دعا الوزير الأول عبد المالك سلال، المصالح الأمنية المعنية لمكافحة ظاهرة المضاربة في مادة الإسمنت، مشيرا إلى أن الانتاج الوطني من هذا المنتج كاف لتلبية الاحتياجات الوطنية، وأن الجزائر لن تستورد الإسمنت خلال 2017، لكن المشكل المطروح هو تسويق هذه المادة الذي تعترضه بعض المشاكل. كما دعا إلى رؤية استشرافية في تسيير أسواق الجملة للخضر والفواكه، وإلى حل مشكل الانقطاعات الكهربائية لاسيما في فصل الصيف، ليس بصفة ظرفية ولكن عبر دراسات تقيّم الاحتياجات الحقيقية. كما عاد الوزير الأول، إلى التشديد على أهمية ترقية الصادرات خارج المحروقات وتحسين مستوى التدريس في الجامعات، كما أكد على ضرورة تشجيع رياضة النخبة. كانت تلك أهم الرسائل التي وجهها الوزير الأول، أول أمس، خلال آخر محطة من زياراته الميدانية إلى ولايات الوطن للمشاريع التنموية، والتي أراد عبرها التأكيد على استمرار الدولة في تجسيد التزاماتها الاجتماعية خاصة في مجالي السكن والتعليم، مع التشديد على أهمية مساهمة القطاع الخاص اقتصاديا في تحقيق التوجهات الراهنة للدولة في ظل أزمة لا ينكر تأثيرها على البلد في كل لقاءاته الجوارية مع المسؤولين والمواطنين. ومن أهم المشاريع التي كانت محل معاينة من الوفد الحكومي، تدشين خط إنتاج ثان بمصنع الإسمنت في عين الكبيرة التابع لمجمع «جيكا» العمومي، الذي سيرفع الطاقة الانتاجية له بمليوني طن سنويا، بالرغم من بعض الاضطرابات التي عاشها- كما أوضح مسؤولوه- ومنها سوء الأحوال الجوية وإضرابات للعمال.وبعين المكان شدد الوزير الأول على أهمية مكافحة المضاربة في هذه المادة والدولة تتجه على المدى القريب نحو تصدير الإسمنت، معتبرا أنه من الضروري تنظيم هذه السوق خاصة وأن الانتاج الوطني ارتفع إلى حد تلبية الطلب الداخلي، وأن الجزائر لن تضطر للاستيراد هذه السنة. في هذا الصدد أكد أنه تم إعطاء توجيهات لوزارة النقل من أجل إطلاق دراسة تتعلق بإنشاء خط للسكة الحديدية انطلاقا من وحدة عين الكبيرة من أجل حل مشكل التسويق. ومن بين المشاريع الاقتصادية الهامة –على حد وصف الوزير الأول- التي وقف عندها مصنع إنتاج العجلات المطاطية لمجمع «ايريس» الخاص الذي سيبدأ الإنتاج في بداية 2018 كأقصى تقدير، هذا الأخير المعروف لدى المواطنين بإنتاجه للأجهزة الكهرومنزلية والهواتف النقالة، يتوجه حاليا نحو فرع آخر من شأنه تلبية الاحتياجات الوطنية من هذا المنتج من جهة، وتلبية احتياجات الصناعات الميكانيكية الناشئة ببلادنا خصوصا، حيث أشار مدير المجمّع خلال عرض قدمه للوفد الحكومي أن العجلات المطاطية تمثل 4 ٪ من نسبة الاندماج. وردا عن طلب الوزير الأول بضرورة البحث عن شركاء أجانب ذوي صيت في هذا المجال لتسويق عجلات مطاطية بعلامات رائدة، رد صاحب المصنع بالقول إنه حاول ذلك، إلا أنه اصطدم برفض الشركات الأجنبية لفكرة تحويل التكنولوجيا، وهو مادفعه للقيام بهذه «المغامرة» بإمكانياته، معبّرا عن اقتناعه بنجاح هذا المشروع الثالث من نوعه إفريقيا، ووثوقه من أن نوعية العجلات المصنوعة فيه