وجدت اتحادية كرة القدم نفسها في موضع تسلل وتحوّلت إجراءاتها التعسفية السابقة والحالية في حق الراحل أحمد ميبراك، رئيس رابطة عنابة الجهوية لكرة القدم، وعزفها المنفرد لإهانته إلى نقطة "نشاز"، بل وإلى "نموذج حقيقي" عن "الحڤرة" الواجب انتشالها وأصحابها من المنظومة الكروية الجزائرية، حين حدّدت رابطة كرة القدم المحترفة موقفها علنا وأدّت واجب العزاء لعائلة الفقيد أحمد ميبراك وقدّمت لعائلة المرحوم شهادات رمزية وأنصفته أمام الرأي العام وأعادت له الاعتبار الذي جرّدته منه "الفاف"، كون "اتحادية زطشي" صنعت اليوم الحدث بإسقاط هذا الواجب عنها، بما يثبت أكثر تورطها، بممارسات "غير أخلاقية"، فيما حدث للرئيس الشريف والنزيه.. أحمد ميبراك. وتنقل عبد الكريم مدوار، رئيس رابطة كرة القدم المحترفة، وعضو مكتب الرابطة، هرادة عراس، أمس، إلى بيت الفقيد أحمد ميبراك لتقديم التعازي لأفراد عائلته، بحضور عدد من أفراد عائلة المرحوم وأصدقائه وبعض الرياضيين الذين لايزالون جميعا تحت الصدمة وتحت تأثير هول ما حدث لأحد أشرف المسيرين في المنظومة الكروية الجزائرية، الذي قضى أيامه الأخيرة يخوض ببسالة "معركة الشرف" أمام من أراد من أعضاء الاتحادية الحالية إسقاط كل الشرفاء والنزهاء في كرة القدم الجزائرية بالضربة القاضية، ممن رفضوا الاستسلام ورفع الراية البيضاء والتجرّد من القيم والمبادئ بغرض الانتفاع من الكرة. تقديم رابطة كرة القدم المحترفة، وهي التي تمثل ثلث تركيبة الجمعية العامة ل"الفاف" بنواديها المحترفة التي تعتبر واجهة كرة القدم الجزائرية، واجب التعازي لأفراد عائلة المرحوم أحمد ميبراك بعنابة وبمنزل الفقيد، هو في حد ذاته "صفعة" قوية وجهتها الرابطة للاتحادية، كون هيئة خير الدين زطشي، التي يكتب لها التاريخ صفحات سوداء عمّا قامت به في حق أحمد ميبراك، بتوجيهها سهامها نحو شخصية، أجمعت العائلة الكروية على أنها تمثّل كل المعاني الجميلة والقِيَم الفاضلة والأخلاق المثالية والنزاهة المطلقة، بما يضع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بطبعة رئيسها خير الدين زطشي وعضو مكتبها الفدرالي عمار بهلول، هيئة تكرّس الرداءة ونزعة الانتقام وتخوض حروبا، ولو ضد مصلحة الكرة الجزائرية وقيَم اللعبة، بضرب المسيرين الشرفاء الذين يعتبرون اليوم، في عالم كرتنا، عملة نادرة سنفتقدها كثيرا. ولعل تخلّف رئيس "الفاف" وعضو مكتبه الفدرالي عن تقديم واجب العزاء لشخصية مرموقة في المنظومة الكروية الجزائرية، يؤكد قناعة الاتحادية بأنها مقتنعة بهول ما قامت به وظلمها للرجل إلى درجة تأثره بسكتة قلبية، وهي القناعة السائدة اليوم لدى كل الفاعلين في كرة القدم الجزائرية وحتى السلطة العمومية، ممثَّلة في صورة وزير الشباب والرياضة، سيد علي خالدي، الذي وجه برقية تعزية لعائلة المرحوم، على خلاف رئيس "الفاف"، خير الدين زطشي، الذي اكتفى ببيان مقتضب على موقع الاتحادية، قبل أن يمر مرور الكرام على "الحدث" خلال اجتماع المكتب الفدرالي، بل إن عمار بهلول، عضو المكتب الفدرالي، الذي قاد حملة "مرضية" ضد شخص الراحل أحمد ميبراك، غاب