بعض مسؤولي بريد الجزائر ومختلف البنوك لا يتقبلون النقد ويسارعون إلى تكذيب ما تنشره الصحافة حتى لا يتعرضون بدورهم للنقد والتوبيخ من طرف مسؤوليهم. وقد سبق أن تطرقنا إلى موضوع الموزعات الآلية للنقود التي لا تشتغل إلا في ساعات الدوام، وتركن إلى الراحة، أيام الأعياد وعطل نهاية الأسبوع، لكن المعنيين مباشرة بها أصروا على تكذيب ذلك وحاولوا تقديم صورة أخرى معاكسة للواقع تماما. واليوم نتحدى أي مسؤول عن هذه الموزعات الآلية للنقود أن يتمكن من سحب أموال يوم الجمعة أو السبت، وهو ما وقفنا عليه هذا الجمعة ويوم السبت المصادف لأول محرم، بحيث كانت معظم الموزعات الآلية للنقود "خارج مجال التغطية"، وقد لجأ أصحابها إلى حيلة جديدة يتراءى من خلالها للزبون أنها في حالة اشتغال، لكنها مبرمجة لعدم الدفع، بينما الموزع الوحيد بالبريد المركزي أغلق تماما! ويبدو أن أحسن حل لإشكالية هذه الموزعات التي تحولت إلى مزعجات، هو نزعها تماما والعودة إلى الأساليب الكلاسيكية في سحب الأموال من مراكز البريد أو البنوك، مادامت مضبوطة للاشتغال في أوقات الدوام فقط. ومادمنا لم نصل بعد إلى المستوى الذي يمكننا من تسيير هذه الموزعات. فالذين سبقونا إلى هذه المعاملات التكنولوجية فكروا في راحة الزبون وخدمته على مدار الساعة، بينما نحن وضعناها وتباهينا بها لإزعاج الزبون وهو ينتقل كالفراشة من موزع إلى آخر، ليتضح له أن الحالة عامة وأن الساهرين على تسييرها في سبات عميق!