما غمرت أكوام الطمي من الأراضي الفلاحية الطريق الاجتنابي الرابط بين منطقة شنوة وبلدية الناظور، مشكلة خطرا على مستعمليه، خاصة في ظل غياب إشارات المرور الأفقية والعمودية. وحذر مواطنون من حجوط من تداعيات ترك وادي مراد ممتلئا بأكوام بقايا التجارة الفوضوية، وهو ما قد يتسبب في فيضانه في أية لحظة. وفي البليدة، أقدم، أمس، سكان بالحي الفوضوي المتاخم لطريق السكة الحديدية، على قطع الطريق ومنع سير القطارات، بعد تسرب مياه الأمطار إلى سكناتهم الهشة، وكذا قطع الكهرباء عن غالبية السكان، حيث قضوا، حسبهم، ليلة ظلماء. ويتوقع أن يتواصل الاضطراب الجوي اليوم وغدا الجمعة، على أن تكون حدته أقل غدا، ليعود الصحو بشكل كلي بدءا من السبت. بينما تتوقع مصالح الأرصاد الجوية حدوث اضطراب جوي جديد يوم الأربعاء المقبل. وحسب المعلومات الأولية بشأنه، فإن الاضطراب الجديد سيكون محملا بالأمطار وانخفاض في درجة الحرارة، وقد تستمر مدته إلى أربعة أيام.