عطاف يجري بإسطنبول محادثات ثنائية مع نظيره الماليزي    افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول التعارف الإنساني وأثره في إرساء العلاقات وتحقيق التعايش    حادث ملعب 5 جويلية: وفد وزاري يقف على الوضعية الصحية للمصابين    البرلمان العربي يثمن جهود الاتحاد البرلماني العربي بقيادة الجزائر في دعم القضايا العربية    إيران تدعو إلى عقد جلسة "طارئة" لمجلس الأمن الدولي على خلفية الهجمات الأمريكية التي استهدفت أراضيها    الجوية الجزائرية للشحن مُستعدة للتكيّف    بداري يشرف على اجتماع تنسيقي    شايب يستعرض مختلف التدابير والإجراءات التحفيزية    استعراض رؤية الجزائر وتجربتها الرائدة    عطّاف يحذّر من حرب مفتوحة    التلفزيون الجزائري يعرض فيلم الاغتيال    الاتصالات الفلسطينية: عودة تدريجية لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة بقطاع غزة    بلايلي يكتب التاريخ    فريقان يحسمان تأهلهما إلى ثمن النهائي    اتحاد العاصمة يغرق    وزير الداخلية يُحذّر..    توقيف مشعوذ بالجلفة    فرق الدي جي حاضرة في الأعراس الجزائرية    هذا موعد انطلاق إنجاز الحوض الثالث بالميناء    الجزائر.. عاصمة للثقافة الحسانية    قسنطينة: إقبال لافت للجمهور على التظاهرة الثقافية "ليلة المتاحف"    احذروا الغفلة عن محاسبة النفس والتسويف في التوبة    رزيق يدعو إلى اكتساح السوق الإفريقية    وفد وزاري يزور المصابين في حادث ملعب 5 جويلية    الصالون الدولي للتجارة الافريقية البينية فرصة لعقد الشراكات : رزيق يدعو اكتساح السوق الإفريقية    سكيكدة: افتتاح فعاليات "لقاء روسيكادا السينمائي" في طبعته الأولى    نشر فاضح للمشاكل الزوجية على منصات التواصل    كيليا نمور تهدي الجزائر ذهبية ثانية    التعبئة الاجتماعية درع الجزائر في وجه المؤامرات    إيران تواصل الرد الحازم على العدوان الصهيوني    الرابطة الأولى موبيليس: مولودية الجزائر تتوج باللقب و نجم مقرة يرافق اتحاد بسكرة الى الرابطة الثانية    الكيان الصهيوني يواصل حصار غزّة وعزلها عن العالم    إجراءات عملية لإعادة بعث مشروع مصنع الإسمنت    توطيد التعاون الجزائري - المصري في المجال الديني    العلاقات الاقتصادية الجزائرية - العمانية واقع ملموس    الجزائر تنضم إلى الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني    شكاوى المرضى في صلب عمل لجنة أخلاقيات الصحة    الجماهير تختار محرز أفضل لاعب في دوري أبطال آسيا    انتقاء تشكيلة البطولة العربية في موعد بوسعادة    مضوي يودّع الفريق ويشكر المجموعة على ما قدمته    طقوس فريدة تميّز المجتمع العنابي    مذابح ماي 1945 لم تكشف بعد عن كل أسرارها    ''التويزة".. فعل تضامني متجذر بين سكان الأوراس    أمراض الصيف خطيرة والتحلي بالوعي الصحي كفيل بتجنبها    السيد شايب يشارك في ندوة حول موضوع "الاستثمار بالجزائر"    افتتاح تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية" بالعاصمة    الجوية الجزائرية للشحن مستعدة للتكيف مع متطلبات التصدير    مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي: عطاف يشارك في جلسة الافتتاح    وزير الداخلية: تخصيص أكثر من 7 مليارات دينار لتهيئة وإعادة تأهيل الفضاءات الشاطئية    التعبئة العامّة.. خطوة لا بد منها    سياسات رئيس الجمهورية ضامن لبسط دولة الحق والقانون    تحضيرات مسبقة لموسم حج 2026    انطلاق الحملة الوطنية لتدعيم تلقيح الأطفال    تكريم الممثلة الجزائرية رانيا سروتي    حملة وطنية لتدعيم عملية تلقيح الأطفال الأقل من 6 سنوات ابتداء من الأحد المقبل    فتاوى : الهبة لبعض الأولاد دون البعض    فعل الخيرات .. زكريا عليه السلام نموذجا    هذه أسباب زيادة الخير والبركة في البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف غيرت الهجرة وجه بريطانيا؟
نشر في الخبر يوم 22 - 01 - 2020


BBC
تشير الإحصاءات إلى أن واحدا من كل سبعة من الذين يعيشون في بريطانيا اليوم ولدوا خارج البلاد.
أغلبية هؤلاء ولدوا في دول غير أوروبية، وفي غالبية الأحيان في دول تتمتع بعلاقات تاريخية مع بريطانيا.
فمسقط رأس نحو 3 ملايين من المهاجرين - أي حوالي ثلث عدد المهاجرين الإجمالي - بلد من بلدان الكومنولث كالهند وجامايكا وأستراليا ونيجيريا.
BBC
ومسقط رأس 3,5 ملايين من المهاجرين الآخرين إحدى دول الإتحاد الأوروبي، وهو عدد تسارع ازدياده منذ عام 2001 ليتجاوز عدد المهاجرين من الدول الأخرى نظرا لتطبيق مبدأ حرية التنقل بين دول الإتحاد.
ويشمل عدد المولودين خارج بريطانيا بعض المواطنين البريطانيين أيضا. ويصبح عدد كبير من المهاجرين مواطنين بريطانيين في نهاية المطاف، أما عن طريق الإقامة المطوّلة أو الأواصر الأسرية.
ويشمل العدد أيضا أولئك الذين يولدون خارج البلاد لوالدين بريطانيين، كرئيس الحكومة الحالي بوريس جونسون، الذي ولد في الولايات المتحدة، والممثلة إيما واتسون المولودة في فرنسا.
ديموغرافيا متغيرة
أدى النمو السريع لحركة الهجرة من دول الإتحاد الأوروبي إلى تغيرات كبيرة في بعض المدن التي تسكنها تقليديا أعداد صغيرة من المهاجرين، في منطقة مدلاند في انجلترا ومقاطعة ويلز على سبيل المثال، التي شهدت تغيرات سريعة جديدة في طبيعتها السكانية.
ولكن هذا لا ينطبق على كل مناطق البلاد، التي ازدادت نسبة المهاجرين في العديد منها، شهدت مناطق قليلة معظمها نائية أو ساحلية تناقصا في عدد المهاجرين.
وجاء في تقرير أصدره مستشار الحكومة لشؤون الهجرة أن القادمين من دول الإتحاد الأوروبي يعدّون في غالبية الأحوال مساهمين إيجابيين في الخدمات العامة في بريطانيا. كما يقال إن تأثيرهم على انخفاض الرواتب والأجور صغير. أما تأثيرهم على أسعار المنازل فليس جازما.
ستتوقف حرية تنقل المواطنين الأوروبيين إلى بريطانيا لحظة خروج البلاد من الإتحاد الأوروبي، ولكن الحكومة وعدت باستحداث نظام هجرة جديد "يعتمد منح نقاط على النمط الأسترالي"، وتقول إن النظام الجديد سيكون مصمما لإجتذاب العاملين ذوي المهارات المتقدمة الذين تحتاجهم البلاد، والاحتفاظ بهم.
العمالة
يشكّل المهاجرون أكثر بقليل من 15 في المئة من القوة العاملة البريطانية.
وينخرط هؤلاء في شتى القطاعات ويتمتعون بدرجات متفاوتة من الخبرات والمهارات، ولكن بعض المهن - كالبناء والصناعة والضيافة - أصبحت أكثر اعتمادا على المهاجرين حسب ما يقول مرصد الهجرة التابع لجامعة أوكسفورد.
ويعد نظام التأمين الصحي في إنجلترا من قطاعات الخدمات العامة المهمة التي تعتمد من أمد بعيد على الأطباء والممرضات والموظفين الصحيين وعمال الصيانة الأجانب.
