وقّع المعهد الوطني العالي للسينما وأكاديمية براغ للسينما الرائدة في مجال التكوين المتعلق بالفن السابع، أوّل أمس، اتفاقية شراكة بين المعهد الوطني العالي للسينما وأكاديمية براغ للسينما الرائدة في مجال التكوين المتعلق بالفن السابع، وذلك ضمن المبادرة النوعية "براغ تلتقي الجزائر، رحلة سينمائية وإبداعية، التي تختتم فعالياتها اليوم السبت، بقصر الثقافة "مفدي زكريا". بالمناسبة، قال وزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو في كلمته إنّ هذا النشاط يعدّ محطة هامة في مسار التعاون الثقافي الدولي، وفضاء مفتوحا أمام التفاعل الخلاق بين التجارب السينمائية المختلفة، وذلك في إطار دعم الصناعات الإبداعية وتوسيع آفاق التكوين الفني في الجزائر. وأضاف أنّ هذا اللقاء يشكّل لحظة فارقة في مسار التبادل الثقافي والفني بين الجزائر وجمهورية التشيك. فهو لا يقتصر على كونه حدثا فنيا أو سلسلة من العروض، بل هو مساحة للتلاقي، ومختبر حيوي لتبادل الرؤى وتطوير الخبرات وفتح آفاق جديدة أمام طاقاتنا الإبداعية الشابة في مجال السينما والفنون السمعية البصرية، وهو لبنة جديدة في صرح التعاون الثقافي الدولي وإضافة نوعية لمساعي الوزارة الرامية إلى بناء منظومة سينمائية وطنية متكاملة قادرة على مواكبة التحوّلات الكبرى في مجال الصناعات الإبداعية. كما ذكر بللو أنّ الجزائر دأبت على إيلاء أهمية بالغة لتكوين الكفاءات في مجال السينما، وتعزيز حضورها على الساحة الدولية، من خلال مشاريع الشراكة والتعاون ومثل هذه المبادرات النوعية هي دليل على عزم الوزارة الأكيد في مواصلة هذا المسار بثقة وثبات. واعتبر أنّ الجزائر لا تحتفي اليوم بالشراكة فقط بل تؤسّس لمرحلة جديدة من الانفتاح الثقافي والتكوين العالي، المستوى الذي ترجو أن يكون أداة لترقية الإنتاج السينمائي الوطني، وتطوير كفاءاتنا، وتعزيز إشعاع الجزائر الثقافي في العالم، مشيرا إلى أنّ اختيار أكاديمية براغ، المعروفة بخبرتها العريقة في التكوين السينمائي، شريكاً في هذه المبادرة، يعكس رغبة الوزارة في الاستفادة من هذه التجارب الرائدة عالميا وإتاحة الفرصة للطلبة وكلّ ممتهني السينما للاحتكاك المباشر مع المدارس والأساليب الفنية المتنوّعة لما يعزّز التكوين ويغني رؤية الإبداعية. وأكّد الوزير إيمانه بأنّ تطوّر الصناعة السينماتوغرافية في الجزائر يمرّ حتما عبر رعاية المواهب ودعم التكوين والانفتاح على الشركات الفعّالة من خلال هذه الورشات والجلسات المهنية والأنشطة التكوينية التي ترمي إلى خلق ديناميكية جديدة قادرة على دفع حركة السينما الجزائرية إلى الأمام وترسيخ مكانتها في المشهد الثقافي الإقليمي والدولي وهو ما ينطبق مع الإرادة السامية لرئيس الجمهورية. وأضاف بللو مجدّدا أنّ هذه الدورة التكوينية موجّهة خصيصا لطلبة المعهد الوطني العالي للموسيقى الذي يعدّ من أهم منجزات الدولة في مجال دعم الفنون وتكوين الكفاءات الوطنية في مجال السينما والصورة. كما يحظى مجموعة من الأساتذة المتخصّصين في السينما من مختلف المعاهد الأخرى تحت الوصاية فضلا على عدد من تقنيي السينما من الجمعيات الوطنية، بفرصة الاستفادة من هذا التكوين من أجل تعزيز قدراتهم التقنية والبيداغوجية وضمان مواكبتهم لأحدث المستجدات في الحقل السينمائي بفضل الأساتذة الذين جاؤوا من براغ لمشاركة الجزائريين تجربتهم الرائدة. من جهته، نوّه ممثل سفير جمهورية التشيكبالجزائر، بهذا التعاون بين المؤسّستين السينمائيتين الجزائريةوالتشيكية، قائلا إنّ هذا الحدث الفريد من نوعه يُهدف منه بناء الجسور بين محترفي السينما الجزائريةوالتشيكية بتوفير تبادل استثنائي للمعرفة والمواهب، آملا أن تكون هذه التظاهرة بداية لتعاون أوسع ليس في مجال صناعة الأفلام وحسب بل أيضا في كلّ مجالات الثقافة. أما مدير أكاديمية براغ السينمائية السيد توماس كراساوسكاس فذكر توافد أكثر من مئة طالب للمدرسة التشيكية كل عام وهذا من 35 دولة على الأقل، يحمل كل منهم فكرة وخياله وحبه للفن السابع، مضيفا أن المدرسة توفر أحدث الأجهزة والتقنيات لصنع الأفلام بمساعدة أساتذة يدرّسون أسس الفن السابع وفي نفس الوقت يشتغلون في هذا الحقل. علما أنه يتم على مستوى الأكاديمية اخراج عشرة أفلام في اليوم الواحد. للإشارة، تهدف هذه المبادرة إلى تمكين الطلبة والأساتذة من تكوين تطبيقي ونظري متقدم في تخصصات السينما المختلفة (الإخراج، كتابة السيناريو، التصوير المونتاج ...). وكذا تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين المهنيين في مجال السينما على المستويين المحلي والدولي. بالإضافة الى الاطلاع على أحدث التوجهات والتقنيات المستعملة في الصناعة السينمائية العالمية، علاوة على فتح آفاق التعاون الأكاديمي والفني بين المؤسسات التعليمية والتكوينية في المجال السينمائي. وتحفيز الإبداع والابتكار لدى الجيل الجديد من السينمائيين والمهنيين في ميدان الفن السابع. وكذا تمكين المشاركين من الحصول على شهادات تكوين عالمية من خبراء دوليين تعزز مساراتهم المهنية والأكاديمية وتفتح لهم أفاقا جديدة على الصعيدين المحلي والدولي.