ستكون جيّدة وتنافسية. وشجع الوزير الأول المستثمر للقيام باتصالات مع وزارة الصناعة ووزارة الدفاع الوطني من أجل تسويق منتجاته والحصول على حصة من السوق. للاشارة، ستخصص هذه الوحدة التي تعوّل على إنتاج 2 مليون عجلة مطاطية سنويا 20 ٪ من إنتاجها للتصدير، وتطمح في مرحلة ثانية إلى المرور لإنتاج عجلات مطاطية للمركبات ذات الوزن الثقيل بآفاق إنتاج مليون وحدة سنويا. يذكر أن الوزير الأول أشرف بالمناسبة على افتتاح صالون الاستثمار «سطيف إنفيست» بالمنطقة الصناعية لسطيف الذي يجمع 45 مستثمرا منتجا في مختلف مجالات الصناعة، وسلّم عقود امتياز لحوالي 15 مستثمرا محليا. ففي قطاع الطاقة دشن محطة توليد الطاقة الكهربائية ذات الدورة المركبة ببلدية عين أرنات، حيث دعا إلى «تحسين الفضاء المخصص لهذا النوع من المشاريع لتسيير أفضل لها»، كما طالب باعتماد رؤية استشرافية في مجال إنجاز محطات توليد الطاقة الكهربائية، معتبرا أنه من الضروري «الاعتماد عند إنجاز هذه المشاريع على الدراسات والاحتياجات وليس الحاجة الظرفية»، مذكّرا بأن الدولة ستعتمد أكثر فأكثر على الطاقات البديلة مستقبلا. وببلدية سطيف دشن سوق جملة لبيع الخضر والفواكه بمنطقة الصفيحة، داعيا إلى «اعتماد رؤية استشرافية» في استغلال هذا الفضاء والتخطيط لمشاريع تصدير لاسيما من خلال إنشاء رواق للتصدير. وتضمنت الزيارة تدشين فندق «نوفوتال» إضافة إلى تسليم مفاتيح وقرارات تخصيص لمساكن من صيغ مختلفة، وكذا تدشين المدرسة العليا للأساتذة بالعلمة، التي أطلق عليها اسم «مسعود زقار»، حيث دعا الوزير الأول إلى «الانفتاح على اللغات الأجنبية وتكنولوجيات الاعلام والاتصال». وأشرف كذلك بمدينة سطيف على تدشين 6000 مقعد بيداغوجي بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة محمد لمين دباغين، كما دشن المركز الثقافي الإسلامي «رابح مدور» بوسط المدينة، وهناك التقى بعض الشيوخ والأئمة الذين استغلوا المناسبة للدعوة إلى التصويت بقوة في التشريعيات. وبعين أرنات أشرف السيد سلال، على تدشين المركب الرياضي للبلدية، والتقى باللاعبين القدامى لفريق وفاق سطيف لدى تفقده لمختلف فضاءات هذا المركب، حيث أعطى توجيهات بضرورة الاستغلال الأفضل لهذه الفضاءات والتجهيزات من أجل الترويج للاختصاصات الرياضية في صفوف الشباب وتسخير الطاقات وتكريس اهتمام أكبر برياضة النخبة. وأكد الوزير الأول الذي تبادل أطراف الحديث مع بعض الشباب بأن «الجزائر تلتزم بمعركة ترقية رياضة النخبة»، مشجعا الشباب على ممارسة الرياضة. يذكر أن الوزير الأول التقى في سطيف بالجمعيات النسوية مستغلا الفرصة لدعوة النساء إلى»المشاركة القوية والفعّالة» في الانتخابات التشريعية والتصويت على المرشحين الأكفاء القادرين على تحمّل المسؤولية وضمان المرحلة المقبلة»، مذكّرا بالمكاسب الكبيرة للمرأة في ظل حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والمكرسة مؤخرا في الدستور الجديد، لذا اعتبر أنه من الضروري التجنّد خلف رئيس الجمهورية ودعم برنامجه ومكاسب البلاد».