BBC
وطالما حذّر خبراء الشؤون الصحية من خطورة تحديد أسواق العمالة الأجنبية على جهود ملء الوظائف الشاغرة في المستشفيات ودور العناية بالمسنين.
ولكن الحكومة تقول إنها بصدد وضع خطط من شأنها تسهيل استقدام المهاجرين للعمل في نظام الضمان الصحي.
اللجوء
بإمكان أي شخص أن يطلب حق اللجوء في بريطانيا، ولكن عليه - أو عليها - أن يدخل البلاد أولا.
ونجح 26,441 في ذلك في سنة 2018، وهي آخر سنة تتوفر لها أرقام رسمية. ولا يُمنح إلا ثلث طالبي اللجوء هذا الحق مبدئيا، ولكن يمكن للمرفوضين أن يستأنفوا القرارات الصادرة بحقهم أمام القضاء.
BBC
وتوفر الحكومة لطالبي اللجوء سكنا ومصروفا صغيرا لحين صدور قرارات بشأن وضعهم النهائي.
يذكر أن مخاوف من التوزيع غير المتكافئ لطالبي اللجوء بين مناطق البلاد المختلفة قد أثيرت مرات عديدة في السابق، وجاء في أحد التقارير التي أعدتها لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم أن "ثمة تجميع لطالبي اللجوء في أكثر مناطق البلاد فقرا وحرمانا."
ولكن، وإضافة إلى إلتزاماتها الدولية تجاه طالبي اللجوء، لعبت السلطات المحلية في مناطق البلاد المختلفة دورا مهما في إيواء اللاجئين السوريين ال 20,000 الذين وعدت بريطانيا باستضافتهم.
وجرى توزيع طالبي اللجوء السوريين بطريقة "أكثر عدلا ومساواة"، إذ استضافت ثلثا المجالس البلدية في انجلترا وكل المجالس في إسكتلندا لاجئا واحدا على الأقل.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المرّات الخمس التي غيرت فيها الهجرة شكل بريطانيا
Getty Images
حوّلت الهجرة وجه بريطانيا إلى حد بعيد منذ الحرب العالمية الثانية.
كانت نسبة المهاجرين أو المولودين خارج البلاد بعيد الحرب مباشرة لا تتجاوز 1 إلى 25، أما الآن، وكما هو مذكور آنفا، فالنسبة تبلغ 1 إلى 7 تقريبا.
ولعبت أحداث ومناسبات عدة دورا في هذا التغيّر في عدد الوافدين الإجمالي، نذكر خمسة منها أدناه:
1948: جيل "السفينة ويندراش"
بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، استثمرت بريطانيا بقوة في مشاريع البنى التحتية العمومية، فأعيد بناء المدن المتضررة جراء القصف الجوي الألماني، ووسّعت شبكات النقل، واستحدث نظام التأمين الصحي المعمول به حاليا. وكان ينبغي إيجاد عاملين لملء الوظائف الشاغرة في هذه المجالات وغيرها.
كانت فرص العمل وفيرة، ولذا جاء الناس من شتى دول الكومنولث إلى بريطانيا للمساعدة في ملء الوظائف الشاغرة.
وكان من أوائل القادمين في عام 1948 حوالي 500 من سكان منطقة البحر الكاريبي، وصلوا إلى البلاد على ظهر سفينة النقل العسكرية السابقة "أمباير ويندراش". عُرِف هؤلاء وموطنيهم ال 300,000 الذين وفدوا بعدهم في السنوات العشرين التالية بإسم "جيل ويندراش".
إضافة إلى القادمين من الكاريبي، قدم إلى بريطانيا نحو 300,000 وافدا من الهند و140,000 من باكستان وأكثر من 170,000 من شتى الدول الإفريقية.
كما وفدت إلى بريطانيا أعداد كبيرة من الأيرلنديين الذين كانوا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون البريطانيون، وهاجر ثلث الأيرلنديين الذين تتراوح أعمارهم بين ال 18 وال 30 سنة من بلادهم في الفترة بين 1948 و1971 بحثا عن العمل وبلغ عددهم نحو نصف مليون شخص توجهت غالبيتهم العظمى إلى بريطانيا.
