للأسبوع الثالث على التوالي، منعت قوات الأمن، التي تواجدت بكثافة منذ صبيحة اليوم، مسيرات الجمعة في الجزائر العاصمة. ويتواصل هذا المنع منذ بيان وزارة الداخلية الذي فرض على منظمي المسيرات الحصول على "تصريح" مسبق من السلطات. وعلى عكس العاصمة، شهدت ولايات تيزي وزو، بجاية مسيرات سلمية جابت شوارع وسط المدينيتن، ردد خلالها المتظاهرون الشعارات المعروفة والتي تتمحور حول إطلاق معتقلي الرأي، المطالبة برحيل جميع رموز النظام و إرساء قواعد أسس دولة مدنية. كما شهدت ولاية البويرة زوال اليوم اشتباكات بين أعوان مكافحة الشغب وبعض المتظاهرين الذين أرادوا التوجه نحو وسط المدينة من الجهة الشمالية لمقر بلدية البويرة، حيث تم استعمال القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريق الجموع. وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أجاب ضمنيا حول منع المسيرات في حوار مطول مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، أول أمس، قائلا "المتظاهر والشرطي الذي يحافظ على النظام العام هما أبناء نفس الجمهورية، ليس لدي الحق في السماح لهم بالاشتباك، خاصة وأن الدعوات للعنف كانت واضحة. طالما كنا في مرحلة الأفكار، لم تكن هناك مشكلة، لكن الدعوات إلى العنف شيء آخر". واعتبر الرئيس تبون نه لم يعد هناك كلمة "حراك" لأن الأمور تغيرت –حسبه-، قائلا "الحراك الوحيد الذي أؤمن به هو الحراك الأصيل والمبارك الذي جمع بشكل عفوي ملايين الجزائريين في الشوارع، هذا الحراك اختار طريق العقل بالذهاب إلى الانتخابات الرئاسية، لم يستمع إلى الأصوات التي حثته على التحرك نحو فترة انتقالية".