جدّد محمد الأمين بوهالي، رئيس الجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية المنعقدة فعالياتها بولاية بومرداس، في طبعتها السابعة تمسك قيادة جبهة البوليزاريو والشعب الصحراوي بالحل السلمي لتسوية قضية الصحراء الغربية التي بقيت تراوح مكانها لعقود من الزمن. وأكد بوهالي، الذي نزل أمس، ضيفا على فروم جريدة "الشعب" إرادة ورغبة شعب بلاده وقيادته الصادقة بالتمسك بالحل السلمي متى رأى بصيص أمل ولو صغيرا لبلوغ هذا الحل المنشود. لكنه اعتبر أنه وفي الوقت الراهن وفي ظل استمرار التعنّت المغربي وغض المجموعة الدولية الطرف عن تماطل الرباط ومناوراتها فإن كل مؤشرات الحل السلمي منعدمة، وسيجد الصحراويون أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما. إما أن تتحمّل الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولياتهما بحمل المغرب على الانصياع إلى الشرعية الدولية بقبول مخطط التسوية السلمي وتمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره. وإما أن يعود مكرها وليس رغبة منه إلى الكفاح المسلّح لاسترجاع حقوقه المغتصبة. وتساءل في هذا السياق عما يراد للشعب الصحراوي فعله في حال استمر المغرب على ما هو عليه من رفض للشرعية الدولية بدعم من قوى غربية كفرنسا وتخاذل للمجموعة الدولية. هذه الأخيرة التي قال إن الصحراويين في انتظار ما إذا كانت ستتحمّل مسؤولياتها للضغط على المغرب أم أنها ستواصل صمتها وهذا "معناه التضحية بالقضية الصحراوية وبالشعب الصحراوي" وبالتالي إدخاله في دوامة وإدخال كل المنطقة في حالة من التوتر. وهو ما يرفضه شعب بلاده الرافض لمقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط والمصر على المضي قدما في مقاومته لنيل استقلاله. وعاد وزير الدفاع الصحراوي السابق وعضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو، إلى التذكير بمسار تطور القضية الصحراوية منذ الغزو الإسباني مرورا باتفاقيات مدريد لتقسيم الإقليم المحتل بين المغرب وموريتانيا وصولا إلى وقف إطلاق النار ومخطط التسوية عام 1991. وقال إنه بعد 25 سنة من وقف إطلاق النار لا الأممالمتحدة نظمت الاستفتاء كما تعهدت ولا مجلس الأمن الدولي تمكّن من تطبيق لوائحه وقراراته الخاصة بالقضية التي بقيت مجرد حبر على ورق. وذكر في هذا السياق بطرد المغرب لأعضاء بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" والتي لا تزال عدة أصوات صحراوية وأجنبية تطالب بضرورة توسيع صلاحياتها لتشمل مراقبة وحماية حقوق الإنسان في المناطق المحتلّة. وفي سؤال ل«المساء" حول موقف موريتانيا من القضية الصحراوية خاصة بعد استقبال الرئيس الموريتاني لمبعوث نظيره الصحراوي، تحدث بوهالي عن وجود توتر بين نواقشوط والرباط بسبب رفض الأولى لشحنات المخدرات التي تتهاطل على أراضيها والقادمة من المغرب. وقال إن موريتانيا تريد علاقة مع المغرب قائمة على التعاون وحسن الجوار والكف عن الظواهر التي تبعث التوتر والخراب داخل المجتمع الموريتاني على غرار المخدرات. وأضاف أن "موريتانيا تربطها أيضا مع الصحراء الغربية علاقات تبادل وتداخل في المجتمع وبالتالي ستضل هذه العلاقات محترمة". من جانبها نقلت أمينة باعلي، الحقوقية الصحراوية القادمة من المناطق المحتلّة صورة عن الكفاح السلمي الذي يخوضه أبناء شعبها بالمدن المحتلّة في مواجهة همجية قوات الاحتلال المغربي، وإستراتجية مواصلة هذا الكفاح من خلال مواصلة المظاهرات الاحتجاجية ورفع العلم الصحراوي في كل ربوع الإقليم المحتل لإيصال صوت القضية الصحراوية للعالم أجمع. بالاضافة إلى مواصلة الجهود للتواصل مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني خاصة في أوروبا والدول الغربية وحتى العربية للتعريف أكثر بعدالة هذه القضية التي تبقى تشكّل آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية.