فضلت السلطات المحلية لبومرداس ترك أمر الفصل في حقيقة وجود رفات يرجح أنها لشهداء الثورة التحريرية بمغارة تيزيغير ببلدية عمّال من عدمها إلى اللجنة المختصة، التي تم إيفادها من مديريتي المجاهدين والثقافة والمصالح الأمنية المختصة نهاية الأسبوع المنصرم، لتحديد ما إن كانت حقيقة الرفات تعود للشهداء، وبعدها سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. جاء ذلك على لسان الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح، أمس على هامش زيارة عمل لبلدية عمّال، قائلا إنه «تم اتخاذ إجراءات تحفظية على مستوى المغارة فور انتشار الخبر، وسيتم اتخاذ إجراءات أخرى بعد ظهور نتيجة المختصين». الوالي اعتبر ما أثير من تساؤلات عن حقيقة الرفات المكتشفة بمغارة تيزيغير تعود لشهداء الثورة، «تساؤلات منطقية بالنظر إلى التاريخ الثوري الحافل لكامل المنطقة»، ولكنه لفت إلى كون ما قيل أو ما روّج لاسيما عبر الفيسبوك «مجرد افتراضات ولا نستبق الأحداث ما دام فيه لجنة مختصة ستفصل نتيجتها في حقيقة الأمر من عدمه قريبا». من جهة أخرى، بدا الوالي متريثا بخصوص مغارة ثيغرين المكتشفة صدفة بمحجرة قريبة أدت أعمالها إلى فتح المغارة، حيث قال إن «الفصل في أمر هذه المغارة يعود أيضا إلى المختصين للنظر في إمكانية استغلالها سياحيا لاسيما من جهة المواصفات المتعارف عليها بهذا الشأن»، وأضاف «صحيح اكتشاف مغارة بالمنطقة يزيد من جمال المنطقة وينعش السياحة بها ولكن قبل ذلك لا بد من التفكير في الثمن الاقتصادي لهذا الاستغلال». ومغارة ثيغرين كانت قد اكتشفت مؤخرا بالقرب من محجرة لمؤسسة انفرافير بجبال عمّال، وأثار اكتشافها فضول الكثيرين لاسيما بعد تداول صورها عبر الفيسبوك، وأدت بالوالي إلى برمجة زيارة شخصية للمغارة. نفس الأمر، حدث مع مغارة تيزيغير التي يرقد بجوفها رفات، أكد بشأنها المجتمع المدني لعمّال وأبناء العائلات الثورية بالمنطقة أنها تعود لشهداء ثورة نوفمبر، وأحدث تداول فيديو إعلامي يصور حمل الرفات في الأيدي جلبة وسط هؤلاء، فيما أوفدت مديرية المجاهدين لجنة لحمل الرفات وإرسالها إلى مخبر الشرطة للفصل في الأمر.