أكد المشاركون في ختام اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين والإعلاميين الجزائريين, اليوم السبت بورقلة، على أهمية ترقية ثقافة التكوين المتواصل في المؤسسات الإعلامية. وأبرزت التوصيات التي توجت أشغال الورشات الأربع وتمت تلاوتها في الجلسة الختامية التي أشرف عليها وزير الاتصال، السيد محمد مزيان, أهمية إرساء ثقافة التكوين المتواصل بالمؤسسات الإعلامية, من خلال تخصيص برامج تدريبية دورية للصحفيين والفنيين وتشجيع التكوين الذاتي, الى جانب تنظيم دورات تكوينية للمشرفين على خلايا الاتصال. كما تم التأكيد في ذات السياق على أهمية عقد شراكات بين المؤسسات الإعلامية والجامعات الجزائرية بهدف تكوين طلبة علوم الإعلام والاتصال. ودعت التوصيات الى التعاون بين كافة المؤسسات الاعلامية الوطنية لمجابهة مختلف التحديات والأخبار الكاذبة والهجمات الإعلامية التي تستهدف الجزائر وكذا تسهيل الوصول إلى مصادر الخبر والسرعة في نقله لمحاربة الإشاعات. وتم أيضا التأكيد على أهمية الذكاء الاصطناعي والرقمنة في القطاع من خلال إنشاء قاعدة بيانات وطنية تكون بمثابة مصدر موثوق للمعلومات في خدمة الإعلام. وفي ذات السياق دعا المشاركون إلى المزيد من الجهود لمرافقة المؤسسات الإعلامية بجنوب البلاد بما يسمح لها بمواكبة التطورات الحاصلة في مجال الاعلام والاتصال, بالنظر إلى شساعة المنطقة, وتدعيمها بالموارد البشرية والمادية لتحسين أدائها, فضلا عن الدعوة الى إدراج مهنة الصحافة ضمن المهن الشاقة. وتم تسليط الضوء على أهمية تنظيم لقاءات دورية مع وسائل الإعلام على المستوى المحلي مع السلطات المحلية لتنوير الرأي العام ومرافقة مختلف البرامج التنموية. وبخصوص الجانب القانوني، دعا المشاركون إلى تحديث الترسانة القانونية لتواكب التطورات التكنولوجية الحديثة, إلى جانب اقتراح تنظيم ملتقيات للصحفيين والمكلفين بالاتصال للتعريف بمختلف النصوص التي تنظم المهنة. وبشأن إشراك الجالية الوطنية بالخارج، أكد المشاركون على ضرورة انخراطها في الترويج لصورة الجزائر في الخارج عبر البعثات الدبلوماسية. وفي كلمته الختامية، أكد وزير الاتصال على أهمية اكتساب المهارات والتقنيات المهنية والمعارف لدى الصحفي بما يسمح له بأداء مهمته وفق المعايير المهنية المطلوبة. وشدد في هذا السياق على ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة وتفادي "كل الممارسات التي تضر بالمجتمع"، حاثا الإعلاميين على "التحلي بالموضوعية والحياد مع تقديم المعلومة الكاملة والدقيقة وتجنب خطاب الكراهية". وعرف هذا اللقاء الذي شهد حضور صحفيين وإعلاميين من 15 ولاية بجنوب شرق البلاد, تنظيم أربع ورشات تناولت "الترسانة القانونية الجديدة المنظمة لقطاع الاتصال وأخلاقيات المهنة", "واقع الصحافة السمعية البصرية والصحافة المكتوبة والإلكترونية في ظل التحديات الجديدة للذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس", "الاتصال المؤسساتي ودوره في الترويج لصورة الجزائر" وكذا "التكوين المتخصص والمتواصل واستشراف مهن المستقبل''.