تواصلت أمس، أشغال الندوة عالية المستوى حول السلم والأمن بإفريقيا على مستوى عدة ورشات، تناول فيها المشاركون قضية وجوب العمل على إسكات صوت الأسلحة في القارة الإفريقية مع حلول سنة 2020، وذلك من خلال العرض الهام الذي قدمه وزير الشؤون الخارجية والإدماج الإفريقي بالتشاد، السيد موسى فاكي محمت، ملحا على ضرورة تعزيز التشاور بين مختلف الدول الإفريقية وهيئة الأممالمتحدة مع تحمل كافة المسؤوليات إزاء الانشغالات الإفريقية ومسعى إسكات صوت الأسلحة من الآن وذلك من خلال تكاتف الجهود وتنسيق المبادرات. في هذا السياق، تطرق وزير الشؤون الخارجية الأنغولي السيد جورج شيكوتي إلى وضعية وآفاق الشراكة بين مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي ونظيره مجلس الأمن الدولي بالأممالمتحدة ووضعية المجلسين في العالم من خلال مساهمة كل منهما في ترسيخ قيم السلم في العالم، لاسيما على مستوى مختلف المناطق الحساسة وبؤر التوتر المعروفة لدى المجتمع الدولي لاسيما في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، مبرزا بالمناسبة الدور الريادي للجزائر في هذا المجال سواء كان ذلك على مستوى الاتحاد الإفريقي كهيئة أو ما بين مختلف دول القارة الإفريقية. رئيس مجلس السلم والأمن بالاتحاد الافريقي السيد عصمان كح اعتبر لقاء وهران بمثابة الفرصة التي لا يجب تفويتها على القارة الإفريقية من أجل العمل الميداني لترسيخ ثقافة السلم ما بين مختلف الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي وذلك من خلال توفير المعلومات المستجدة حول السلم والأمن بإفريقيا وتبادلها ما بين مختلف الأعضاء للعمل السوي من أجل الرقي والازدهار لشعوب القارة السمراء والاستماع لآراء البلدان المنتهية ولايتها بمجلس الأمن الدولي، مشيدا بالمناسبة بإثيوبيا العضو الجديد، إلى جانب مصر والسنغال لتمثيل القارة في مجلس الأمن الدولي. وفي الإطار ذاته، تطرق الممثل الإثيوبي الدائم لدى الأممالمتحدة السيد تيكيدا اليمو وممثلة وزارة الشؤون الخارجية لدولة السويد السيدة انستروم أنا كارين إلى مشكل تمويل عمليات دعم السلم بالاتحاد الإفريقي وشراكتها في ذلك مع مجلس الأمن الدولي. في الوقت الذي قدم فيه الأمين العام المساعد لعمليات استتباب الأمن بالقارة الإفريقية السيد ارفي لادسوس العديد من الاقتراحات لكيفية مساهمة القارة الإفريقية في عودة السلم والأمن إلى مختلف الدول الإفريقية التي تمزقها النزاعات ولا تعطي الفرصة المواتية لعمليات التنمية المحلية وذلك من خلال إستراتيجية عملية تعتمد على الدبلوماسية الهادفة إلى تحقيق التنمية الفعلية لمختلف دول القارة السمراء يكون المستفيد الأول منها هو الإنسان لا غير ليتم بعدها السعي لحل النزاعات المختلفة بالحوار ومحاولات تقريب وجهات الرأي المختلفة والمتباعدة والمتناقضة في الكثير من الأحيان بسبب حب التملك والتسلّط وممارسة الإقصاء والتهميش وغيرها من الأمور الأخرى المرتكزة على حب الذات. يذكر بالمناسبة أن اللقاء الذي يختتم اليوم سيكون فرصة مواتية لمنح القارة الإفريقية العديد من الفرص من أجل توحيد رؤاها لاسيما عندما يتعلق الأمر بالمصير المشترك الذي يوجب على الجميع تمتين أواصر المحبة ودعم العلاقات الممتازة التي يتسم بها الأعضاء المشاركون في هذه الندوة حول السلم والأمن الذي يحرص كل واحد من ممثلي الدول المشاركة في الحفاظ عليه مهما كان الثمن. ومن هذا المنطلق، أكد محافظ مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي السيد إسماعيل شرقي على ضرورة الدفاع عن مواقف القارة الإفريقية وقرارات مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي ليكون لها الثقل الكافي والوزن الوافي لدى مجلس الأمن الدولي الأمر الذي جعل السيد شرقي يقول بكل دبلوماسية إن فرصة اللقاء بوهران تسمح للأفارقة بالتفكير الجاد والجدي وبكل موضوعية فى الطرق المثلى لتعزيز الشراكة الإفريقية الأممية ذات الأهمية القصوى والحيوية بهدف دفع قضايا الأمن والسلم بالقارة الإفريقية نحو الأفضل خاصة أن مجلس السلم والأمن قرر خلال اجتماعه بتاريخ 19 ديسمبر 2014 تبني وترسيم هذا الملتقى الدولي للسلم والأمن الذي تحتضن وهران دورته الرابعة، الأمر الذي يضفي المزيد من الانسجام والتنسيق لعمل الدول الثلاث التي تمثل القارة الافريقية في مجلس الأمن الدولي خاصة أن جزءا مهما من أشغال مجلس الأمن الدولي يدور حول القضايا الإفريقية السيد إسماعيل شرقي أبرز أيضا أن هذه الندوة تأتي في وقت تعرف فيه القارة الإفريقية تهديدات كثيرة لأمنها واستقرارها، الأمر الذي يفرض مواصلة تنسيق الجهود وتعزيز التشاور ووضع الإستراتيجية المناسبة للتعاون ما بين مختلف البلدان الإفريقية دون استثناء ولا إقصاء من خلال تمكين مجلس الأمن الدولي من القيام بمهامه على مستوى القارة الإفريقية وتقوية دوره، إلى جانب الانسجام التام والكلي والفعلي للدول الإفريقية في قراراتها ومواقفها.