بدوره عن مراسم تشييع الجنازة وتخلّف عن تقديم واجب العزاء، وهو القاطن بمنطقة البسباس التي لا تبعُد سوى بكيلومترات قليلة عن مدينة عنابة، بما يبرز "خوف" من ردة فعل الشارع الكروي العنابي الناقم عليه وعلى ممثلي الاتحادية خاصة، بسبب ما حدث للراحل ميبراك بسببهم. وفي الوقت الذي رفضت عائلة المرحوم أحمد ميبراك تعازي الاتحادية، ووجهت بذلك "صفعة" قوية للرئيس زطشي وأعضاء مكتبه الفدرالي وحتى الأمانة العامة ل"الفاف"، فإنها، بالمقابل، رحّبت بقدوم رئيس رابطة كرة القدم المحترفة، عبد الكريم مدوار، وعضو مكتبه التنفيذي هرادة عراس، وقبِلت تعازيه وتعازي النوادي التي يمثلها وحتى الأسرة الكروية، بما يقدّم مؤشرات واضحة اليوم بأن عائلة المرحوم تدرك بأن مسؤولية وفاة "الحاج ميبراك" توجهها للاتحادية دون بقية أعضاء العائلة الكروية الجزائرية التي عشقها أحمد ميبراك وخدمها إلى آخر لحظة في حياته، قبل أن يغادر عالمنا رافعا راية الدفاع عن شخصه ومحاربا أعداء النزاهة والشرف.. وذلك من شِيَم الرجال النزهاء والشرفاء... وخلال حديثه للإعلام، وجّه رئيس الرابطة رسائل مشفرة إلى العائلة الكروية وإلى الاتحادية أيضا، وتحدث مدوار بقناعة عن الراحل ميبراك بقوله: "لقد كان رياضيا متميزا في فريق حمراء عنابة وكانت لديه كلمة مسموعة وقد حصل أيضا على ألقاب، ثم تحوّل إلى مسير ناجح حين ترأّس رابطة عنابة الجهوية، وكان يملك المواصفات المطلوبة في ممثل كرة القدم الجزائرية"، مضيفا "مع احتراماتنا لكل رؤساء الرابطات، فلا تجد اليوم رئيس رابطة، تولى الرئاسة لمدة 18 سنة وهو أيضا شخصية مرموقة في مدية عنابة، يكون رئيس رابطة بامتياز". ولم يدخر مدوار جهدا للتعبير، ضمنيا، عن امتعاضه لعدم قدوم رؤساء الرابطات، وكل المسؤولين على مستوى الاتحادية، لبيت الراحل ميبراك لتقديم التعازي، مشيرا "كان من المفروض أن يكون منزل الراحل ميبراك، بعد أسبوع عن وفاته، قِبلة لرؤساء الرابطات واللاعبين القدامى، خاصة الذين ينتمون إلى جيله، من أجل مواساة عائلته، لأن الأمر يتعلق بوفاة، ونحن كممثلين لرابطة محترفة ومسيري عائلة كرة القدم، جئنا لأداء واجب العزاء لعائلة "سي الحاج ميبراك"، وجئنا إلى مدينة عنبة ممثلين للرابطة وللأندية وعائلة كرة القدم". أما هرادة عراس، عضو المكتب التنفيذي للرابطة، فقال في تصريح ل"الخبر" إن أحمد ميبراك شخصية متميزة "ومن النادر أن نجد شخصا من مواصفاته في عالم كرة القدم"، مضيفا "عرفت الرجل حين سافرنا في إطار مباراة لكرة القدم في إفريقيا، ومثلما يقال، لا يمكن أن تعرف الشخص إلا عندما تسافر معه أو تجمعك به تجارة، والحق يقال، إنني اكتشفت وقتها الرجل الشهم والنزيه والبشوش وصاحب الكفاءة الكبيرة، وهو رجل يملك أخلاقا عالية جدا، وهذه شهادة أقدمها للتاريخ"، مضيفا "ميبراك، رحمه الله، هو عملة نادرة، وسنفتقده كثيرا، والشهادة أنه ربما الوحيد الذي كان زاهدا في تعيينه كمحافظ للمباريات، في وقت يحرص عديد من رؤساء الرابطات على التعيين، لقد كان في فكره وأخلاقه وكبريائه وشخصيته القوية أسمى من أن ينساق وراء أشياء لا تمثّل عنده شيئا".