بالرغم من الجهود الكبيرة والأغلفة المالية المعتبرة التي سخّرتها الدولة من خلال مختلف برامج التنمية في قطاع الأشغال العمومية، إلا أن ولاية تيارت مازالت تسجل عجزا كبيرا في إنجاز وتجهيز الطرقات المزدوجة التي تربطها بالولايات الحدودية؛ كتيسمسيلت، وغليزان، والجلفة، والأغواط، والبيّض رغم أن الولايات المذكورة قطعت أشوطا كبيرة في إنجاز تلك الطرقات التي عادت بالنفع الكبير على الحركة الاقتصادية والاجتماعية، وساهمت في تخفيف حركة سير مختلف المركبات من وإلى تلك المناطق، وربح الوقت، وتفادي الكثير من حوادث المرور. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، لاتزال الأشغال جارية بولاية تيسمسيلت المجاورة لتيارت، على قدم وساق؛ لإنجاز وتهيئة طريق مزدوج من مخرج مدينة تيسمسيلت إلى غاية النقطة الحدودية مع ولاية تيارت، فيما بقي الجزء المخصص لولاية تيارت على مسافة 40 كلم إلى غاية بلدية الدحموني، بدون إنجاز، وهو عبارة عن طريق وحيد موروث منذ عقود، لا يلبي متطلبات السكان وأصحاب المركبات ونقل البضائع. ونفس الحال سُجلت بولاية الجلفة، التي قطعت أشوطا معتبرة في تجسيد تلك المشاريع، لتبقى تيارت الولاية الوحيدة وسط خمس ولايات، تنعدم فيها الطرق المزدوجة الرابطة بين الولايات، كما هي حال الطريق الرابط بين تيارتوغليزان؛ لما لهذا الطريق من فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة، علما أن هذا الطريق يُعد شريان الحياة، والمنفذ الخاص للولاية من الجهة الغربية للوطن، وأن عشرات الشاحنات الكبيرة ذات الصهاريج تزوّد ولاية تيارت بالنزين والمازوت من منطقة أرزيو، وتقطع المسافة بين غليزانوتيارت في ظروف صعبة جدا جراء ضيق الطريق، والمسالك الوعرة من الرحوية إلى عاصمة الولاية تيارت؛ ما يتطلب التفكير أكثر في وضع برنامج خاص بربط حدود ولاية تيارت بداية من دائرة الرحوية إلى تيارت على مسافة 40 كلم، ليكتمل الجزء المخصص لولاية غليزان بداية من بلدية وادي السلام على مسافة 50 كلم إلى غاية مقر ولاية غليزان، ومنها الطريق السيار "شرق غرب" . والأمر نفسه مسجل بولايات سعيدة، ومعسكر. وجعل الوضع الحالي ولاية تيارت الأكثر تضررا من غياب وانعدام الطرق المزدوجة الرابطة بين الولايات؛ ما انعكس سلبا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وحتى التنمية؛ على اعتبار الطريق والموصلات شريان الحياة؛ ما يتطلب من مسؤولي قطاع الأشغال العمومية بالمنطقة، العمل بدون هوادة، على التجسيد الميداني لإنجاز وتهيئة طرق مزدوجة، وعصرنتها حسب المتطلبات الحالية، عوض الاهتمام أكثر بمشاريع حضرية وسط مدينة تيارت، على شاكلة مشروع إنجاز منشأة فنية بحي 40 سكنا المؤدية إلى روضة الأطفال على مسافة 500 متر، والتي يرى المختصون أن لا جدوى منها؛ على اعتبار أنها لا تساهم في التقليل من حركة سير المركبات، خصوصا أن الموقع بوسط المدية ومحاذ لسوق حي المحطة المكتظ بالمارة والسيارات والباعة طيلة ساعات اليوم، إضافة إلى بقاء المنشأة الفنية الكبيرة المنجزة منذ أكثر من سنة بالطريق الاجتنابي، وعدم وضعها قيد الخدمة بسبب عدم اكتمال مشروع السكة الحديدية، الذي لم ير النور منذ مدة، حسب مصادر من مديرية الأشغال العمومية، في الوقت الذي بدأ العمل الفعلي به في ولاية تيسمسيلت منذ شهور، لتبقى ولاية تيارت في عزلة من خلال التأخر الكبير في إنجاز وتجسيد المشاريع الخاصة بالأشغال العمومية، خاصة الجانب المتعلق بالطرق المزدوجة التي تربط الولاية بالولايات الحدودية، لتبقى المسؤولية على عاتق مديرية الأشغال العمومية للولاية، في سبيل إحداث النهضة التنموية المنتظرة؛ لرفع الغبن عن الولاية.