كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن المجلس الوزاري المشترك الذي انعقد الأسبوع الماضي، لتقييم موسم الحج الأخير ثمّن التقدم المسجل في تنظيم هذا الموسم، وكلّف وزارة الشؤون الدينية بإيجاد آلية جديدة تمكن المواطنين الأقل حظا في قرعة الحج من الحصول على فرصة لتأدية هذه الشعيرة، فيما كذّب في المقابل حصول إطارات الدولة على أعداد كبيرة من جوازات سفر الحج. وأوضح الوزير خلال رده على سؤال أحد النواب بالمجلس الشعبي الوطني أول أمس، أن المجلس الوزاري المشترك الذي انعقد قبل أسبوع لتقييم موسم حج 2016، كلف لجنة تعمل تحت إشراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوضع تصور جديد بالنسبة لموسم الحج المقبل، لافتا إلى أن أهم إجراء مطلوب تجسيده في إطار هذا التصور الجديد الذي يعتمد بشكل كلي على المسار الإلكتروني، هو إيجاد آلية قبل شهر فيفري القادم، تسمح للذين سجلوا في قرعة الحج ولم يستفيدوا من دفتر الحج لمدة عشر سنوات بالتسجيل مرة أخرى عن طريق هذه الآلية والاستفادة من فرصة لأداء هذه الفريضة. وأشار عيسى، إلى أن هذه الآلية من شأنها أن تزيد في حظوظ هذه الفئة من الحصول على دفتر الحج، لافتا في سياق متصل إلى إمكانية إدراج القرعة الإلكترونية ضمن التصور الجديد الذي تعمل على بلورته اللجنة المذكورة. وفي حين ذكر بأن الأهداف المرجوة من مسار تطوير وعصرنة عملية تنظيم الحج هو الانتقال من مرحلة حج الكرامة التي تم تحقيقها بفضل التدابير التي تم اتخاذها في إطار تحسين العملية من عدة جوانب للوصول إلى مرحلة تمكّن الحجاج الجزائريين من الاختيار بين الحج العادي والحج المميّز، فنّذ الوزير الكلام الذي ورد في سؤال النائب عن جبهة القوى الاشتراكية عبد الحميد عباس، بخصوص استفادة وزراء وإطارات الدولة من أعداد كبيرة من جوازات السفر في ظل حرمان العديد من المواطنين من فرصة آداء هذه الشعيرة، موضحا بأن الحصة التي يتحصل عليها شخصيا كوزير للقطاع لا تتعدى 3 جوازات سفر حج، وذلك لتمكينه مع أفراد أسرته من تأدية هذه الشعيرة. أما بخصوص الانتقادات التي حملها سؤال النائب حول نقص التكوين لدى الأئمة المرافقين للحجاج الجزائريين في إطار بعثة الحج، فأوضح السيد عيسى، بأن الأمور تحسنت بصفة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح لدى هؤلاء الأئمة تكوينا وامتحانا يمس عدة مجالات بما فيها مجالات الثقافية الصحية واللياقة البدنية، حيث يخضعون لاختبارات رياضية تشرف عليها مصالح الحماية المدنية. كما ذكر وزير الشؤون الدينية والأوقاف بأن الحجاج الجزائريين أصبحوا اليوم يختارون بأنفسهم غرف إقامتهم وعماراتهم عبر المسار الإلكتروني، مشيرا إلى أن تقييم موسم الحج للموسم الماضي، جرى على مستوى عدة هياكل منها الديوان الوطني للحج والعمرة وكذا المجلس الوزاري المشترك الذي ثمّن النتائج المسجلة والتقدم الحاصل في تنظيم عملية الحج. وإذ أوضح بأن تراجع عدد الحجيج الجزائريين في السنوات الأخيرة راجع إلى قرار السلطات السعودية التي خفّضت حصة كل دولة ب10 بالمائة، بسبب أشغال التوسعة التي يعرفها الحرم المكي، أكد بأن الجزائر ستستعيد حصتها بداية من الموسم المقبل وذلك استنادا إلى تصريح وزير الحج السعودي. وجدد الوزير التزام مصالحه بالعمل على تجسيد العمل المسطر ضمن المخطط الخماسي للحكومة وبرنامج رئيس الجمهورية، للوصول إلى ضمان وحفظ كرامة الحاج، وإعطاء الاختيار للموطنين للتسجيل في «الحج العادي» أو»حج التميّز»، مؤكدا أن الإصلاحات لازالت مستمرة، حيث عرفت هذه السنة إدخال الرقمنة في عملية الحج من أولها إلى آخرها.