في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي لم يكن هؤلاء بحاجة إلى تأشيرات من أجل القدوم إلى بريطانيا باعتبارهم من "مواطني المملكة المتحدة ومستعمراتها"، وكان لهم الحق في الإقامة في البلاد تلقائيا.
ولكن وزارة الداخلية البريطانية لم تدرج أسماء أولئك الذين منحوا حق الإقامة في سجلاتها، وتبين في عام 2018 أن العديد من وافدي "جيل ويندراش" وأفراد أسرهم تعرضوا للملاحق والتهديد بالتسفير - وسفّر عدد منهم فعلا - مما أجبر الحكومة على الإعتذار لهم.
1956: الإنتفاضة المجرية
Getty Images
جرت تغييرات سياسية هائلة في شرقي ووسط أوروبا عند نهاية الحرب العالمية الثانية.
فبعد تحريره لبلدان هاتين المنطقتين، أنشأ الإتحاد السوفيتي أنظمة شيوعية موالية له فيها لم تحظ بتأييد الكثيرين من سكانها، كما ضم السوفيت بلدان بحر البلطيق وجزء من بولندا إلى الإتحاد السوفيتي.
لذا عمد مئات الآلاف من سكان هذه الدول إلى الهرب إلى دول الغرب. وكان أول من وصل إلى بريطانيا من هؤلاء حوالي 120,000 بولندي في عام 1945 وسكنوا في مدن مانشستر وبرادفورد وغربي لندن، كما وصل إلى البلاد نحو 100,000 شخص قادمين من أوكرانيا ودول بحر البلطيق لأسباب مشابهة.
عدّت هذه الهجرات في وقتها آخر عواقب الحرب العالمية الثانية، ولكنها كانت في الواقع أعراض حرب باردة جديدة.
تأكد ذلك في عام 1956، عندما انتفض المجريون على نظام الحكم الشيوعي. وبعد أن سحق الجيش الأحمر السوفيتي الإنتفاضة بالدبابات، هرب نحو 200,000 مجري من بلادهم.
إستضافت بريطانيا 30,000 من هؤلاء اللاجئين السياسيين، في سابقة تكررت في الأعوام التالية، إذ بدأت تقبل اللاجئين السياسيين من دول أوروبيا الشرقية وتعمل على دمجهم في المجتمع بشكل روتيني.
1971: قانون الهجرة
Getty Images احتجاجات في بريطانيا ضد قانون الهجرة لسنة 1971
لم ترق الزيادة الكبيرة في عدد المهاجرين في أعقاب الحرب لكل البريطانيين.
ففي أواخر الخمسينيات، إنفجرت التوترات العنصرية على شكل سلسلة من أعمال الشغب، كان أخطرها سنة 1958 في حي نوتينغ هيل في لندن وفي مدينة نوتينغهام.
وفي عام 1968، ألقى السياسي المحافظ إينوك باول خطبته المشهورة التي هاجم فيها الهجرة وحذر من "سريان أنهار من الدم" في حال استمرارها على وتيرتها.
وقررت الحكومة البريطانية، بعد تعرضها لضغوط كبيرة، أن تقمع كل أشكال التمييز العنصري، ولكنها أصدرت في الوقت ذاته سلسلة من القوانين تحدد الهجرة إلى البلاد.
كان أهم هذه القوانين قانون الهجرة لعام 1971، والذي نص على أن المهاجرين من دول الكومنولث ليست لديهم حقوق أكثر من تلك الممنوحة للمهاجرين من دول العالم الأخرى. وأنهى هذا القانون فعليا "جيل ويندراش".
1972: أزمة الآسيويين الأوغنديين
Getty Images طرد الرئيس الأوغندي عيدي أمين الآسيويين المقيمين في بلاده
جرى الاختبار الكبير الأول لقوانين الهجرة الجديدة في العام التالي، عندما قررت أوغندا، المستعمرة البريطانية السابقة، طرد كل الآسيويين المقيمين فيها.
