لإعطاء لمستها الأنثوية في "ديكور" البيت فريدة حدادي اقتحمت الكثير من النساء في السنوات الأخيرة، مجالات كانت بالأمس القريب، حكرا على الرجل فقط، أعمال وأنشطة أقل ما يمكن القول عنها أنها تتطلب جهدا عضليا، من جهة، واحتكاكا بصناعات رجالية، من جهة أخرى، على غرار أعمال البناء والديكور وكل ما يتعلق بإعادة صيانة البيت، مثل الطلاء، وصناعة الخشب، والبناء، والترصيص وغيرها من التفاصيل التي كانت لا تستهوي النساء، إلا أن الواقع تغير اليوم، ليتحول هذا الاهتمام إلى شغف وتحكم في كثير من التقنيات. وبين واقع مفروض على كثير من النساء، وبعد حصول بعضهن على سكنات خاصة، أو لرغبتهن في تغيير ديكور بيوتهن، تحول اهتمام الكثيرات نحو أعمال البناء والتصميم والديكور المنزلي، إذ تحاولن من خلال أذواقهن إعطاء لمستهن الخاصة رغم افتقارهن لتجربة سابقة في المجال، معتمدات في ذلك على المواقع المتخصصة في الديكور وأفكار البناء لصقل بعض المعارف وتنمية مهاراتهن في التصميم. حول هذا الموضوع قمنا بجولة استطلاعية بين عدد من محلات بيع أدوات ومستلزمات البناء، التي أصبحت من أكثر المحلات استقطابا للزبائن التي تروج سلعها، بفضل الصيغ السكنية التي أقرتها الحكومة وتم في إطار توزيع آلاف السكنات، الى جانب المشاريع الخاصة، التي تزدهر بسرعة هنا وهناك. وقد تخصصت بعض المناطق في بيع مختلف مواد البناء، على غرار الخزف الصحي، البلاط، الطلاء، مستلزمات وإكسسواراتمختلفة للغرف والحمامات والمطابخ، في تنافس خلق حركة دؤوبةفي هذه المحلات، التي استقطبت إلى جانب الرجال، النساء الباحثات عن ضالتهن وسط عالم كان في وقت ليس بالبعيد حكرا على الرجال. اللمسة الأنثوية وراء الجمال الوجهة الأولى كانت إلى بلدية الشراقة، التي تخصص شارع بها في بيع مواد البناء، إذ اصطفت المحلات عارضة أدق وأكبر التفاصيل، الخاصة بعالم البناء والإكسسوارات، بألوان وأحجام وحتى أسعار مختلفة، كثيرا منها تعطي الرغبة في اقتناء عدد منها في سبيل إعادة ديكور البيت وإعطائه في كل مرة اللمسة العصرية. اجمع عدد من الباعة في أن اقتناء مواد البناء لم يعد حكرا على الرجل فقط، بل تعداه إلى النساء، إذ لم تعد وجهتهن اسواقالملابس او المأكولات فقط، مثلما جرت عليه العادة، وإنما توجهن أيضا نحو محلات بيع مواد البناء حتى الاسمنت منه، وفق ما أكده السيد رابح، صاحب محل بنفس الشارع، والذي قال إنه يتعامل مع الكثير من النساء اللواتي يقصدن محله المتخصص في بيع إكسسوارات الحمام، مشيرا إلى أن سوق مواد البناء أصبح يستقطب النساء من مختلف الأعمار، إذ يقصدن المحلات المتخصصة لاقتناء احتياجاتهن في تجهيز المنازل أو البناء. وقال البائع سمير المتخصص في الاسمنت بأنواعه، انه قبل سنوات كان من النادر أن تجد امرأة تبحث عن أكياس اسمنت وتسأل عن أحسن الأنواع أو عن طريقة الاستعمال أو غيرها من الاستفسارات، إلا إن الأمر أصبح اليوم طبيعيا، حيث يتعامل الباعة مع الزبونات مثلما يتم التعامل مع الرجال، بحكم أن بعضهن اجبرن على الاعتماد على أنفسهن لإعادة ترميم أوصيانة أو بناء بيوتهن. ولقد أجمعت بعض النسوة، اللواتي تحدثنا إليهن على انه أصبح من اللازم أن تتقن المرأة بعض مهام الرجل، لعدة أسباب، من جهة، لتخلي كثير من أصحاب المهن عن مهنهم وكسل بعض الأزواج في مساعدة المرأة في أعمال البيت، ما دفعهن الى الاعتماد على أنفسهن واقتناء بعض أدوات المنزل. في حين أكدت أخريات أن حلم الكثيرات هو تزيين المنزل بديكور يوافق أذواقهن الخاصة، وكسر كلاسيكية ما يقوم به الرجل في كل مرة وإعطاء بذلك اللمسة الأنثوية الفريدة في ديكور البيت، وفق ما أكدته هاجر متزوجة حديثا حيث قالت: "ادخل دائما في نقاش حاد مع زوجي الذي كثيرا ما يصمم بعض ديكورات البيت وفق ذوقه الخاص وبعد مجادلات عديدة، يطلب مني اختيار ما يروق لي لديكور المطبخ وغرفة المعيشة، ما دفعني الى الخروج وقت الاستراحة من العمل، للبحث واختيار ألوان وتصاميم قطع ديكور للاتفاق بعدها على النوع الذي نختاره". من جهتها قالت فاطمة الزهراء، انه بعد حصولها على سكن من صيغة "عدل"، قبل فترة، قررت إعادة ديكور المنزل، وبكل حماس قالت إنها تنتقل من حين لآخر بين تلك المحلات بحثا عن أفكارلتصميم منزلها، مضيفة أن الأسواق تعرض أنواع كثيرة من تلك المواد، وتتنافس في عرضها. دخول المرأة هذا المجال لتحقيق أحلامها في هذا الصدد قالت "س. كميلة" مهندسة معمارية، "دخلت المرأة هذا المجال من بابه الواسع، ليس محاولة منها اقتحام عالم الرجل، وإنما فقط رغبة منها في تحقيق احد أحلام كل شخص وهو بناء منزل خاص وفق ذوقه الخاص، وللمرأة أحيانا ذوق مختلف عن الرجل"، مؤكدة أنها تبدع كثيرا في تلك التفاصيل باختيارها الطابع الهندسي الذي يليق بها، ويمنحها الراحة في بيئتها داخل البيت، وأكدت أن مواقع الانترنت وكثير من التطبيقات تساهم بشكل فعال في إعطاء الأفكار لإلهام المرأة في ديكور منزلها، وهذا أمر جميل أن نرى تصاميم داخلية منظمة وجميلة من صنع وإيحاء المرأة.