تكشف التطورات العسكرية الأخيرة في ليبيا عن تورط مباشرة لقوات ودول غربية وعربية في المشهد الليبي، خاصة لجهة دعم قوات حفتر ومحاولة دفعه الى الحسم العسكري السريع والسيطرة على العاصمة طرابلس، وهو ما يزيد في تعقيد الأوضاع والأزمة الليبية ويرهن قرار الحرب والسلم خارج يد الأطراف الليبية . لكن الحكومة الايطالية سارعت الى نفي تورط قواتها في العمليات العسكرية الجارية حول العاصمة طرابلس، والتي تشهد معارك عنيفة منذ عدة أسابيع بين قوات موالية للجيش الوطني الليبي وقوات موالية لحكومة الوفاق.ونشرت وزارة الدفاع الإيطالية بيانا زعمت فيه القوات الايطالية التي كشف عن وجودها في ليبيا لا تقوم بعمليات قتالية ، وانما تقوم بتقديم الدعم للسكان الليبيين والوسائل المستخدمة في مهام البحث والإنقاذ"، وكشفت عن وجود "سفينة الدعم اللوجستي في طرابلس ، لا تشارك مطلقًا في الاشتباكات الجارية حاليًا في ليبيا، لكنها تعمل الوحدة في انسجام مع خطوط العمل التي قررتها الأممالمتحدة بمهام واضحة ذات طبيعة إنسانية بحتة ودعم فني للصيانة ، وتقوم بأنشطة الدعم الصحي والإنساني للسكان الليبيين في المستشفى الميداني في مصراتة ،حيث أجرت 1800 عملية جراحية وأكثر من 900 عملية جراحية لصالح المدنيين، إلى جانب أنشطة الصيانة أيضًا لصالح المركبات الليبية المشاركة في مهام البحث والإنقاذ". لكن وزارة الدفاع الأميركية أقرت في المقابل بتحركات أمريكية في ليبيا لصالح قوات حفتر تحت غطاء مكافحة الإرهاب،وقالت المتحدث باسم البنتاغون لشؤون شمال أفريقيا، تريش كانديس، أن" البنتاغون يدعم عمليات محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة والقضاء عليها، وهو الهدف الرئيسي الذي ينبغي القيام به في ليبيا، لأجل ترسيخ الديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة"،وأوضحت كانديس، أن "البنتاغون سيدعم أي قوة في ليبيا تعمل على الإرهاب، وإيجاد حل سلمي لأزمة ليبيا، وأشارت أن واشنطن ترعى هذا الموضوع في الوقت الحالي بإدارة وزارة الدفاع الأمريكية"، وهو ما يفسر الاتصال الأخير للرئيس ترامب مع حفتر، وإعلانه دعمه له . وقبل ذلك تم الكشف عن مجموع من عملاء المخابرات الفرنسية كانوا في مهمة مساعدة استخباراتية لدعم قوات حفتر عشية هجومها على العاصمة طرابلس،قبل ان يتم توقيفهم في المعبر الحدودي الليبي التونسي في طريق عودتهم بعد انتهاء مهمتهم، كما كانت حكومة الوفاق الوطني برئاسشة فايز السراج ، قد كشفت عن وجود قوات ودعم مصري واماراتي لقوات حفتر. وعلى الصعيد الانساني أعلنت منظمة الصحة العالمية فرع ليبيا ان المواجهات الدامية التي يشهدها محيط العاصمة طرابلس منذ الرابع أبريل الماضي ر بين قوات الجيش الوطني والقوات التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا ،سفرت عن مقتل 275 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 1.2 ألف شخص بجروح، كما علن عن مغادرة أغلب موظفي الأممالمتحدة ليبيا عبر مطار معيتيقة. بحسب ما أعلنت عنه غرفة عمليات طرابلس التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية . وأخفقت الأممالمتحدة ومجلس الأمن في اتخاذ أية خطوة لفرض وقف الاقتتال ، وعلقت المندوبة البريطانية الدائمة لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة السفيرة كارين بيرس مشروع القرار البريطاني حول ليبيا، والذي يقضي بإيقاف التصعيد والتزام وقف إطلاق النار في ضواحي العاصمة طرابلس،وفشلت بريطانيا عدة مرات في تمرير هذا المشروع، بعد رفضه من قبل روسيا، وإنضمام أمريكا مؤخراً للرافضين للمشروع، وهو ما فهم منه تخلي اللاعبين الرئيسيين عن حكومة الوفاق المدعومة من الأممالمتحدة.