رد رئيس الحكومة البريطانية المحافظة آنذاك أدوارد هيث بأن لبريطانيا مسؤولية أخلاقية وقانونية باستضافة أولئك منهم الذين كانوا يحملون جوازات سفر بريطانية. ووصل إلى البلاد حوالي نصف الآسيويين ال 60,000 الذين طردتهم أوغندا.
أبرزت تلك الأزمة التغيير الذي جرى في أولويات سياسة الهجرة في بريطانيا. فالحكومة حددت فرص الباحثين عن عمل، ولكنها واصلت الترحيب بطالبي اللجوء.
لم يصل إلى بريطانيا سنويا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي إلا أقل من خمسة آلاف من طالبي اللجوء بالمعدل، ولكن في عام 1990، وبعد إنهيار جدار برلين، ارتفع عدد طالبي اللجوء فجأة ليصل إلى أكثر من 16,000. وتضاعف هذا العدد مرتين في السنتين التاليتين.
وتواصل هذا النهج في العقد التالي، إذ تسببت الأزمات التي مرت بها بلدان كيوغسلافيا والصومال والعراق في تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى بريطانيا.
1992: توسعة الإتحاد الأوروبي
في عام 1992، وقعت بريطانيا، أسوة بغيرها من الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، إتفاقية ماستريخت الخاصة بالإندماج الأوروبي. منحت هذه الإتفاقية كل مواطني دول الإتحاد الأوروبي حقوقا متساوية ومنها حق الإقامة في أي دولة من دول الإتحاد.
وفي العقود التالية، إختار عشرات الآلاف من مواطني دول الإتحاد الأوروبي التوجه إلى بريطانيا للعمل والإقامة.
لم تلق هذه الهجرة الكثير من المعارضة ولم تؤد إلى الكثير من الاحتجاجات، ربما لأن قدوم هؤلاء عادله توجه عشرات الآلاف من البريطانيين إلى الدول الأوروبية ولنفس الأسباب.
مع ذلك، بدأ العمل بمبدأ جديد: فكما كانت أبواب البلاد مفتوحة لدول الكومنولث في الماضي، أصبحت الآن مفتوحة لمواطني دول الإتحاد الأوروبي.
BBC
وفي عام 2004، وسّع الإتحاد الأوروبي ليضم 8 من دول المعسكر الإشتراكي السابق، وهي أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر وسلوفينيا، كما إنضمت قبرص ومالطا للإتحاد في نفس الوقت.
وعكس ألمانيا وفرنسا، لم تضع بريطانيا أي قيود مؤقتة على انتقال مواطني هذه الدول إليها.
فقد اعتمدت حكومة توني بلير العمالية موقفا إيجابيا تجاه الهجرة، قائلة إن اقتصاد البلاد النامي بحاجة إلى قوة عاملة أكبر حجما.
ولكن حكومة بلير كانت تتوقع أن تتسبب توسعة الإتحاد الأوروبي بزيادة في عدد المهاجرين لا تتجاوز 13,000 في السنة الواحدة.
إلا أن الحقيقة كانت مختلفة عن ذلك بكثير، إذ وصل إلى البلاد وأقام فيها أكثر من مليون من مواطني هذه الدول في العقد التالي. وكانت تلك واحدة من أكبر موجات الهجرة التي شهدتها بريطانيا في تاريخها.
BBC
إنحسرت وتيرة تدفق المهاجرين من دول الإتحاد الأوروبي منذ عام 2016، الذي شهد الإستفتاء على الخروج من الإتحاد، ولكن عدد الوافدين الجدد ما زال يزيد عن عدد العائدين إلى بلدانهم.
وتخطط الحكومة البريطانية الحالية لإيقاف العمل بحق حرية تنقل مواطني دول الإتحاد الأوروبي إلى بريطانيا بمجرد انتهاء الفترة الإنتقالية الخاصة بخروج البلاد من الإتحاد (بريكست)
ولكن، وفي ذات الوقت، تصاعدت وتيرة الهجرة من بقاع أخرى من العالم لسد النقص في القوة العاملة. وبالرغم من تعهد الحكومة خفض عدد المهاجرين الوافدين "إلى عشرات الآلاف فقط"، ما زالت الأعداد مرتفعة بشكل تاريخي في سياق القرن الماضي.
&


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.