تنعقد اليوم وغدا بمكةالمكرمة القمة العادية 14 لمنظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة 57 دولة، تحت شعار: "قمة مكة.. يدا بيد نحو المستقبل"، وتتناول اجتماعاتها أهم الملفات في العالم الإسلامي، والأزمات والتطورات الجارية في المناطق العربية والإفريقية والآسيوية. ومن أبرز الملفات التي تخيم على القمة: التوترات الخليجية الإيرانية وخطة السلام التي تعتزم الولاياتالمتحدةالأمريكية الإعلان عنها في جوان المقبل. إذ تأتي هذه القمة الإسلامية عقب قمتين طارئتين خليجية وعربية دعت إليهما السعودية لتباحث الأوضاع، وذلك في ظرف خاص يطبع المنطقة في ظل التوتر الحاصل بين السعودية وإيران، بعد الهجمات التي تعرضت لها محطتا ضخ نفط سعودية من قبل جماعة الحوثي، والاعتداء على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات.
الاجتماع التمهيدي لوزراء خارجية دول المنظمة وفي كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر التحضيري لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بجدة مساء الأربعاء، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين أن القضية الفلسطينية هي قضية العالم الإسلامي المركزية، مشيرا إلى أن هذه القضية طال أمدها بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي وإمعانه في الاستهتار بقرارات الشرعية الدولية. وطالب الدول الإسلامية بمزيد من التنسيق والتشاور وتضافر الجهود من أجل صياغة موقف دولي ضاغط باتجاه تكريس إرادة السلام، ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي تتفاقم وتتزايد. وقال إن منظمة التعاون الإسلامي تتابع عن كثب الملفات المتعلقة باليمن والصومال وليبيا وسوريا وأفغانستان ومالي والسودان والجزائر وغينيا ونيجيريا والنيجر وسيراليون وجيبوتي وجزر القمر وأفريقيا الوسطى وغيرها من الدول. وأضاف أن "التطرف والإرهاب من أكبر المخاطر التي تهدد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم وتستهدف تقويض تماسك مجتمعاتنا وتعطيل نمو بلادنا واستنزاف طاقاتها ومقدراتها"، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى ما تسببت به هذه الآفة من دمار وخسائر فادحة في الأرواح وتشويه للدين الإسلامي "فإننا نجدد التأكيد على أهمية تنسيق جهودنا في مكافحتها والتصدي لكل أشكالها، وفق استراتيجية شاملة تأخذ في الاعتبار كل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والفكرية المرتبطة بالإرهاب والتطرف والأسباب المؤدية له والمشجعة عليه". ودعا الدول الإسلامية إلى العمل بكل حرص من أجل المساهمة في تخليص المنطقة من الأزمات وحالة الاضطراب واستعادة السلام والاستقرار وتمكين الشعوب الإسلامية من تحقيق تطلعاتها في العيش الكريم في كنف الأمن والتقدم والازدهار، مؤكدا أن هذا لن يتحقق إلا في إطار من التعاون والتضامن بين جميع البلدان الإسلامية وبالاعتماد على ما يجمعها من قيم نبيلة وروابط حضارية ومصالح مشتركة. من جهته قال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف بعد تسلم بلاده رئاسة دورة المنظمة "إنَّ عالمنا الإسلامي يمرّ بتحديات أخطرها التدخل بشؤونه الداخلية، حيث تواجه أمتنا الإسلامية تحديات في سوريا وليبيا والصومال وغيرها من الدول"، كما دعا إلى رفض ما وصفها بالتدخلات الإيرانية في المنطقة، وأكّد أنَّ "المملكة العربية السعودية تولي اهتمامًا كبيرًا للاستقرار في اليمن الشقيق، وتأسف لاستمرار الانقلاب على السلطة الشرعية من قبل الحوثيين بدعم من إيران الذي يعد مثالاً واضحًا على استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية في الدول، وهو الأمر الذي يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي لتعارضه مع ميثاقها ومع المواثيق الدولية".
بدوي يمثل الجزائر وحل أمس الوزير الأول نور الدين بدوي بجدة للمشاركة في أشغال القمة العربية الطارئة وكذا الدورة 14 لقمة منظمة التعاون الإسلامي، ممثِّلاً لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح. من جهتها شاركت إيران في القمة بأقل مستوى من خلال الأمين العام لوزارة خارجيتها، لعدم تلقيها دعوة رسمية، في ظل قطع العلاقات بين طهرانوالرياض منذ 2016. بينما حضرت قطر، ممثَّلةً برئيس وزرائها عبد الله بن ناصر آل ثاني، في القمم الثلاث، في أول تمثيل قطري رفيع المستوى بين البلدين منذ المقاطعة التي قادتها الرياض ضد الدوحة قبل عامين. للتذكير تأسست منظمة التعاون الإسلامي في 25 سبتمبر 1969، تضم 57 دولة، وتعتبر ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأممالمتحدة، وذلك باشتمالها على أكثر من مليار وربع مليار نسمة هو عدد المسلمين في العالم.